محمد صديق المنشاوي
إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوى و أحكام. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوى و أحكام. إظهار كافة الرسائل
كثير من الناس يأكل أثناء أذان الفجر حتى يكتمل الأذان ، فما حكم هذا الأكل الذي يكون في أثناء الأذان ؟
كثير من الناس يأكل أثناء أذان الفجر حتى يكتمل الأذان ،
فما حكم هذا الأكل الذي يكون في أثناء الأذان ؟
جواب_
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ..
حكم هذا الأكل الذي يكون في أثناء الأذان حسب أذان المؤذن ، فإن كان لا يؤذن إلا
بعد أن يتيقن طلوع الفجر ، فإن الواجب الإمساك من حين أن يؤذن ، لقول النبي
صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " رواه البخاري ،
وإن كان لا يتيقن طلوع الفجر ، فالأولى أن يمسك إذا أذن .
فما حكم هذا الأكل الذي يكون في أثناء الأذان ؟
جواب_
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ..
حكم هذا الأكل الذي يكون في أثناء الأذان حسب أذان المؤذن ، فإن كان لا يؤذن إلا
بعد أن يتيقن طلوع الفجر ، فإن الواجب الإمساك من حين أن يؤذن ، لقول النبي
صلى الله عليه وسلم : " كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم " رواه البخاري ،
وإن كان لا يتيقن طلوع الفجر ، فالأولى أن يمسك إذا أذن .
أختاه... لا تكوني منهن
أختاه... لا تكوني منهن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء» فلا تكوني منهن.
عن جابر، قال: شهدت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، فلما قضى الصلاة قام متوكئًا على بلال، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكرهم، وحثّهم على طاعته، ثم مضى إلى النساء ومعه بلال، فأمرهن بتقوى الله ووعظهن، وحمد الله وأثنى عليه، وحثهن على طاعته، ثم قال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم» فقالت امرأة من سفلة(ليست ذات حسب ونسب) النساء سعفاء(خدها فيه سواد) الخدين، لم يا رسول الله؟ قال: «إنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير» فجعلن ينزعن حليهن وقلائدهن، وقرطتهن، وخواتيمهن يقذفن به في ثوب بلال، يتصدقن به(مسند الإمام أحمد).
أختاه:
إنها دعوة صادقة لك أن تنجي بنفسك من هذا المصير السيئ، أن تنجي بنفسك من النار، فالله تعالى نفسه قد دعاك إلى أن تتقي حرها الشديد، وعذابها الأليم، واعتبر سبحانه أن الفوز كل الفوز هو النجاة منها، فقال: }فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{ الآية «آل عمران 185»، وبين سبحانه بشاعة عذابها ودوامه ليتقيها العاقل، ويهرب منها ذو اللب الرشيد فقال: }نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ{«سورة الهمزة»، وقال: }وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ{«سورة المدثر»، وقال: }كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا{«الإسراء 97».
وسكان جهنم طعامهم الزقوم والغسلين، وشرابهم ماء حميم يقطع أمعاءهم، وسرابيلهم من قطران – وهو النحاس المذاب.
إن شدة النار وعذابها، وهول سعيرها وقسوته، تفقد الإنسان صوابه، وتجعله يجود بكل أحبابه لينجو منها، ولا نجاة يومئذ }يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ{ «المعارج».
أختاه
إن أكثر أهل النار من النساء، وهناك فريق منهن غير قليل في الجنة، وهذه دعوة لك أن تجدي في السعي لكي لا تكوني مع الفئة الهالكة، وأن تكوني مع الفريق الناجي منهن، في جنة عرضها السماوات والأرض، جنة قال عنها الحق سبحانه وتعالى في حديثه القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين»، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها».
فالنجاة.. النجاة.. أختاه، وانقلي نفسك من نار الجحيم إلى جنة النعيم، من أكل الزقوم إلى }وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ{ومن طعام من غسلين إلى }وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ{ومن شراب الحميم إلى }كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا{.
قد تسألين أختاه: وكيف النجاة؟
والإجابة: ارجعي فاقرئي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدي الإجابة، تجدي أطواق النجاة التي تنجيك من لهيب جهنم وعذابها الشديد، وتأخذك إلى الجنة ونعيمها الدائم.
أطواق النجاة
1- لا تكثري الشكاة:
أختاه.. تجنبي كثرة الشكاة، فقد عدها رسول الله من أسباب دخول النار، والشكاة ضعف في الإيمان، وعدم رضا بقدر الله تعالى وقضائه، وأنت عندما تشتكين إنما تشتكين ربك للناس، تشتكين من ينفعك إلى من لا يملك لك ضرًا ولا نفعًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال»(رواه ابن ماجة). وقال لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك عن سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت. واعلمي أختاه: أن في الصبر على ما تكرهين خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.
2- إياك وكفران العشير
وطوق النجاة الثاني هو أن تتجنبي نكران العشير – أي نكران أفضال زوجك عليك – فذلك ليس من الدين، ولا من المروءة، بل اعتبره الإمام الذهبي من الكبائر، لأن كل من وُعد فاعله بعذاب النار يعتبر من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ورأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن» قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط»(رواه البخاري). وكفران النعمة من أي إنسان سيئة كبيرة، ولكن نكران العشير أكبر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها»، والمرأة العاقلة تشكر لزوجها كل معروف –حتى وإن كان صغيرًا– لأن ذلك يحببها إليه، كما أنه يدفعه لعطاء المزيد وهو منشرح الصدر، فالله نفسه يقول: }لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ{، فأقل جزاء من الزوجة لزوجها أن تثني عليه وتشكره على كل عطية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فليجزه، فإن لم يجد ما يجزه، فليثن عليه، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره» الحديث. ونكران النعمة من اللؤم، كما أنه نكران لنعمة الله تعالى لأن كل نعمة وإن كانت في ظاهرها من بشر فهي في حقيقتها من الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
أختاه:
إن كنت حقًا تريدين النجاة من النار، وتخافين غضب الجبار، فاحذري كفران العشير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه».
3- تصدقي
وهذا هو طوق النجاة الثالث، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالتصدق اتقاء النار حيث قال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم»، وقد أمر الله تعالى بالصدقة فقال: }وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ{ [المنافقون 10] وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» - وهو يشمل النساء أيضًا – ولا شك أن من أظلّه الله بظله فقد نجا من النار، وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار»(رواه الترمذي). وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»(متفق عليه).
4- احذري اللعن
وطوق النجاة الرابع أختاه: اجتنبي اللعن، فإنه يكثر عند النساء، وهو ذنب عظيم، وطريق يؤدي إلى النار، عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير» الحديث(رواه البخاري).
فاحذري أختاه من اللعن فقد تُعَوَّدُ كثير من النساء لعن أولادهن، وحياتهن، وخادماتهن، وكل شيء، فاحذري ذلك فهو ذنب عظيم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن اللعنة ترجع إلى صاحبها إذا كان الذي لعن لا يستحقها، واللعنة قد تقع على الشيء الذي لعنتيه فيكون وبال لعنته عليك أنت، عن عمران بن الحصين قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة»، قال عمران: "فكأني الآن أراها تمشي في الناس ما يعرض لها أحد"(رواه مسلم). – أي لم يعد أحد يحاول الاستفادة منها خوف اللعنة التي نزلت بها.
واحذري أختاه أن تلعني نفسك أو أبناءك، فقد يوافق ذلك لحظة إجابة فتقع اللعنة، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم»(رواه مسلم). فاحذري أختاه اللعن فإنه مضرة في الدنيا مهلكة في الآخرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء» فلا تكوني منهن.
عن جابر، قال: شهدت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، فلما قضى الصلاة قام متوكئًا على بلال، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكرهم، وحثّهم على طاعته، ثم مضى إلى النساء ومعه بلال، فأمرهن بتقوى الله ووعظهن، وحمد الله وأثنى عليه، وحثهن على طاعته، ثم قال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم» فقالت امرأة من سفلة(ليست ذات حسب ونسب) النساء سعفاء(خدها فيه سواد) الخدين، لم يا رسول الله؟ قال: «إنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير» فجعلن ينزعن حليهن وقلائدهن، وقرطتهن، وخواتيمهن يقذفن به في ثوب بلال، يتصدقن به(مسند الإمام أحمد).
أختاه:
إنها دعوة صادقة لك أن تنجي بنفسك من هذا المصير السيئ، أن تنجي بنفسك من النار، فالله تعالى نفسه قد دعاك إلى أن تتقي حرها الشديد، وعذابها الأليم، واعتبر سبحانه أن الفوز كل الفوز هو النجاة منها، فقال: }فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{ الآية «آل عمران 185»، وبين سبحانه بشاعة عذابها ودوامه ليتقيها العاقل، ويهرب منها ذو اللب الرشيد فقال: }نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ{«سورة الهمزة»، وقال: }وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ{«سورة المدثر»، وقال: }كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا{«الإسراء 97».
وسكان جهنم طعامهم الزقوم والغسلين، وشرابهم ماء حميم يقطع أمعاءهم، وسرابيلهم من قطران – وهو النحاس المذاب.
إن شدة النار وعذابها، وهول سعيرها وقسوته، تفقد الإنسان صوابه، وتجعله يجود بكل أحبابه لينجو منها، ولا نجاة يومئذ }يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ{ «المعارج».
أختاه
إن أكثر أهل النار من النساء، وهناك فريق منهن غير قليل في الجنة، وهذه دعوة لك أن تجدي في السعي لكي لا تكوني مع الفئة الهالكة، وأن تكوني مع الفريق الناجي منهن، في جنة عرضها السماوات والأرض، جنة قال عنها الحق سبحانه وتعالى في حديثه القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين»، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها».
فالنجاة.. النجاة.. أختاه، وانقلي نفسك من نار الجحيم إلى جنة النعيم، من أكل الزقوم إلى }وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ{ومن طعام من غسلين إلى }وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ{ومن شراب الحميم إلى }كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا{.
قد تسألين أختاه: وكيف النجاة؟
والإجابة: ارجعي فاقرئي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدي الإجابة، تجدي أطواق النجاة التي تنجيك من لهيب جهنم وعذابها الشديد، وتأخذك إلى الجنة ونعيمها الدائم.
أطواق النجاة
1- لا تكثري الشكاة:
أختاه.. تجنبي كثرة الشكاة، فقد عدها رسول الله من أسباب دخول النار، والشكاة ضعف في الإيمان، وعدم رضا بقدر الله تعالى وقضائه، وأنت عندما تشتكين إنما تشتكين ربك للناس، تشتكين من ينفعك إلى من لا يملك لك ضرًا ولا نفعًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال»(رواه ابن ماجة). وقال لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك عن سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت. واعلمي أختاه: أن في الصبر على ما تكرهين خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.
2- إياك وكفران العشير
وطوق النجاة الثاني هو أن تتجنبي نكران العشير – أي نكران أفضال زوجك عليك – فذلك ليس من الدين، ولا من المروءة، بل اعتبره الإمام الذهبي من الكبائر، لأن كل من وُعد فاعله بعذاب النار يعتبر من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ورأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن» قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط»(رواه البخاري). وكفران النعمة من أي إنسان سيئة كبيرة، ولكن نكران العشير أكبر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها»، والمرأة العاقلة تشكر لزوجها كل معروف –حتى وإن كان صغيرًا– لأن ذلك يحببها إليه، كما أنه يدفعه لعطاء المزيد وهو منشرح الصدر، فالله نفسه يقول: }لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ{، فأقل جزاء من الزوجة لزوجها أن تثني عليه وتشكره على كل عطية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فليجزه، فإن لم يجد ما يجزه، فليثن عليه، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره» الحديث. ونكران النعمة من اللؤم، كما أنه نكران لنعمة الله تعالى لأن كل نعمة وإن كانت في ظاهرها من بشر فهي في حقيقتها من الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
أختاه:
إن كنت حقًا تريدين النجاة من النار، وتخافين غضب الجبار، فاحذري كفران العشير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه».
3- تصدقي
وهذا هو طوق النجاة الثالث، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالتصدق اتقاء النار حيث قال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم»، وقد أمر الله تعالى بالصدقة فقال: }وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ{ [المنافقون 10] وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» - وهو يشمل النساء أيضًا – ولا شك أن من أظلّه الله بظله فقد نجا من النار، وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار»(رواه الترمذي). وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»(متفق عليه).
4- احذري اللعن
وطوق النجاة الرابع أختاه: اجتنبي اللعن، فإنه يكثر عند النساء، وهو ذنب عظيم، وطريق يؤدي إلى النار، عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير» الحديث(رواه البخاري).
فاحذري أختاه من اللعن فقد تُعَوَّدُ كثير من النساء لعن أولادهن، وحياتهن، وخادماتهن، وكل شيء، فاحذري ذلك فهو ذنب عظيم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن اللعنة ترجع إلى صاحبها إذا كان الذي لعن لا يستحقها، واللعنة قد تقع على الشيء الذي لعنتيه فيكون وبال لعنته عليك أنت، عن عمران بن الحصين قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة»، قال عمران: "فكأني الآن أراها تمشي في الناس ما يعرض لها أحد"(رواه مسلم). – أي لم يعد أحد يحاول الاستفادة منها خوف اللعنة التي نزلت بها.
واحذري أختاه أن تلعني نفسك أو أبناءك، فقد يوافق ذلك لحظة إجابة فتقع اللعنة، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم»(رواه مسلم). فاحذري أختاه اللعن فإنه مضرة في الدنيا مهلكة في الآخرة.
إذا كان الحفاظ على السر واجبا فإن إفشاء السر حرام
إذا كان الحفاظ على السر واجبا فإن إفشاء السر حرام .
وقد أسرَّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وحفصة بحديث وائتمنهما عليه ، فأظهرتا سرَّه صلى الله عليه وسلم ، فعاتبهما الله تعالى على ذلك .
قال تعالى : { وإذ أسرَّ النبي إلى بعض أزوجه حدي
ثا فلمَّا نبأت به وأظهره الله عليه عرَّف بعضه وأعرض عن بعض فلمَّا نبأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير } التحريم / 3 .
ثم قال تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } التحريم / 4 ، ( فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه شهرا من أجل الحديث الذي أفشته حفصة لعائشة ) البخاري 5191 ، قال ابن حجر رحمه الله عن هذا الحديث ( وَفِيهِ الْمُعَاقَبَة عَلَى إِفْشَاء السِّرّ بِمَا يَلِيق بِمَنْ أَفْشَاهُ ) .
وقد أسرَّ النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وحفصة بحديث وائتمنهما عليه ، فأظهرتا سرَّه صلى الله عليه وسلم ، فعاتبهما الله تعالى على ذلك .
قال تعالى : { وإذ أسرَّ النبي إلى بعض أزوجه حدي
ثا فلمَّا نبأت به وأظهره الله عليه عرَّف بعضه وأعرض عن بعض فلمَّا نبأها به قالت مَن أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير } التحريم / 3 .
ثم قال تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير } التحريم / 4 ، ( فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه شهرا من أجل الحديث الذي أفشته حفصة لعائشة ) البخاري 5191 ، قال ابن حجر رحمه الله عن هذا الحديث ( وَفِيهِ الْمُعَاقَبَة عَلَى إِفْشَاء السِّرّ بِمَا يَلِيق بِمَنْ أَفْشَاهُ ) .
التزكية ودورها في تربية أفراد الأسرة
لقد اهتم القرآن الكريم بتربية الإنسان أيما اهتمام، وتحدث عنها بمفردات عديدة منها: التزكية والتطهير اللتان وردتا مع بعضهما في قوله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم} [التوبة:103].
الصدقة تطهر الناس من الذنوب والأوزار، وتنمي حسناتهم، حتى يرتفعوا بها إلى مراتب المخلصين الأبرار، وادعُ لهم بالمغفرة، فإن دعاءك وإستغفارك طمأنينة ورحمة لهم -صفوة التفاسير، محمد علي الصابوني، حلب، دار القلم العربي 1994م/ 1414هـ 560.
ويقال: زكّى الشيء: نماه وزاد فيه، وزكى ماله: طهره بأداء الزكاة، وزكى نفسه: مدحها ونسبها إلى الطهر -المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس.
فالتزكية تتضمن معنى النماء أو التطهير بحسب وقوعها في سياق الكلام.
وسنتدبر هذه المفردة في آيات القرآن، فقد حوت هذه المعاني وزيادة، وسنجد مدى صلة التزكية بالنفس وتأثيرها فيها.
[] المبادرة إلى التزكية:
يحرص الإنسان في حياته على صحة جسمه، فيأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى ذلك، ويحرص العاقل على سلامة نفسه، فيزكيها بتطهيرها من الذنوب، وتنميتها بفعل الخيرات والطاعات قال الله تعالى: {قد أفلح من تزكى*وذكر اسم ربه فصلى} [الأعلى:14-15].
فالمسلم يزكي نفسه بذكر الله وإقام الصلاة، ولعل التسبيح الذي يتكرر كثيرًا في ركوع الصلاة وسجودها، وهو من ذكر الله يزكي النفس أكثر من غيره، ومما جعلني أؤكد ذلك أن سورة الأعلى إبتدأت بالأمر بالتسبيح {سبح اسم ربك الأعلى*الذي خلق فسوى} [الأعلى:1-2].
ويتفق التسبيح مع التزكية، فالتسبيح هو تنزيه لله تعالى عن النقائص، والتزكية تطهر النفس من الموبقات، فالمسلم الحق الذي يسعى إلى التزكية يتوب إلى الله وينقي نفسه من الذنوب، وينزه إعتقاده عن الشرك، وبما أن التسبيح له أهمية في تزكية النفس، أمر الله به في القرآن في مواضع عدة منها قوله تعالى: {يأيها الذين آمنو اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا} [الأحزاب:42].
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» متفق عليه.
وطريق التزكية معروف في القرآن: إنه الإيمان والعمل الصالح.
ومن الأعمال الصالحة التي تزكي النفس وتبعد عن النار الصدقة لوجه الله تعالى الذي قال في كتابه {وسيجنبها الأتقى*الذي يؤتى ماله يتزكى*وما لأحد عنده من نعمة تجزى*إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى*ولسوف يرضى} [الليل:17-21].
وقد أمر الله نبيه أن يأخذ صدقة من الذين إعترفوا بذنوبهم، لتطهرهم من الذنوب والأوضار، وتنمي حسناتهم حتى يرتفعوا بها إلى مراتب المخلصين الأبرار فقال سبحانه {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} [التوبة:103].
ومما يزكي النفس الإيمان بالغيب، والإعتقاد الجازم بأركان الإيمان الستة، فالإيمان بالغيب يعمق المراقبة في نفس المسلم لله تعالى، ويعيش المؤمن وهو يشعر أن الله يسمعه ويراه، ويعتقد أن الله سيحاسبه على أعماله، فيخشاه، ويقيم صلاته على أحسن وجه، ويعبد ربه كأنه يراه...
قال تعالى: {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه إلى الله المصير} [فاطر:18].
إن التزكية فعل إيجابي يقوم به المسلم، ليؤدي إلى نمو الخير في نفسه، وزيادة تقواه، ومما يدل على ذلك أن الله تعالى وصف الذين يتمسكون بآداب الزيارة، والذين يغضون أبصارهم بالزكاء، فقال سبحانه: {فإن لم تجدوا فيها أحدًا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعلمون عليم} [النور:28].
وقال سبحانه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور:30].
وعلمنا القرآن في آياته وقصصه أن نختار الطيب الحلال وعبّر عنه بـ أزكى في قوله تعالى: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعامًا فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدًا} [الكهف:19]، إن الآية تشير إلى أن نربي أولادنا على حسن التصرف عند تكليفهم بشراء حاجات من السوق أن يختاروا منها ما هو طيب وصالح، وهذا يحتاج إلى تدريب لهم منذ الصغر على إختيار الأزكى.
[] التزكية فلاح ونجاح:
قد بشر الله تعالى كل مؤمن يتزكى بالفلاح ودخول الجنة فقال: {قد أفلح من تزكى} [الأعلى: 14] وقال: {قد أفلح من زكاها} [الشمس:9]، دلت الآيتان وغيرهما أن المفلح هو من زكى نفسه -أي نماها وأعلاها بالطاعة والصدقة واصطناع المعروف- وهو من عالج نفسه بالمجاهدة والتزكية إلى أن دخل دائرة الفلاح.
وجزاء المفلحين الذين تزكوا، هو دخول الجنة خالدين فيها يتنعمون {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى*جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى} [طه:75-76].
إن الآية تصف الذي قام بالتزكية بالإيمان والعمل الصالح، وتقرر أن مآله الجنة التي حسنت مستقرًّا ومقامًا.
► رسول الله يزكِّي:
ويحتاج المسلم إلى من يأخذ بيده إلى طريق التزكية، ويبصره بسبيلها، ففي عهد النبي صلي الله عليه وسلم كان الصحابة يتوافدون على الرسول صلي الله عليه وسلم فيستمعون منه وهو يتلو عليهم آيات ربه، فيزكيهم ويرقيهم، كما أنه يبيّن لهم طريق الهدى بوصاياه وإشاداته، ومما يؤكد ذلك قصة ابن أم مكتوم الذي جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم ليتزكّى، قال الله تعالى: {عبسى وتولى*أن جاءه الأعمى*وما يدريك لعله يزكى*أو يذكر فتنفعه الذكرى} [عبس:1-4]، ومن الأمور المهمة في دعوة الرسل عليهم السلام -التزكية- فقد أمر الله عز وجل سيدنا موسى بالذهاب إلى فرعون، لدعوته كي يزكى نفسه ويطهرها من الذنوب والآيات ويؤمن بالله ويطيعه ويخشاه فقال عن ذلك {اذهب إلى فرعون إنه طغى*فقل هل لك إلى أن تزكى*وأهديك إلى ربك فتخشى} [النازعات:17-19]، وأكد القرآن مهمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في تزكية النفوس فقال في آياته: {هو الذي بعث في الأميين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} [الجمعة: 2]، {لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} [آل عمران: 164].
والملاحظ من الآيتين السابقتين أن الأميين كانوا في ضلال مبين فكانت التزكية لهم عملية تحول، حيث أقلعوا عن شركهم ودخلوا في الإسلام طائعين، وهذا ما تدعوهم إليه الآيات التي كان يتلوها عليهم الرسول صلي الله عليه وسلم.
ومما يؤكد على أن من مهام الرسول محمد صلي الله عليه وسلم التزكية ما ورد في دعاء سيدنا إبراهيم، إذ قال كما ورد في القرآن: {ربنا وابعث فيهم رسولًا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم} [البقرة:109].
إن التزكية التي تحقق التغيير في إعتقاد الإنسان وأعماله هي تربية ترمي إلى تنقية المرء من الذنوب، وتنمية الإيمان في قلبه، والعمل الصالح في حياته.
ومن سياق الآيات نجد أن التزكية قد إقترنت بتلاوة الآيات القرآنية وسماعها مع تعليم الكتاب والحكمة، مما يرشدنا إلى أن تلاوة القرآن وسماعه تزكي المؤمن ونفسه قال تعالى:{وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف:204].
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم «ما إجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» رواه مسلم.
والرحمة من الله تزكية... وهذه الرحمة مبذولة بحكم الجود الإلهي غير مضنون بها على أحد ولكن لابد من الاستعداد للقبول بتزكية النفس وتطهيرها عن الخبث والكدورة -ميزان العمل، أبوحامد الغزالي، مكتبة الجندي، القاهرة 1973م. ص 33.
وبما أن الأب مسؤول عن تربية أبنائه، يجب عليه أن يجمع أفراد أسرته في الأسبوع أكثر من مرة، ليقرأوا القرآن ويتدارسوه، فتنزل عليهم الرحمات وتزكوا النفوس، وتغدو أسرة مباركة.
[] التزكية بين الحقيقة والإدعاء:
تزكية الإنسان نفسه ضربان: أحدهما بالفعل وهو محمود، وإليه قصد بقوله: {قد أفلح من زكاها} [الشمس:9]، وقوله: {قد أفلح من تزكى} [الأعلى:14].
والثاني: القول كتزكية المرء نفسه وهو مذموم وقد نهى الله عز جل عنه فقال: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} [النجم:32]، أي لا تمدحوها على سبيل الإعجاب، ولا تشهدوا لها بالكمال والتقى، فالله تعالى هو العالم بمن أخلص واتقى ربه في السر والعلن -صفوة التفاسير، مرجع سابق، ج3، ص 277.
فعلى المرء أن يتحقق بالتقوى والتزكية، وذلك بأخذه بأسبابها كما بينا، وعليه ألا يدعي أنه هو الذي زكى نفسه فيمدحها، بل الواجب أن يعيد الفضل لله وحده فهو الموفق لكل خير، وهو المزكي سبحانه، وهذا واضح جليّ في الآيات الكريمة التالية: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلًا} [النساء:49]، {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم} [النور:21].
[] نسبة التزكية:
مما سبق لاحظنا أن التزكية تكون من الإنسان، ومن الرسول، ومن الله، وللراغب الأصفهاني كلام جميل ومفيد في هذا المعنى إذ يقول: بزكاء النفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة، وفي الآخرة الأجر والمثوبة، وهو أن يتحرى الإنسان ما فيه تطهيره وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسبًا لذلك نحو {قد أفلح من زكاها}، وتارة ينسب إلى الله تعالى لكونه فاعلًا لذلك في الحقيقة نحو {بل الله يزكّى من يشاء} وتارة إلى النبي لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم نحو {تطهرهم وتزكيهم بها} [التوبة:103] و{يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم} [البقرة:151].
وتكون تزكية الله ايضًا بالإختيار مثل تزكيته للرسل نحو {قال إنما أنا رسول ربك لأهب لكل غلامًا زكيًّا} [مريم:19].
[] التزكية تربية:
نخلص في ختام الحديث عن التزكية إلى أنها تربية للإنسان، تطهره من الشرك والذنوب، وتنمي فيه عناصر الخير، فيغدو إنسانًا مؤمنًا موحدًا ومسبحًا لله بذكره وفعله، ومقيما للصلاة بخشوع، مما يرفعه إلى مصاف عباده المفلحين الذين يتقربون إليه بأعمالهم تزكية، فيرضى عنهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم.
الكاتب: الأستاذ أحمد حسن الخميسي.
المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.
أحكام طهارة المريض وصلاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد : فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من أحد الإخوة الناصحين ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5431) وتاريخ 25 / 12 / 1414 هـ وقد جاء في رسالته ما شاهده من جهل بعض المرضى في المستشفيات من كيفية أداء الصلاة ، وكيفية الطهارة لها في بعض أحوالهم التي يكون فيها عجز ، ورغبته الفتوى مفصلة في أحكام طهارة المريض وصلاته .
وبعد دراسة اللجنة لما ذكر أجابت بما يلي :
أولا : طهارة المريض :
1 - يجب على المريض ما يجب على الصحيح من الطهارة بالماء من الحدثين الأصغر والأكبر ، فيتوضأ من الأصغر ويغتسل من الأكبر .
2 - ولا بد قبل الوضوء من الاستنجاء بالمـاء ، أو الاستجمار
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 406) |
بالحجارة أو ما يقوم مقامها في حق من بال أو أتى الغائط .
ولا بد في الاستجمار من ثلاثة أحجار طاهرة ، ولا يجوز الاستجمار بـالروث والعظـام والطعـام وكـل ما لـه حرمـة ، والأفضـل أن يستجمر بالحجـارة ومـا أشـبهها ؛ كالمناديل واللَّبِن ونحو ذلك ، ثم يتبعها المـاء ؛ لأن الحجارة تزيل عين النجاسة ، والماء يطهر المحل ، فيكون أبلغ .
والإنسـان مخير بـين الاستنجاء بالمـاء أو الاستجمار بالحجارة وما أشبهها ، وإن أراد الاقتصار على أحدهما فالماء أفضل ؛ لأنه يطهر المحل ، ويزيل العين والأثر ، وهو أبلغ في التنظيف . وإن اقتصر على الحجر أجزأه ثلاثة أحجار إذا نقى بهن المحل ، فإن لم تكف زاد رابعا وخامسا حتى ينقي المحل ، والأفضل أن يقطع على وتر .
ولا يجـوز الاستجمار باليـد اليمنى ، وإن كـان أقطـع اليسرى أو بها كسـر أو مـرض ونحوهمـا استجمر بيمينه للحاجة ، ولا حرج في ذلك .
3 - إذا لم يستطع المريض الوضوء بالمـاء لعجزه أو لخوفه زيادة المرض أو تأخر برئه فإنه يتيمم .
والتيمم هو : أن يضرب بيديه على التراب الطاهر ضربة
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 407) |
واحدة ، فيمسح وجهه بباطن أصابعه وكفيه براحتيه .
ويجوز أن يتيمم على كل شيء طاهر له غبار ، ولو كـان على غير الأرض ، كأن يتطاير الغبار مثلا على جدار أو نحوه فيجوز أن يتيمم عليه ، وإن بقى على طهارته من التيمم الأول صلى به كالوضوء ، ولو عدة صلوات ، ولا يلزمه تجديد تيممه ؛ لأنه بدل الماء ، والبدل له حكم المبدل .
ويبطل التيمم بكـل ما يبطل الوضوء ، وبالقدرة على استعمال الماء أو وجوده إن كان معدوما .
4 - إذا كان المرض يسيرا لا يخاف من استعمال الماء معه تلفا ولا مرضا مخوفا ولا إبطاء برء ولا زيادة ألـم ولا شيئا فاحشا ، وذلك كصداع ووجع ضرس ونحوها ، أو ممن يمكنه استعمال الماء الدافئ ولا ضرر عليه - فهذا لا يجوز له التيمم ؛ لأن إباحته هنا لنفي الضرر ، ولا ضرر عليه ، ولأنه واجد للماء ، فوجب عليه استعماله .
5 - إذا شق على المريض أن يتوضأ أو يتيمم بنفسه وضأه أو يممه غيره وأجزأه ذلك .
6 - من به جروح أو قروح أو كسر أو مرض يضره منه استعمال الماء فأجنب - جاز له التيمم ، وإن أمكنه غسل الصحيح من
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 408) |
جسده وجب عليه ذلك وتيمم للباقي .
7 - من به جرح في أحد أعضاء الطهارة فإنه يغسله بالماء ، فـإن شق عليه غسله أو كان يتضرر بـه مسحه بالمـاء حال غسل العضو الذي به الجرح حسب الترتيب ، فإن شق عليه مسـحه أو كان يتضرر به تيمم عنه وأجزأه .
8 - صاحب الجـبيرة : وهو من كـان في بعـض أعضـائه كسر مشدود وعليـه خرقة أو نحوهـا ، فإنه يمسـح عليها بالمـاء ، وتكفيه ، ولو لم يضعها على طهارة .
9 - يجب على المريض إذا أراد أن يصلي أن يجتهد في طهارة بدنه وثيابه ومكان صلاته من النجاسات ، فـإن لم يستطع صلى على حاله ولا حرج عليه .
10 - إذا كان المريض مصابا بسلس البول ، ولم يبرأ بمعالجته فعليه أن يستنجي ويتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ، ويغسل ما يصيب بدنه وثوبـه ، أو يجعل للصلاة ثوبا طاهرا إن لم يشق عليه جعل الثوب الطاهر للصلاة ، وإلا عفي عنه ، ويحتاط لنفسه احتياطا يمنع انتشار البول في ثوبه أو جسمه أو مكان صلاته بوضع حافظ على رأس الذكر .
ثانيا : صلاة المريض :
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 409) |
1 - يجب على المريض أن يصلي قائما قدر استطاعته .
2 - من لا يستطيع القيام صلى جالسا ، والأفضل أن يكون متربعا في كل القيام .
3 - فإن عجز عن الصلاة جالسا صلى على جنبه مستقبل القبلة بوجهه ، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن .
4 - فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى مستلقيا ورجلاه إلى القبلة .
5 - ومن قدر على القيام وعجز عن الركـوع أو السـجود لم يسقط عنه القيام ، بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ، ثم يجلس ويومئ بالسجود .
6 - وإن كان بعينه مرض فقال طبيب ثقة : إن صليت مستلقيا أمكن مداواتك وإلا فلا ، فله أن يصلي مستلقيا .
7 - من عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ، ويجعل السـجود أخفض من الركوع .
8 - ومن عجز عن السجود وحده ركع وأومأ بالسجود .
9 - ومن لم يمكنه أن يحني ظهره حنى رقبته ، وإن كـان ظهره متقوسا فصار كأنه راكـع فمتى أراد الركـوع زاد في انحنائه قليلا ، ويقرب وجهه إلى الأرض في السجود أكثر مـا أمكنه
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 410) |
ذلك .
10 - فإن كان لا يستطيع الإيماء برأسه فيكبر ويقرأ وينوي بقلبه القيام والركوع والرفع منه والسجود والرفع منه والجلسة بين السجدتين والجلوس للتشهد ، ويأتي بالأذكـار الواردة ، أما ما يفعله بعض المرضى من الإشارة بالإصبع فلا أصل له .
11 - ومتى قدر المريض في أثناء صلاته على ما كـان عاجزا عنه من قيام أو قعود أو ركـوع أو سجود أو إيماء انتقل إليه وبنى على ما مضى من صلاته .
12 - وإذا نام المريض أو غيره عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم أو حال ذكره لها ، ولا يجوز له تركها إلى دخول وقت مثلها ليصليها فيه .
13 - لا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال ، بل يجـب على المكلف أن يحرص على الصلاة في جميع أحواله ، وفي صحته ومرضـه ؛ لأنهـا عمود الإسـلام وأعظـم الفـرائض بعـد الشهادتين ، فلا يجوز لمسلم ترك الصلاة المفروضة حتى يفوت وقتها ، ولو كان مريضا ، ما دام عقله ثابتا ، بل عليه أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته على ما ذكر من تفصيل ، وأما ما يفعله بعض المرضى من تأخير الصلاة حتى يشفى
(الجزء رقم : 24، الصفحة رقم: 411) |
من مرضه فهو أمر لا يجوز ، ولا أصل له في الشرع المطهر .
14 - وإن شق على المريض فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر ، وبـين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير ، حسبما تيسر له ، إن شاء قدم العصر مع الظهر ، وإن شاء أخر الظهر مع العصر ، وإن شاء قدم العشـاء مع المغرب ، وإن شاء أخر المغرب مع العشاء .
أما الفجر فلا تجمع لما قبلها ولا لما بعدها ؛ لأن وقتها منفصل عما قبلها وعما بعدها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
شرح حديث : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ )
السؤال:
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي ، وغيره ، السبب وراء سؤالي هو: أن هناك شابا جيدا ، ومن عائلة جيدة قد تقدم لخطبتي ، وهو الحمد لله يصلي جميع الصلوات ، ويدفع الزكاة ، ويتصدق بماله ، ويطلب العلم الشرعي ، ويكن له الجميع الاحترام ، فضلا عن عمله الجيد حيث يستطيع أن يوفر لي معيشة كريمة ، وأنا لا أريد أكثر من هذا من زوجي إن شاء الله ، فكل ما أريده أن أتزوج برجل نقي ، وعلى علاقة جيدة مع الله سبحانه وتعالى ، وأريده أن يرشدني ويهديني أكثر إلى الإسلام ، المشكلة أنّ أختي وزوجها يرفضون هذا الزواج ؛ لأن هذا الشاب هو ابن عم زوج أختي ، فهم يعتقدون أن هذا الزواج سوف يخلق المشاكل في العائلة ، خصوصاً وأن والدة زوج أختي من الممكن أن تسبب المشاكل لأختي أو شيء من هذا القبيل ، ولكنني لا أعتقد بأن ذلك يعد سبباً وجيها لرفض خطبة هذا الرجل .
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي ، وغيره ، السبب وراء سؤالي هو: أن هناك شابا جيدا ، ومن عائلة جيدة قد تقدم لخطبتي ، وهو الحمد لله يصلي جميع الصلوات ، ويدفع الزكاة ، ويتصدق بماله ، ويطلب العلم الشرعي ، ويكن له الجميع الاحترام ، فضلا عن عمله الجيد حيث يستطيع أن يوفر لي معيشة كريمة ، وأنا لا أريد أكثر من هذا من زوجي إن شاء الله ، فكل ما أريده أن أتزوج برجل نقي ، وعلى علاقة جيدة مع الله سبحانه وتعالى ، وأريده أن يرشدني ويهديني أكثر إلى الإسلام ، المشكلة أنّ أختي وزوجها يرفضون هذا الزواج ؛ لأن هذا الشاب هو ابن عم زوج أختي ، فهم يعتقدون أن هذا الزواج سوف يخلق المشاكل في العائلة ، خصوصاً وأن والدة زوج أختي من الممكن أن تسبب المشاكل لأختي أو شيء من هذا القبيل ، ولكنني لا أعتقد بأن ذلك يعد سبباً وجيها لرفض خطبة هذا الرجل .
ولذلك وددت أن أعرف ما المقصود بالفتنة والفساد الكبير المذكورين في الحديث ؟ ولمن سيحدث الفساد والفتنة ، لي أم للمجتمع ؟
خَمسة وعشرين فتوى للنساء في رمضان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد:
فبين يديك أختي المسلمة مجموعة من الفتاوى الشرعية تتعلق بالصيام، نهديها إليك بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن ينفع بها كل من قرأتها من أخواتنا المؤمنات، وأن تكون عوناً لهن على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم.
وجوب الصيام
سؤال: متى يجب الصيام على الفتاة؟
الجواب: يجب الصيام على الفتاة متى بلغت سن التكليف، ويحصل البلوغ بتمام خمس عشرة سنة، أو بإنبات الشعر الخشن حول الفرج، أو بإنزال المني المعروف، أو بالحيض، أو بالحمل. فمتى حصل بعض هذه الأشياء لزمها الصيام ولو كانت بنت عشر سنين. فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشرة من عمرها؛ فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة، فلا يلزمونها بالصيام، وهذا خطأ؛ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء، وجرى عليها قلم التكليف، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى إسلامية].
سؤال: فتاة بلغ عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عاماً، ومر عليها شهر رمضان المبارك ولم تصمه، فهل عليها شيء أو على أهلها؟ وهل تصوم؟ وإذا ما صامت فهل عليها شيء؟
الجواب: المرأة تكون مكلفة بشروط: الإسلام والعقل والبلوغ، ويحصل البلوغ بالحيض أو الاحتلام أو نبات شعر خشن حول القبل، أو بلوغ خمسة عشر عاماً. فهذه الفتاة إذا كانت قد توافرت فيها شروط التكليف فالصيام واجب عليها، ويجب عليها قضاء ما تركته من الصيام في وقت تكليفها. وإذا اختل شرط من الشروط فليست مكلفة ولا شيء عليها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: هل تأثم المرأة إذا صامت حياء من أهلها وعليها الدورة الشهرية؟
الجواب: لا شك أن فعلها خطأ، ولا يجوز الحياء في مثل هذا، والحيض أمر كتبه الله على بنات آدم، وقد منعت الحائض من الصوم والصلاة، فهذه التي صامت وهي حائض حياء من أهلها عليها قضاء تلك الأيام التي صامتها حال الحيض، ولا تعود لمثلها، والله أعلم [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].
سؤال: امرأة بلغت ودخل عليها رمضان ولم تصم خجلاً، وبعد سنة دخل عليها رمضان وهي لم تقضِ، فما الحكم؟
الجواب: يلزمها قضاء ذلك الشهر الذي أفطرته بعد بلوغها ولو متفرقاً، وعليها مع القضاء صدقة عن كل يوم مسكين، لقوله تعالى:
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ
[البقرة:184] وذلك نحو نصف صاع عن كل يوم؛ وذلك لأن الواجب أن تصومه في وقته، حيث إن البلوغ من علاماته الحيض، فمتى حاضت الجارية وجب عليها الصيام ولو كانت صغيرة السن [ابن جبرين: اللؤلؤ المكين].
سؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، ولكن منذ صغري إلى أن بلغ عمري 21 سنة لم أصم ولم أصلِّ تكاسلاً، ووالديّ ينصحاني ولكن لم أبالي؛ فما الذي يجب أن أفعله بعد أن هداني الله؟
الجواب: التوبة تهدم ما قبلها؛ فعليك بالندم والعزم والصدق في العبادة والإكثار من النوافل، من صلاة الليل والنهار وصوم تطوع وذكر وقرآءة قرآن ودعاء، والله يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات [ابن باز].
سؤال: تتعمد بعض النساء أخذ حبوب في رمضان لمنع الدورة الشهرية -الحيض- حتى لا تقضي فيما بعد، فهل هذا جائز؟ وهل في ذلك قيود حتى لا تعمل بها هؤلاء النساء؟
الجواب: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم، فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، هذه الحكمة تناسب طبيعة المرأة، فإذا منعت هذه العادة فإنه لا شك يحدث منها رد فعل ضار على جسم المرأة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا ضرر ولا ضرار } هذا بقطع النظر عما تسببه هذه الحبوب من أضرار على الرحم كما ذكر ذلك الأطباء.
فالذي أرى في هذه المسألة أن النساء لا يستعملن هذه الحبوب، والحمد لله على قدرته وعلى حكمته. وإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
سؤال: هل يجوز لي أن آخذ حبوب منع العادة الشهرية في أواخر شهر رمضان المبارك لكي أكمل بقية الصيام؟
الجواب: يجوز أخذ دواء لمنع الحيض إذا كان القصد هو العمل الصالح، فإذا قصدت فعل الصيام في زمنه، والصلاة مع الجماعة كقيام رمضان، والاستكثار من قرآءة القرآن وقت الفضيلة، فلا بأس بأخذ الحبوب لهذا القصد، وإن كان القصد مجرد الصيام حتى لا يبقى ديناً فلا أراه حسناً، وإن كان مجزئاً للصوم بكل حال.[ابن جبرين: فتاوى الصيام].
صيام الحائض والنفساء
سؤال: هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان، وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها؟
الجواب: لا يصح صوم الحائض، ولا يجوز لها فعله، فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التى أفطرتها بعد طهرها [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: إذا طهرت المرأة في رمضان قبل أذان الفجر فهل يجب عليها الصوم؟
الجواب: إذا انقطع الدم عن المرأة في آخر الليل من رمضان يصح لها أن تتسحر وتنوي الصيام، وذلك لأنها في هذه الحال طاهرة ينعقد صومها، ولا تصح الصلاة حتى تغتسل، ولا يصح أيضاً وطؤها حتى تغتسل؛ لقوله تعالى:
فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ
[البقرة:222] [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم، ويعتبر يوماً لها أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم؟
الجواب: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها، وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت الحائض في أثناء النهار من الحيض فهل تمسك بقية اليوم؟
الجواب: إذا طهرت المرأة في أثناء النهار من الحيض أو من النفاس تمسك بقية ذلك اليوم وتقضيه، فإمساكها لحرمة الزمان، وقضاؤها لأنها لم تكمل الصيام، وفرضها صيام الشهر كله؛ وأن الذي يصوم نصف النهار لا يعد صائماً [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: عادتي الشهرية تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية أيام؛ وفي بعض الأحيان في اليوم السابع لا أرى دماً ولا أرى الطهر، فما الحكم من حيث الصلاة والصيام والجماع؟
الجواب: لا تعجلي حتى تري القصة البيضاء التى يعرفها النساء، وهي علامة الطهر، فتوقف الدم ليس هو الطهر، وإنما ذلك برؤية علامة الطهر وانقضاء المدة المعتادة [ابن باز].
سؤال: ما حكم الدم الذي يخرج في غير أيام الدورة الشهرية؟ فأنا عادتي في كل شهر من الدورة هي سبعة أيام، ولكن في بعض الأشهر يأتي دم خارج أيام الدورة، وتستمر معي هذه الحالة لمدة يوم أو يومين، فهل تجب علىّ الصلاة والصيام أثناء ذلك أم القضاء؟
الجواب: هذا الدم الزائد عن العادة هو دم عرق لا يحسب من العادة، فالمرأة التي تعرف عادتها تبقى زمن العادة لا تصلى، ولا تصوم، ولا تمس المصحف، ولا يأتيها زوجها في الفرج. فإذا طهرت وانقطعت أيام عادتها واغتسلت في حكم الطاهرات، ولو رأت شيئاً من دم أو صفرة أو كدرة فذلك استحاضة لا تردها عن الصلاة ونحوها [ابن باز].
سؤال: إذا وضعت قبل رمضان بأسبوع مثلاً، وطهرت قبل أن أكمل الأربعين، فهل يجب عليّ الصيام؟
الجواب: نعم، متى طهرت النفساء وظهر منها ما تعرفه علامة على الطهر وهي القصة البيضاء أو النقاء الكامل، فإنها تصوم وتصلي ولو بعد الولادة بيوم أو أسبوع، فإنه لا حدّ لأقل النفاس، فمن النساء من لا ترى الدم بعد الولادة أصلاً، وليس بلوغ الأربعين شرطاً، وإذا زاد الدم على الأربعين ولم يتغير فإنه يعتبر دم نفاس، تترك لأجله الصوم والصلاة، والله أعلم [ابن جبرين: فتاوى الصيام].
سؤال: إذا طهرت النفساء قبل الأربعين هل تصوم وتصلي أم لا؟ وإذا جاءها الحيض بعد ذلك هل تفطر؟ وإذا طهرت مرة ثانية هل تصوم وتصلي أم لا؟
الجواب: إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين وجب عليها الغسل والصلاة وصوم رمضان وحلت لزوجها، فإن عاد إليها الدم في الأربعين وجب عليها ترك الصلاة والصوم، وحرمت على زوجها في أصح قولي العلماء، وصارت في حكم النفساء حتى تطهر أو تكمل الأربعين، فإذا طهرت قبل الأربعين أو على رأس الأربعين اغتسلت وصلت وصامت وحلت لزوجها، وإن استمر معها الدم بعد الأربعين فهو دم فاسد لا تدع من أجله الصلاة ولا الصوم، بل تصلي وتصوم في رمضان وتحل لزوجها كالمستحاضة، وعليها أن تستنجي وتتحفظ بما يخفف عنها الدم من القطن أو نحوه، وتتوضأ لوقت كل صلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المستحاضة بذلك إلا إذا جاءتها الدورة الشهرية - أعني الحيض - فإنها تترك الصلاة [ابن باز].
سؤال: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس، وماذا يجب عليها؟
الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسة أيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتصلى. وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة [اللجنة الدائمة].
سؤال: ما حكم خروج الصفار أثناء النفاس وطوال الأربعين يوماً، هل أصلى وأصوم؟
الجواب: ما يخرج من المرأة بعد الولادة حكمه كدم النفاس سواء كان دماً عادياً أو صفرة أو كدرة؛ لأنه في وقت العادة حتى تتم الأربعين. فما بعدها إن كان دماً عادياً ولم يتخلله انقطاع فهو دم نفاس، وإلا فهو دم استحاضة أو نحوه [ابن باز].
صيام الحامل والمرضع
سؤال: ماذا عن الحامل أو المرضع إذا أفطرتا في رمضان؟
الجواب: لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطر في نهار رمضان إلا للعذر، فإن أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم؛ لقوله تعالى في المريض:
فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
[البقرة:184] وهما بمعنى المريض.
وإن كان عذرهما الخوف على المولود فعليهما مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، من البر أو الرز أو التمر أو غيرهما من قوت الآدميين. وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة. والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها، وهذا مذهب أبي حنيفة، وهو قوي [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
سؤال: الحامل أو المرضع إذا خافت على نفسها أو على الولد في شهر رمضان وأفطرت، فما عليها؟ هل تفطر وتطعم وتقضي، أو تفطر وتقضي ولا تطعم، أو تفطر وتطعم ولا تقضي، ما الصواب من هذه الثلاثة؟
الجواب: إن خافت الحامل على نفسها أو جنينها من صوم رمضان أفطرت، وعليها القضاء فقط، شأنها في ذلك شأن الذي لا يقوى على الصوم أو يخشى منه على نفسه مضرة، قال الله تعالى:
فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
[البقرة:184].
وكذا المرضع إذا خافت على نفسها إن أرضعت ولدها في رمضان، أو خافت على ولدها إن صامت ولم ترضعه، أفطرت وعليها القضاء فقط، وبالله التوفيق [اللجنة الدائمة: فتاوى إسلامية].
سؤال: امرأة وضعت في رمضان ولم تقض بعد رمضان لخوفها على رضيعها، ثم حملت وأنجبت في رمضان القادم، هل يجوز لها أن توزع نقوداً بدل الصوم؟
الجواب: الواجب على هذه المرأة أن تصوم بدل الأيام التي أفطرتها ولو بعد رمضان الثاني؛ لأنها إنما تركت القضاء بين الأول والثاني للعذر، ولا أدري هل يشق عليها أن تقضي في زمن الشتاء يوماً بعد يوم وإن كانت ترضع، فإن الله يقويها ولا يؤثر ذلك عليها ولا على لبنها، فلتحرص ما استطاعت على أن تقضي رمضان الذي مضى قبل أن يأتي رمضان الثاني، فإن لم يحصل لها فلا حرج عليها أن تؤخره إلى رمضان الثاني [ابن عثيمين: فتاوى إسلامية].
قضاء رمضان
سؤال: ما حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان القادم؟
الجواب: من أفطر في رمضان لسفر أو مرض أو نحو ذلك فعليه أن يقضي قبل رمضان القادم، ما بين الرمضانين محل سعة من ربنا عز وجل، فإن أخره إلى ما بد رمضان القادم فإنه يجب عليه القضاء، ويلزمه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم، حيث أفتى به جماعة من أصحاب النبي صلى الله عيه وسلم. والإطعام نصف صاع من قوت البلد، وهو كيلو ونصف الكيلو تقريباً من تمر أو أرز أو غير ذلك. أما إن قضى قبل رمضان القادم فلا إطعام عليه [ابن باز].
سؤال: أنا فتاة أجبرتني الظروف على إفطار ستة أيام من شهر رمضان عمداً، والسبب ظروف الامتحانات؛ لأنها بدأت في شهر رمضان.. والمواد صعبة.. ولولا إفطاري هذه الأيام لم أتمكن من دراسة المواد نظراً لصعوبتها، فارجو إفادتي ماذا أفعل كي يغفر الله لي، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: عليك التوبة من ذلك وقضاء الأيام التي أفطرتيها، والله يتوب على من تاب، وحقيقة التوبة التى يمحو الله بها الخطايا الإقلاع عن الذنب وتركه تعظيماً لله سبحانه، وخوفاً من عقابه، والندم على ما مضى منه، والعزم الصادق على ألا يعود إليه، وإن كانت المعصية ظلماً للعباد فتمام التوبة تحللهم من حقوقهم، قال الله تعالى:
وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعاً أَيُّها المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ
[النور: 31].
سُئِل حكيم , لماذا تبكي النساء بدون سبب احيانا؟
فأجاب: عندما خلق الله المرأة
جعل لها [ أكتافاً قوية جداً ]
... لتحمل عليها أحمال العالم ..
جعل لها [ أكتافاً قوية جداً ]
... لتحمل عليها أحمال العالم ..
وجعل لها [ ذراعين ناعمتين وحنونتين ]
لتعطي الراحة ..
وأعطاها [قوة داخلية ]
لتحتمل ولادة الأطفال ..
وتحتمل رفضهم لها عندما يكبرون ..
وأعطاها [ صلابة ]
وأعطاها [ صلابة ]
لتحتمل أعباء أسرتها وتعتني بهم .. وتبقى صامدة في أصعب
الظروف ودون تذمر
..
وعندما يفشل الجميع وييأسون تبقى أيضاً صامتة ..
وعندما يفشل الجميع وييأسون تبقى أيضاً صامتة ..
وأعطاها [ محبة أطفالها لاتنتهي ولاتتغير ]
حتى لو عادوا اليها وسببوا لها الألم ..
وأعطاها [ قلباً مُحباً لزوجها ]
لتعتني به ..
قلباً ينسى الإساءة .. لأنها خلقت من ضلعه.
الأعوج القريب من قلبه ..
واعطاها [ حكمة ]
لتقتنع انها متزوجة من زوج طيب .. لاسيما عندما يمر البيت
بأزمات صعبة ..
أخيرا ,,
أعطاها [ الدموع ]
لتذرفها عند الحاجة فترمي أحمال هذه المسؤولية الكبيرة ..
وتستطيع أن تواصل الرحلة
..
وهكذا تستمد قوتها من دموعها لتستمر مرة اخرى
سبحانك يارب
وهكذا تستمد قوتها من دموعها لتستمر مرة اخرى
سبحانك يارب
مسألة في إشباع رغبة المرأة
السؤال:
ما حكم إشباع رغبة المرأة عن طريق لحس فرجها بلسان زوجها و كذلك بالنسبة للرجل؟
وجزاكم الله خيراً.
وجزاكم الله خيراً.
----------------------------------------------------------
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في استمتاع كل من الزوجين بالآخر الإباحة، إلا ما ورد النص بمنعه: من إتيان المرأة في الدبر، وحال الحيض والنفاس، وما لم تكن صائمة للفرض، أو محرمة بالحج أو العمرة.
أما ما ذُكر في السؤال من لعق أحد الزوجين لفرج الآخر، وما زاد على ذلك من سبل الاستمتاع المذكورة في السؤال - فلا حرج فيه: للأدلة التالية:
- أنه مما يدخل تحت عموم الاستمتاع المباح.
- ولأنه لما جاز الوطء وهو أبلغ أنواع الاستمتاع، فغيره أولى بالجواز.
- ولأن لكل من الزوجين أن يستمتع بجميع بدن الآخر بالمس والنظر، إلا ما ورد الشرع باستثنائه كما قدمنا.
- قال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة:223]،
قال ابن عابدين - الحنفي - في "رد المحتار": "سَأل أبو يوسف أبا حنيفة عن الرجل يمس فرج امرأته وهي تمس فرجه ليتحرك عليها هل ترى بذلك بأساً؟ قال: لا, وأرجو أن يعظم الأجر".
وقال القاضي ابن العربي - المالكي -: "قد اختلف الناس في جواز نظر الرجل إلى فرج زوجته على قولين: أحدهما: يجوز: لأنه إذا جاز له التلذذ فالنظر أولى ...
وقال أصبغ من علمائنا: يجوز له أن يلحسه - الفرج - بلسانه".
وقال في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل": "قيل: لأصبغ: إن قوماً يذكرون كراهته: فقال من كرهه إنما كرهه بالطب لا بالعلم، ولا بأس به وليس بمكروه, وقد روي عن مالك أنه قال: "لا بأس أن ينظر إلى الفرج في حال الجماع"، وزاد في رواية: "ويلحسه بلسانه".
وقال الفناني - الشافعي -: "يجوز للزوج كل تمتع منها بما سوى حلقة دبرها, ولو بمص بظرها".
وقال المرداوي - الحنبلي - في "الإنصاف": "قال القاضي في "الجامع": يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع, ويكره بعده... ولها لمسه وتقبيله بشهوة، وجزم به في "الرعاية" وتبعه في "الفروع" وصرح به ابن عقيل".
ولكن إذا تُيقن أن تلك المباشرة تسبب أمراضاً أو تؤذي فاعلها، فيجب عليه حينئذ الإقلاع عنها: لقوله - صلى الله عليه وسلم ـ : "لا ضرر ولا ضرار": رواه ابن ماجه، وكذلك إذا كان أحد الزوجين يتأذى من ذلك وينفر منه: وجب على فاعله أن يكف عنه: لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19].
وينبغي هنا أن يراعي المقصد الأصلي من العلاقة بين الزوجين، وهو دوامها واستمرارها، فالأصل في عقد النكاح أنه على التأبيد، وقد أحاط الله - تعالى - هذا العقد بتدابير تحفظ قوامه، وتشد من أزره، بما يوافق الشرع لا بما يخالفه، ويدخل في هذا عموم حل الاستمتاع بينهما،، والله أعلم.
فإن الأصل في استمتاع كل من الزوجين بالآخر الإباحة، إلا ما ورد النص بمنعه: من إتيان المرأة في الدبر، وحال الحيض والنفاس، وما لم تكن صائمة للفرض، أو محرمة بالحج أو العمرة.
أما ما ذُكر في السؤال من لعق أحد الزوجين لفرج الآخر، وما زاد على ذلك من سبل الاستمتاع المذكورة في السؤال - فلا حرج فيه: للأدلة التالية:
- أنه مما يدخل تحت عموم الاستمتاع المباح.
- ولأنه لما جاز الوطء وهو أبلغ أنواع الاستمتاع، فغيره أولى بالجواز.
- ولأن لكل من الزوجين أن يستمتع بجميع بدن الآخر بالمس والنظر، إلا ما ورد الشرع باستثنائه كما قدمنا.
- قال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة:223]،
قال ابن عابدين - الحنفي - في "رد المحتار": "سَأل أبو يوسف أبا حنيفة عن الرجل يمس فرج امرأته وهي تمس فرجه ليتحرك عليها هل ترى بذلك بأساً؟ قال: لا, وأرجو أن يعظم الأجر".
وقال القاضي ابن العربي - المالكي -: "قد اختلف الناس في جواز نظر الرجل إلى فرج زوجته على قولين: أحدهما: يجوز: لأنه إذا جاز له التلذذ فالنظر أولى ...
وقال أصبغ من علمائنا: يجوز له أن يلحسه - الفرج - بلسانه".
وقال في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل": "قيل: لأصبغ: إن قوماً يذكرون كراهته: فقال من كرهه إنما كرهه بالطب لا بالعلم، ولا بأس به وليس بمكروه, وقد روي عن مالك أنه قال: "لا بأس أن ينظر إلى الفرج في حال الجماع"، وزاد في رواية: "ويلحسه بلسانه".
وقال الفناني - الشافعي -: "يجوز للزوج كل تمتع منها بما سوى حلقة دبرها, ولو بمص بظرها".
وقال المرداوي - الحنبلي - في "الإنصاف": "قال القاضي في "الجامع": يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع, ويكره بعده... ولها لمسه وتقبيله بشهوة، وجزم به في "الرعاية" وتبعه في "الفروع" وصرح به ابن عقيل".
ولكن إذا تُيقن أن تلك المباشرة تسبب أمراضاً أو تؤذي فاعلها، فيجب عليه حينئذ الإقلاع عنها: لقوله - صلى الله عليه وسلم ـ : "لا ضرر ولا ضرار": رواه ابن ماجه، وكذلك إذا كان أحد الزوجين يتأذى من ذلك وينفر منه: وجب على فاعله أن يكف عنه: لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19].
وينبغي هنا أن يراعي المقصد الأصلي من العلاقة بين الزوجين، وهو دوامها واستمرارها، فالأصل في عقد النكاح أنه على التأبيد، وقد أحاط الله - تعالى - هذا العقد بتدابير تحفظ قوامه، وتشد من أزره، بما يوافق الشرع لا بما يخالفه، ويدخل في هذا عموم حل الاستمتاع بينهما،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين