محمد صديق المنشاوي

9
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصلاة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الصلاة. إظهار كافة الرسائل

محطات الوقود قبل رمضان

محطات الوقود قبل رمضان

بعد أن انتصف شعبان ولم يتبق إلا ايام قليله هل تشعر أنك استعددت لرمضان على الوجه الكافي ؟؟؟؟
ما لكم ؟؟ما لقلوبكم ؟؟
هل تشعرون بنوع من قسوة القلب ؟ وجفاف الشعور ؟ وتبلد الحس ؟ وتوهان العقول ؟ وشتات الخاطر ؟
أم بفضل الله أنتم الآن في أتم لياقتكم الإيمانية تتنافسون في الطاعات والقربات ؟؟

أحبتي في الله ..
لابد من روشتة سريعة ، واستنفار للهمم على وجه السرعة ( لم يعد هناك وقت )
لابد من استفاقة من هذا النعاس ، واعلموا أنَّ الله " هو الذي يسيركم في البر والبحر "
لابد من إجراء عملية جراحية عاجلة لقلوبنا قبل رمضان ، وإلا كانت العقوبة " إلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "

فماذا عسانا نصنع ؟
القلب هو محرك الجسم ، وكما أن محرك السيارة يحتاج للوقود فإن القلب يحتاج إلى وقود يجعله مشتعلاً طيلة السباق .. وهذا الوقود يمكن أن يتزود به العبد من عدة محطات .
المحطة الأولى : ذكر الموت

سيسألنا متسابق : لماذا اخترتم محطة ذكر الموت لتكون أولى المحطات التي يتزود منها المتسابقون؟
والجواب : لأن إمام المتسابقين صلى الله عليه وسلم فعل هذا وأمرنا بكثرة ذكر الموت، وتحن لا قدوة لنا غيره .
المحطة الثانية : الخوف من الله
كل واحد إذا خفت منه هربت منه إلا الله فإنك إذا خفت منه هربت إليه وسابقت غيرك إليه، كما قال تعالى: ) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(.
لو تأملت أحوال السلف وجدت أن أهم ما كانوا يخافونه أربعة أمور:

1) سوء الخاتمة :
عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد ليعمل عمل أهل النار وانه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وانه من أهل النار، وانما الأعمال بالخواتيم " .
ولذلك كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" .
وهكذا كان النبيون من قبل ، فهذا خليل الرحمن إبراهيم يدعو : )واجنبني وبني أن نعبد الأصنام( .. ويوسف يناجي ربه : )توفني مسلماً( .
فإذا كان هذا حال رسل الله وهم أكرم الخلق على الله وأعظمهم درجة ، فكيف بمن لا يساوون في جوارهم ذرة ؟!!!


2) الخوف من عاقبة المعصية :
فالمعصية الواحدة قد يغفرها الله لك ، لكنه كذلك يملك أن يعذبك بها .
لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها، وحجب القاتل عن الجنة بملء كف من آدم، وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بايلاج قدر الأنملة فيما لا يحل له ، ودخلت امرأة النار في هرة .. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب .. فكيف لا تخاف منه سبحانه .
وتأمل معي هذه القصة:

في الصحيحين عن أبي هريرة : فلما انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى ونزلنا بها مع الغروب الشمس ، ومع رسول الله غلام أهداه له رفاعة بن زيد ، فوالله إنه ليضع رحل رسول الله إذ أتاه سهم غرب (طائش) فأصابه فقتله فقلنا : هنيئاً له الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : " كلا والذي نفسي بيده ، إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً " .
سبحان الله هذا رجل رآه الناس من أهل الجنة ، وكان يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ذلك كله لم يشفع له ومعصية واحدة أدت به إلى النار .

3) الخوف من عدم القبول :
مصداق هذا ما ثبت عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) ، قالت عائشة الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : " لا يا ابنة الصديق ولكنهم يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يتقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات "
وإذا كان هذا حال من يسارعون في الخيرات ، فكيف بمن يسارعون في الآثام .

4) الخوف من الاستدراج :
سنة الاستدراج سنة إلهية حذرنا الله منها ، فقال عز وجل ) أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون (.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فانما ذلك منه استدراج " . [ رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني ]
إذا تزوجت النعمة بالإصرار على الذنب أنجبا جنين الاستدارج ، ولا يزال الجنين يكبر وينمو حتى يصل إلى الهلاك والخسران .
قال تعالى : ) فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (.

المحطة الثالثة : لزوم الجماعة ورفقة الخير :
الصحبة الصحبة .. هذه من أهم المحطات التي يتزود منها المؤمن ، ويتقوى بها .
المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : " فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم الشاة القاصية " رواه أبوداود والنسائي .
المحطة الرابعة : القرآن والذكر:
وإذا أردت التزود الإيماني من هذه المحطة ، احرص على الخشوع والتدبر .. بحيث يجاوز الذكر أوالتلاوة اللسان لتدخل إلى القلب .
فإذا كنت كذلك، أصبح الذكر والقرآن لذتك ، وكان أشهى لنفسك من الماء البارد على الظمأ .
إذا كنت تشك في هذا الكلام ، فانظر إلى الإمام البخاري محمد بن إسماعيل ، دعى إلى بستان بعض أصحابه ، فلما حضرت صلاة الظهر صلى القوم ، ثم قام البخاري للتطوع، فأطال القيام، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه ، فإذا زنبور قد لسعه في 16 موضعاً فتورم جسمه ، فقال له بعضهم : كيف لم تخرج من الصلاة في أول ما لسعك؟ فقال: "كنت في سورة فأحببت أن أتمها" .

لكل شيء حقه الذي يليق به ، ولا بد من إعطاء القرآن حقه الذي يليق به ،ومن الأمثلة الطريفة لإعطاء الشيء ما يستحقه، مثال ضربه ابن الجوزي بين الفأرة والجمل.
يقول ابن الجوزي : رأت فأرة جملاً فأعجبها ، فجرت خطامه فتبعها ، فلما وصلت إلى باب بيتها وقف ونادى بلسان الحال : إما أن تتخذي داراً يليق بمحبوبك ، أو تتخذي محبوباً يليق بدارك .
الفائدة من هذا المثال أنه لا بد أن تعطي القرآن حقه الذي يليق به من حسن القراءة والتدبر والعمل به ، لا كبعض الناس الذين يقرؤونه كقراءة الجرائد والمجلات .

أحبتي ...واجبنا العملي :
1- شارك في الحملات التحفيزية للأعمال الرمضانية ، وكثروا سواد عباد الأمة ، لعل الله يرفع عنا البلاء ، ويشرح صدورنا ، ويتوب علينا بتنزل الرحمات بسبب " عباد ركع "
2- لابد من موقظات للقلوب بأقصى السرعة ( سماع دروس ، زيارة قبر ، زيارة مستشفى ، تغسيل ميت ، تشييع جنازة )
3- أكثروا ذكر هادم اللذات ، أرسلوا رسائل التذكير بالمصير لكل من تعرفون ، وذكروا بها أنفسكم .
4- كونوا مجموعة من الأسر في المنتديات والمساجد ودور تحفيظ القرآن ، تحت شعار ( فاستبقوا الخيرات) كل خمسة يتنافسون فيما بينهم على مجموعة من الطاعات كما كان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -
5- ارفعوا شعار ( قرآنا يمشي ) بتدبر في آي الذكر الحكيم .
مثلا : تأملوا قبل رمضان ( السورة المشيبة ) أعني ( سورة هود ) فيها أدوية آفات قلوبنا .
كيف ذلك ؟ شاركوا بتدبراتكم
أسأل الله أن يعيينا على ذكره وشكره وحسن عبادته
شارك:

إلى كل مسلم لا يصلي أنظر ما ينتظرك

إلي كل مسلم لا يصلي ... أنظر ما ينتظرك !!! 
.
.
.
.
.
.
.. عذاب تارك الصلاة ... 


في الدنيا :

1.ما دمت لا تصلي ينزع الله البركة من عمرك . 
2.ما دمت لا تصلي ظلمة مستديمة في وجهك . 
3.ما دمت لا تصلي كل عمل تعمله لاتؤجر عليه من الله .
4.ما دمت لا تصلي لايرفع دعاؤك الى السماء. 
5.مادمت لاتصلي لايقبل دعاء غيرك لك .
6. مادمت لاتصلي تمقتك الخلائق في دار الدنيا . . .


عند الموت : 

1.ما دمت لا تصلي ستموت ذليلاً. 
2.ما دمت لا تصلي ستموت جائعاً.
3.ما دمت لا تصلي ستموت عطشاناً ولوسقيت بحار الدنيا.


في القبر :

1.مادمت لا تصلي سيضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك.
2.مادمت لا تصلي سيوقد عليك قبرك وتتقلب على الجمر كل ليله وكل نهار.
3.مادمت لا تصلي فلك موعد مع ثعبان كل يوم خمساً فما زال يعذبك عن ترك صلاة الفجر حتى صلاة الظهر وما زال يعذبك عن ترك صلاة الظهر حتى صلاة العصر وهكذا.... بكل ضربة من هذا الثعبان تغوص في الأرض سبعين ذراعاً.... ..... 


يوم القيامة : 

1 مادمت لا تصلي ستسحب على وجهك على جمر من النار. 
2.مادمت لا تصلي ينظرالله إليك بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهك.
3.مادمت لا تصلي ستحاسب حساباً شديداً ويأمر الله بك إلى النار.
.
.

. فهل مازلت لاتصلي ... إلا متى الغفلة ؟؟؟؟؟؟؟ إستيقظ قبل فوات الأوان :( 
.
.
( ربي إجعلني من مقيمي الصلاه ومن ذريتي - ربنا وتقبل دعاء ) 
.
امين يارب :) 

شارك:

كيف أحـافظ على صــلاتي!!

¤ الســؤال:

في بعض الأيام والشهور أترك الصلاة، ولا أستطيع أن أصلي، لا أدري لماذا؟ أريد حلاً لمشكلتي أرجوكم..

* الجــواب:

بسم الله، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: أختي السائلة الكريمة! أشكرك ابتداء على اهتمامك بأمور دينك، وحرصك على الحفاظ على فريضة الصلاة.

أما مشكلتك فتتلخص في أمور منها:

ـ ترك الصلاة لفترة زمنية قد تصل لأيام أو بعض الشهور.

ـ عجزك عن المواظبة على الصلاة بإستمرار.

ـ جهلك بأسباب هذا العجز والتهاون بفريضة الصلاة.

أما الحلول التي أقدمها لمشكلتك فتتلخص كذلك في أمور أساسية وهي:

=أولا: إستشعارك لقيمة الصلاة ومكانتها العظيمة في الإسلام، ومعرفتك بفوائدها ومنافعها، فهذا سيدعوك للحفاظ عليها، وعدم التهاون بحقها، ويكفيكِ أن تعلمي أن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها في سائر أحوال العبد، سواء في حالة السفر، والحضر، والسلم، والحرب، وفي حال الصحة، والمرض.

ومن عظمتها وقيمتها:

= أن الصلاة هي عماد الدين وركنه الأساس بعد الشهادتين، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة».

= وهي الفاصل بين الحق بين الكفر والإسلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة».

= وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن قُبلت قُبل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدّ.

= وهي الأمارة الدَّالة على حسن إسلام المرء، ومحبته وطاعته لخالقه.

= وهي من أسباب تطهير العبد من سيئاته، ورفع درجاته، وزيادة حسناته.

= وهي من أسباب سمو النفس عن الدنايا والخطايا، وعن التعلق بالشهوات والفتن الضارة بالنفس والبدن، فهي وقاية ووجاء من أمراض القلوب ومكدراته.

= وهي من أسباب علو الهمة، وقوة العزيمة، وغذاء الروح الذي لا ينضب معينه.

= وهي الزاد على الطريق، يتزود منه القلب فيضيء وتنجلي أصداءه، والصدر فينشرح، والخاطر فيصفو، والنفس فتسكن وتطمئن، والروح فتسعد وتبتهج، فينجلي الهم والغم.

وهذه بعض قطوف الفوائد، وهي غيض من فيض، ولكنها من أسباب ضمان الصحة النفسية والعضوية، والسلامة من الأمراض الباعثة للآلام.

=ثانيا: عليك أختي الكريمة أن تربطي محافظتك على صلاتك بالأمانة التي حملك الله حفظها، وبغاية جليلة وهي إمتثالك لأمر إلهي لا بشري، وأداؤك لواجب وحق لمن جعلك خليفته على الأرض، فعليك أن تبلغي هذه الأمانة ولا تتهاوني بحقها، مصداقا لقوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43]، وقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} [النساء:103]، وقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45].

=ثالثا: إستحضري العقوبة الشرعية التي تنتظر كل من يتهاون بالصلاة أو يفرط في أدائها، أو يتكاسل عنها، فهذا سيبعث في نفسك الرهبة والخوف من الله.

=رابعا: إستعيني بالأسباب التي تحثُّكِ على الحفاظ على صلاتك في كل الأوقات، ومنها:

• إشحذي نفسك بالثقافة الدينية، وفقِّهي نفسك بمعرفة ثمرات الصلاة وفضائلها.

• هيئي نفسك قبل الإقبال على أي طاعة، أو عمل صالح، أو عبادة لله، بتصفية النفس والقلب والروح والجوارح من الذنوب والمعاصي، فهي تثقل النفس، وتصيبها بالأمراض، وتحملها على الكسل والتهاون، واعلمي بأن الصلاح لا يبدأ إلا من الداخل قبل أن ينعكس على الخارج، حينها ستجدي نفسك تتحرك بالله ومع الله.

• أصلحي ما بينك وبين الله، ليصلح ما بينك وبين عباده، وما بينك وبين النجاح في أعمالك كلها، والصلاح يقوم على دعامتين أساسيتين هما الإخلاص والصدق في الحب والطاعة لله رب العالمين، حينها سيرتقي عندك الإحساس بالمسؤولية والالتزام بأداء الحق والواجب مع الله، والمواظبة على أداء كل فريضة فرضها الله عليك خاصة فريضة الصلاة، ويصير عندك همة وعزيمة قوية على مجاهدة النفس وردع جماح شهواتها.

• ألحِّي في الدعاء وطلب المعونة من الله، فهذا سلاحك في الإنتصار على هوى النفس، وثباتك على الحق، فهذا دأب الصالحين والأنبياء والمرسلين، فقد كان إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [إبراهيم:40]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عقب صلاته: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».

• أكثري من الأعمال الصالحة، مصداقا لقول لله جل وعلا: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طـه:82]، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

• بادري وسارعي في التوبة الصادقة النصوح من جميع الذنوب والخطايا، وعلى رأس ذلك التهاون بحق الصلاة.

• اختاري الصحبة الصالحة والرفقة الطيبة التي تعينك على طاعة الله، وعلى البر والتقوى والالتزام بالصلاة، وتذكرك بتقصيرك، وترشدك وتنصحك وتعرِّفُك بأخطائك وذنوبك، فالمسلم مع المسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

• بادري إلى أداء الصلاة في أول وقتها، وبمجرد سماع الأذان إستحضري عظمة الله وأنه أكبر من كل ما يشغلك عنه وعن ذكره وقتها، وإستشعري هيبة الآذان ورددي مع المؤذن، وتذوَّقي كل معنى في الآذان، وتوجَّهي بكل مشاعرك وجوارحك للقيام والوضوء والوقوف بين يدي الله، الأكبر من إهتماماتك وإنشغالاتك، وإستحضري بقلبك وعقلك وجوارحك رهبة الموقف بين يدي الله، حينها ستسكن نفسك وتخشع، ويسري هذا الخشوع لروحك وفقلبك وعقلك وسائر جوارحك، وينتقل بك لحالة من التخلي والسمو عن كل إرتباط أو قيمة تصِلُكِ بالدنيا وملذاتها، فتصغر في عينيك، فلا إعتبار إلا لقيمة واحدة هي قيمة العبادة ولذتها قياما وركوعا وسجودا وقراءة وتكبيرا وتعظيما ودعاء لله رب العالمين، وحينها تنقطع حبائل الشيطان، ويظل حبل الله المتين يصلك بصلاتك وسائر عباداتك.

وختاما أقول: إن هذه الأسباب وغيرها كافية لتقوي بنفسك الرغبة على فعل الخيرات، والإقبال على الصلاة والطاعات، فتجد روحك الحائرة طريقها المستقيم، ويعرف قلبك لذة العبادة، وهي معالم بطريقك تساعدك على أن تُحافظي على صلاتك، لأنها سبب فلاحك ونجاحك ونجاتك في الدنيا والآخرة، ويكفيك أن تكوني في زمرة من قال: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162]، وأن تكوني في زمرة من أثنى الله عليهم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ*الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:9-11]، وقال تعالى: {وَالّذِينَ هُمْ عَلَىَ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُوْلَـَئِكَ فِي جَنّاتٍ مّكْرَمُونَ} [المعارج:34-35]

حينها تصبحي وتمسي وليس لك همٌّ في قولك أو فعلك وغاياتك كلها إلا الله وحده، فيصفو قلبك لمحبته، ولسانك لذكره، وجوارحك لطاعته، فتتحول حياتك كلها لله، وتذكَّري أن من شغلته دنياه عن صلاته وعبادته وذكره لله، أصبح وأمسى والدنيا همه، ووكَّله الله إلى نفسه وشغله عن محبته بمحبة ما سواه، وعن ذكره بذكر ما سواه، وسخر جوارحه لعبودية ما سواه، فصرفه عن طاعته، فلا يلبث يكدح في الدنيا بلا أهداف ولا غايات، مبتلى بعبودية الهوى والشهوات والمادة والمخلوقات.
شارك:

بدعة الاحتفال بالمولد النبوي

بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
 







قم بمشاركة هذا النص





وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الداعي إلى طاعة ربه المُحذر من الغلو والبدع والمعاصي وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم الدين. أما بعد:
أقول مستعيناً بالله تعالى: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره بل يجب منعه لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يأمر به لنفسه أو لأحد ممن تُوفي قبله من الأنبياء أو من بناته أو زوجاته أو أحد أقاربه أو صحابته، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ولا التابعون لهم بإحسان، ولا أحد من علماء الشريعة والسنة المحمدية في القرون المفضلة. وهؤلاء هم أعلم الناس بالسنة وأكمل حباً لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  ومتابعة لشرعه ممن بعدهم ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
وقد أُمرنا بالاتباع ونُهينا عن الابتداع وذلك لكمال الدين الإسلامي والاغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله  وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وقد ثبت عن النبي  أنه قال: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } [متفق على صحته]. وفي رواية أخرى لمسلم: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإنّ كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة } وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: { أما بعد فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشرّ الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة } ففي هذه الأحاديث تحذير شديد من إحداث البدع وتنبيه بأنها ضلالةٌ تنبيهاً للأمة على عظيم خطرها وتنفيراً لهم عن اقترافها والعمل بها.
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. وقال تعالى:  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا  [الحشر:7] وقال عز وجل:  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  [النور:63] وقال تعالى:  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً  [الأحزاب:21].
وقال تعالى:  وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100]. وقال تعالى:  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً  [المائدة:3].
وهذة الآية تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتمّ عليها نعمته ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلّغ البلاغ المبين وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال وأوضح أنّ كل ما يُحدثه الناس بعده وينسبونه إلى الدين الإسلامي من أقوال وأعمال فكله بدعة مردودة على من أحدثها ولو حسن قصده. وقد ثبت عن أصحاب رسول الله وعن السلف الصالح بعدهم التحذير من البدع والترهيب منها وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين وشرعٌ لم يأذن به الله وتشبهٌ بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله ولأنّ لازمها التنقص للدين الإسلامي واتهامه بعدم الكمال ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم والمنكر الشنيع والمصادمة لقول الله عز وجل:  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ  [المائدة:3] والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها.
وإحداث مثل هذه الاحتفالات بالمولد ونحوه يُفهم منه أن الله سبحانه وتعالى لم يُكمل الدين لهذه الأمة، وأنّ الرسول  لم يُبلّغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك، فيه خطر عظيم واعتراض على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله  والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة والرسول  قد بلّغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بيّنه لأمته كما ثبت في الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله { ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أُمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم } [رواه مسلم في صحيحه] ومعلوم أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغاً ونصحاً فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي ارتضاه الله سبحانه لعباده لبينه الرسول  للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم فلما لم يقع شيء من ذلك عُلم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر الرسول  منها أمته كما تقدم ذلك في الأحاديث السابقة.
وقد صرّح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها ومعلوم أن القاعدة الشرعية أن المرجع في التحليل والتحريم ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله  كما قال عز وجل:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  [النساء:59] وقال تعالى:  وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ  [الشورى:10].
وإذا رددنا هذه المسألة وهي الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وجدناه يأمرنا باتباع الرسول  فيما جاء فيه ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول  فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وإذا رددناه أيضاً إلى سنة رسول الله  لم نجد فيها أن فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فبذلك نعلم أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة ومن التشبه الأعمى بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وانصاف في طلبه أن الاحتفال بجميع الموالد ليس من دين الإسلام في شيء بل هو من البدع المحدثات التي أمرنا الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام بتركها والحذر منها.
ولا ينبغي للعاقل أن يغترّ بكثرة ما يفعله الناس في سائر الأقطار فإنّ الحق لا يُعرف بكثرة الفاعلين وإنما يُعرف بالأدلة الشرعية كما قال تعالى عن اليهود والنصارى:  وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ  [البقرة:111]. وقال تعالى:  وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ  [الأنعام:116].
ثم إن غالب هذه الاحتفالات مع كونها بدعة لا تخلو في أغلب الأحيان وفي بعض الأقطار من اشتمالها على منكرات أخرى كاختلاط النساء بالرجال واستعمال الأغاني والمعازف وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله  أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به وطلب المدد منه واعتقاد أنه يعلم الغيب ونحو ذلك من الأمور التي تكفر فاعلها وقد صح عن رسول الله  أنه قال: { إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين } وقال عليه الصلاة والسلام: { لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله } [أخرجه البخاري في صحيحه]، ومما يدعو إلى العجب والاستغراب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجُمع والجماعات ولا يرفع بذلك رأساً ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
وأغرب من ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله  يحضر الموالد ولهذا يقومون له محيين ومرحبين وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن الرسول  لا يخرج من قبره يوم القيامة. ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلا عليين عند ربه في دار الكرامة كما قال الله سبحانه وتعالى:  ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ  [المؤمنون:16،15]. وقال النبي { أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع } فهذه الآية والحديث الشريف وما جاء بمعناهما من الآيات والأحاديث كلها تدل على أن النبي  وغيره من الأموات إنما يُخرجون من قبورهم يوم القيامة وهذا أمر مُجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور والحذر مما أحدثه الجُهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، أما الصلاة والسلام على رسول الله  فهي من أفضل القربات ومن الأعمال الصالحات كما قال سبحانه وتعالى:  إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً  [الأحزاب:56]. وقال النبي { من صلّى عليّ واحدة صلّى الله عليه بها عشراً } وهي مشروعة في جميع الأوقات ومتأكدة في آخر كل صلاة بل واجبة عند الكثير من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة وسنّة مؤكدة في مواضع كثيرة منها ما بعد الأذان وعند ذكره ، وفي يوم الجمعة وليلتها كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة، وهذا ما أردت التنبيه عليه نحو هذه المسألة وفيه كفاية إن شاء الله لمن فتح الله عليه وأنار بصيرته.
وإنه ليؤسفنا جداً أن تصدر مثل هذه الاحتفالات البدعية من مسلمين متمسكين بعقيدتهم وحبهم لرسول الله . ونقول لمن يقول بذلك إن كنت سنياً ومتبعاً لرسول الله  فهل فعل ذلك هو أو أحد من صحابته الكرام أو التابعين لهم بإحسان أم هو التقليد الأعمى لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم.
وليس حب الرسول  يتمثل فيما يقام من الاحتفالات بمولده بل بطاعته فيما أمر به وتصديقه فيما أخبر به واجتناب ما عنه نهى وزجر وألا يُعبد الله إلا بما شرع. وكذا بالصلاة عليه عند ذكره وفي الصلوات وفي كل وقت ومناسبة.
وليس منع الاحتفال البدعي بمولد الرسول  وما يكون فيه من غلو أو شرك ونحو ذلك عملاً غير إسلامي او إهانة لرسول الله  بل هو طاعة له وامتثال لأمره حيث قال: { إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين } وقال: { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله }.
وهذا ما أردت التنبيه عليه. والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدعة إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة