محمد صديق المنشاوي

9

كلمات... على طريق الحياة




 








كلمات... على
طريق الحياة


 


 



01   

تستطيع أن تغني
للحياة وتبتهج لها، وترى كل الأشياء من حولك جميلة وواعدة، وتستطيع أيضا أن تكره
الدنيا وتكتئب لها ولا ترى فيها إلا كل ما هو رديء ومحزن وباعث على التشاؤم

 



02   

لا
تمضوا في طريق اليأس، ففي الكون آمال، ولا تتجهوا نحو الظلمات، ففي الكون شموس

 



03   


لماذا تعذب نفسك بلا مبرر، والحياة لن تتأخر عن القيام بهذه المهمة أفضل منك حين
توجد الأسباب الحقيقية للتعاسة والعذاب

 



04   

إن
لكل منا شمسين، واحدة في السماء والثانية في داخله، فإذا غربت شمس السماء، أضاءت
شمسه الداخلية روحه

 



05   


أعتقد أن هذا العالم هو أفضل عالم يحتمل أن يكون موجود في الكون كله، حتى ولو ساءنا
منه ما نراه فيه من بعض صور الشر والظلم


 



06   


عاشر الأحباب .. وابتعد عن عشرة الحاقدين وناكري الجميل واللحميين الذين ينهشون
لحوم الناس نهشا، وابتعد عن ذوي النفوس المظلمة التي لا ترى في الآخرين إلا كل نقص
وعيب

 



07   

إن
أفضل وسيلة للتعامل مع ذوي النفوس المظلمة هؤلاء هي الاحتفاظ دائما بمسافة كافية
بينك وبينهم ولا تسمح لهم بالاقتراب من دائرة التنفس عندك إيمانا بأن البعد عنهم
غنيمة ، ولو كانت كل عطايا الدنيا تنتظرك معهم


 



08   


عليك أنت أيضا أن تعرف أهمية القيم في حياتك لتكون صديقا غاليا على الآخرين وأن
تختار أصدقائك في البداية على أساسها


 



09   

إن
في الحياة أشياء كثيرة لا تشترى بالمال، ولا تعوضها كل ثروات الأرض كالصحة والسعادة
والصداقة المخلصة والعشرة الجميلة، والاطمئنان النفسي وراحة القلب والضمير


 









 

 

//-->



شارك:

خديجة بنت خويلد










خديجة بنت خويلد



هي
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله
عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق
بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.



تزوجت قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق
بن عائذ المخزومي وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.


كانت ذات مال وتجارة تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن محمد بن
عبد الله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها
ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه
وصفاته المتميزة فرغبت في الزواج منه وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من
خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعين. ولم يتزوج عليها
غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.


ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به.


فقد عاد إليها صلى الله عليه وسلم من غار حراء وهو يرتجف وحدثها عما جرى له في أول
لقاء مع الوحي وقال: (لقد خشيت على نفسي) فقالت له في ثقة ويقين: (إني لأرجو أن
تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث،
وتحمل الكَلّ وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) وكانت بعد ذلك الزوجة المثالية
التي تخفف عنه ما يعانيه من أذى قومه تثبته وتصدّقه وتهون عليه أمر الناس، فكانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الملاذ والسكن والوزير.


بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وقال
عنها: خير نساء العالمين: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة
بنت محمد صلى الله عليه وسلم.


توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات في شهر رمضان ودفنت بالحجون في مكة وحزن عليها رسول
الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً.



وكان كثير الذكر لها بعد موتها ولم يسأم من الثناء عليها حتى غارت السيدة عائشة
وقالت: لقد عوضك الله من كبيرة السن فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً
عظيماً حتى تمنت أن يذهب الله غضب رسوله ولا تعود لذلك أبداً. تقول: ما غرت على أحد
من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان النبي صلى
الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق
خديجة فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة. فيقول: إنها كانت وكان لي
منها ولد. وزادت غيرتها ذات يوم فقالت له: هل كانت إلا عجوزاً فقد أبدلك الله خيراً
منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب، ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيراً
منها، آمنت بي إذ كفر الناس وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني
الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء) [مسند أحمد
6/118
ـ ابن حجر في فتح الباري
7/140، 9/327
ـ ابن كثير في البداية والنهاية 3/126].




 

//-->



شارك:

عثمان بن عفان









عثمان
بن عفان
 

 



ثالث الخلفاء الراشدين بعد النبي

 



هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي
القرشي الأموي يجتمع نسبه مع النبي في عبد مناف.



كنيته أبو عبد اللّه وأبو عمر وأشهرهما الثانية.


ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل، أمه أروى بنت كريمة بنت ربيعة بن حبيب
بن عبد شمس بن عبد مناف. وأمها البيضاء بنت حكيم بن عبد المطلب عمة رسول
اللّه.




كان عثمان قبل أن يسلم تاجر بز وكان غنيا كريما محببا من قومه لكرم أخلاقه
ومحترما لديهم حتى قيل إن المرأة كانت ترقص صبيها وهي تقول:


أحبك الرحمن حب قريش عثمان.


فلما بعث النبي إلى جماعة في مقدمتهم أبو بكر دعاهم إلى الإسلام فأسلم
فأحبه النبي وجعله موضع ثقته، ثم زوجه ابنته رقية فماتت في السنة الثانية
من الهجرة فزوجه بابنته الأخرى أم كلثوم ولذا سمي ذا النورين. ثم توفيت أم
كلثوم فقال رسول اللّه لو أن لنا ثالثة لزوجناك.

وروي أنه لما أسلم أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال
له: ترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث واللّه لا أدعك أبدا حتى تدع ما أنت
عليه.


فقال عثمان واللّه لا أدعه أبدا ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه
تركه.

ولما اشتدت قريش في اضطهاد المسلمين هاجر إلى الحبشة مع رقية بنت رسول
اللّه فكان أول من هاجر ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة.




بذل عثمان في نصرة الإسلام نفسه وماله وجاهه حتى أنه حمل في تجهيز جيش
العسرة ألف بعير وخمسين فرسا وكان هذا الجيش متوجها إلى تبوك.

 


وعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي بألف دينار حين جهز
العسرة فنثرها في حجره فجعل رسول اللّه يقلبها ويقول ما ضر عثمان ما عمل
بعد اليوم ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم.


ثم اشترى بئر دومة بعشرين ألف درهم فجعلها للمسلمين يستقون منها.




لما حضرت عمر الوفاة أوصى أن يجتمع الستة الرجال الذين مات رسول اللّه وهو
عنهم راضٍ وأن ينتخبوا واحدا منهم، وهم علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف
وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وشرط أن يكون معهم ابنه عبد اللّه وليس له
شيء غير الشورى.

فاجتمعوا وتناجوا ثم ارتفعت أصواتهم فقال عبد اللّه بن عمر: سبحان اللّه إن
أمير المؤمنين لم يمت بعد.


فسمعها عمر فانتبه فقال: ألا أعرضوا عن هذا أجمعين فإذا مت فتشاوروا ثلاثة
أيام وليصل بالناس صهيب ولا يأتين اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم.
ويحضر عبد اللّه بن عمر مشيرا ولا شيء له من الأمر، وطلحة شريككم في الأمر
فإن قدم في الأيام الثلاثة فأحضروه أمركم. ومن لي بطلحة؟ فقال سعد بن أبي
وقاص أنا لك به ولا يخالف إن شاء اللّه.


فقال عمر أرجو أن لا يخالف إن شاء اللّه وما أظن أن يلي إلا أحد هذين
الرجلين علي وعثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لين وإن ولي علي ففيه دعابة
وأحر أن يحملهم على طريق الحق. وإن تولوا سعدا فأهلها هو، وإلا فليستعن به
الوالي، فإني لم أعزله عن خيانة ولا ضعف. ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف
مسدد رشيد له من اللّه حافظ فاسمعوا إليه.


وقال لأبي طلحة الأنصاري: يا أبا طلحة إن اللّه عز وجل طالما أعز الإسلام
بكم فاختر خمسين رجلا من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا
منهم.


وقال للمقداد بن الأسود: إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت
حتى يختاروا رجلا منهم.

 وقال لصهيب: صل بالناس ثلاثة أيام وأدخل عليا وعثمان والزبير وسعدا وعبد
الرحمن بن عوف وطلحة إن قدم وأحضر عبد اللّه بن عمر ولا شيء له من الأمر
وقم على رؤوسهم. فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه أو اضرب
رأسه بالسيف. وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد
اللّه بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتتلوا الباقين إن
رغبوا عما عليه الناس.


فخرجوا فقال علي لقوم كانوا معه من بني هاشم: إن أطع فيكم قومكم لم يؤمنوا
أبدا.

وتلقاه العباس فقال له علي: عدلت عنا. فقال وما علمك؟ فإن قرن بي عثمان
وقال كونوا مع الأكثر فإن رضي رجلان رجلا ورجلان رجلا فكونوا مع الذين فيهم
عبد الرحمن بن عوف. وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان فيوليها عبد الرحمن
عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمن فلو كان الآخران معي لم ينفعاني، بل إني
لا أرجو إلا أحدهما.


فقال العباس: لا أدفعك في شيء إلا رجعت إليّ مستأخرا بما أكره. أشرت عليك
عند وفاة رسول اللّه أن تسأله فيمن يلي هذا الأمر فأبيت وأشرت عليك حين
سماك عمر في الشورى أن لا تدخل معهم فأبيت. احفظ عني واحدة. كلما عرض عليك
القوم فقل لا إلا أن يولوك واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يزالون يدفعوننا عن
هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرهم. وأيم اللّه لا يناله إلا بشر لا ينفعه
خير.



فقال علي: أما لئن بقي عثمان لأذكرنه ما أتى ولئن مات ليتداولنها بينهم،
ولئن فعلوا ليجدوني



حيث يكرهون. والتفت فرأى أبا طلحة فكره مكانه
.


فقال أبو طلحة: لم ترع أبا الحسن.


فلما مات عمر وأخرجت جنازته تصدى علي وعثمان أيهما يصلي عليه. فقال عبد
الرحمن كلا كما يحب الأمرة لستما من هذا في شيء. هذا إلى صهيب، استخلفه عمر
يصلي بالناس ثلاثا حتى يجتمع الناس على إمام.


فصلى عليه صهيب.


فلما دفن عمر جمع المقداد أهل الشورى في بيت المسور بن مخرمة، ويقال في بيت
المال، ويقال في حجرة عائشة بإذنها وهم خمسة معهم ابن عمر وطلحة غائب.
وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا
بالباب فحصبهما سعد وأقامهما. وقال تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في أهل
الشورى.



اجتمع أهل الشورى وكثر بينهم الكلام فقال أبو طلحة أنا كنت لأن تدافعوها
أخوف مني لأن تنافسوها. لا والذي ذهب بنفس عمر لا أزيدكم على الأيام
الثلاثة التي أمرتم. ثم أجلس في بيتي فأنظر ماذا تصنعون.







//-->



شارك:

أبو بكر الصّديق







أبو بكر الصدّيق
 



إسلام أبى بكر الصدّيق:



كان أبو بكر من رؤساء قريش، وعقلائها، وكان قد سمع من ورقة بن نوفل وغيره
من أصحاب العلم بالكتب السابقة، أن نبيـًا سوف يبعث في جزيرة العرب، وتأكد
ذلك لديه في إحدى رحلاته إلى اليمن؛ حيث لقي هنالك شيخـًا عالمـًا من الأزد،
فحدثه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر، وعن علاماته، فلما عاد إلى مكة أسرع
إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البخترى
بن هشام، فلما رآهم قال لهم: هل نابتكم نائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم
الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنه نبي مرسل، ولولا أنت ما انتظرنا به فإذا قد
جئت فأنت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر، وسأله عن خبره؛ فحكى له
النبي*صلى الله عليه وسلم* ما حدث، ودعاه إلى الإسلام؛ فأسلم مباشرة، وعاد
وهو يقول: " لقد انصرفت وما بين لابَّتَيها أشد سرورًا من رسول الله *صلى
الله عليه وسلم* بإسلامي"، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال.




هجرة أبى بكر الصدّيق:



لما أذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة، أمر النبي(صلى الله عليه
وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذن في الهجرة، والنبي(صلى الله
عليه وسلم) يمهله، ويقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا)، حتى نزل
جبريل على النبي، وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله، وأمره ألا يبيت ليلته
بمكة، وأن يخرج منها مهاجرًا، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفتيان
قريش، وفرسانها محيطون ببيته، ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن الله أخذ
أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنة من التراب،
فنثرها على رؤسهم، وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبى
بكر {وكان نائمًا فأيقظه}، وأخبره أن الله قد أذن له في الهجرة، تقول
عائشة: لقد رأيت أبابكر عندها يبكى من الفرح، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور،
واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو



بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال له النبي (صلى الله عليه
وسلم): (فما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!)، وأقاما في الغار ثلاثة أيام، ثم
انطلقا، وكان أبو بكر أعرف بالطريق، وكان الناس يلقونهما، فيسألون أبا بكر
عن رفيقه فيقول: أنه رجل يهدينى الطريق، وبينما هما في طريقهما إذ أدركه
سراقة بن مالك (وكان قد طمع في النياق المائة التي رصدتها قريش لمن يأتيها
بمحمد)، ولما اقترب سراقة رآه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا الطلب قد
لحقنا، ودنا سراقة حتى ما كان بينه وبينهما إلا مقدار رمح أو رمحين، فكرر
أبو بكر مقولته على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وبكى فقال له النبي (صلى
الله عليه وسلم) : لِمَ تبكي؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، والله ما أبكي
على نفسي، ولكنى أبكى عليك، فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: (اللهم
اكفناه بما شئت)، فساخت قوائم الفرس، ووقع سراقة وقال: يا محمد إن هذا عملك
فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فو الله لأعمّينَّ على مَن ورائي، فأجابه
النبي(صلى الله عليه وسلم) إلى طلبه، ودعاه إلى الإسلام، ووعده إن أسلم
بسوارى كسرى، وإستمرا في طريقهما، حتى بلغا المدينة، واستقبل الصحابة
{مهاجرون وأنصا} رسول الله وصاحبه بسرورٍ وفرحٍ عظيمين، وانطلق الغلمان،
والجواري ينشدون الإنشودة الشهيرة:



طلع البدر علينـا من ثنيات الوداع



اضطهاد أبى بكر الصدّيق:



كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش؛ فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين،
ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل
النبي(صلى الله عليه وسلم) الكعبة، واجتمع المشركون عليه، وسألوه عن آلهتهم
{وهو لا يكذب} فأخبرهم؛ فاجتمعوا عليه يضربونه، وجاء الصريخ أبا بكر يقول
له: أدرك صاحبك، فأسرع أبو بكر إليه، وجعل يخلصه من أيديهم، وهو يقول:
ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله"، فتركوا رسول الله (صلى الله عليه
وسلم)، وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته، وقد غابت ملامحه من شدة
الأذى.





 
جهاد أبى بكر الصدّيق:

 



كان أبو بكر رفيق النبي (صلي الله عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه
بدرًا، وأشار على النبي (صلي الله عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًا
يراقب من خلاله المعركة، ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلي الله عليه
وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو
ربه قائلا: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد)، فيقول له أبو بكر: يا
رسول الله بعّض مناشدتك ربك، فإن الله موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر
أُحدًا، وكان ممن ثبتوا مع النبي (صلي الله عليه وسلم) حين انكشف المسلمون،
وشهد الخندق، والحديبية، والمشاهد كلها، لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة،
ودفع إليه النبي (صلي الله عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر
ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة




 



رواية أبى بكر الصدّيق:





كان أبو بكر أكثر الصحابة ملازمة للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأسمعهم
لأحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن
أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى
طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد
الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت{رضى الله عنهم جميعًا}، ومما
رواه على قال حدثني أبو بكر( وصدق أبو بكر) أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال: (ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يصلى ركعتين فيستغفر،
الله إلا غفر له).




 



أعمال أبى بكر الصدّيق ومواقفه:




 


لأبى بكر الصدّيق (رضى الله عنه) مواقف وأعمال عظيمة في نصرة الإسلام منها:


انفاقه كثيرًا من أمواله في سبيل الله، ولذا قال النبي(صلى الله عليه
وسلم): (ما نفعنى مال قط مثلما نفعنى مال أبى بكر)، فبكى أبو بكر وقال : "
وهل أنا ومالى إلا لك يا رسول الله " (رواه أحمد والترمذى وابن ماجة). وقد
أعتق أبو بكر من ماله الخاص سبعة من العبيد أسلموا، وكانوا يعذبون بسبب
إسلامهم منهم : بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة.

عندما مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لمن حوله: (مروا أبا بكر فليصل
بالناس)، فقالت عائشة: يا رسول الله لو أمرت غيره، فقال: (لا ينبغى لقوم
فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره)، وقال علي بن أبى طالب: قدم رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) أبا بكر، فصلى بالناس، وإني لشاهد غير غائب، وإني لصحيح
غير مريض، ولو شاء أن يقدمنى لقدمنى، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله
لديننا.



عندما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فتن الناس حتى أن عمر بن الخطاب قال:
إن رسول الله لم يمت، ولا يتكلم أحد بهذا إلا ضربته بسيفي هذا، فدخل أبو
بكر، وسمع مقالة عمر، فوقف وقال قولته الشهيرة:



أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات



ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت



 



بعد مبايعة أبى بكر بالخلافة، أصر على إنفاذ جيش أسامة، الذي كان النبي(صلى
الله عليه وسلم) قد جهزه، وولى عليه أسامة بن زيد، وكان فريق من الصحابة
منهم عمر، قد ذهبوا لأبى بكر، وقالوا له: إن العرب قد انتفضت عليك، فلا
تفرق المسلمين عنك، فقال: والذى نفسي بيده لو علمت أن السباع تأكلني بهذه
القرية لأنفذت هذا البعث الذي أمر الرسول بإنفاذه، ولا أحلّ لواءًا عقده
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، واتخذ الجيش سبيله إلى الشام تحت
إمرة أسامة.


 

واجه أبو بكر في بدء خلافتة محنة كبرى، تمثلت في ردة كثير من قبائل العرب
عن الإسلام بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وسلم)، ومنعت بعض القبائل زكاة
أموالها، وأمام هذه الردة، جهز أبو بكر الجيش، وقرر حرب المرتدين جميعًا،
واعتزم أن يخرج بنفسه على قيادة الجيش، غير أن علىّ بن أبى طالب لقيه، وقد
تجهز للخروج، فقال له: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ ضم سيفك، ولا تفجعنا
بنفسك، فو الله لئن أصبنا بك ما يكون للإسلام بعدك نظام أبدًا، فرجع أبو
بكر، وولى خالدًا على الجيش، وسار خالد فقضى على ردة طليحة الأسدىّ ومن معه
من بنى أسد وفزارة، ثم توجه إلى اليمامة لحرب مسيلمة بن خسر ومن معه من بنى
حنيفة، وكان يوم اليمامة يومًا خالدًا، كتب الله فيه النصر لدينه، وقتل
مسيلمة، وتفرق جنوده ومضى المسلمون يخمدون نار الفتنة والردة حتى أطفأها
الله، ثم استمر جيش خالد في زحفه حتى حقق نصرًا عظيمًا على الروم في معركة
اليرموك.


 


لما أحس أبو بكر بقرب أجله، شاور بعض كبار الصحابة سرًا في أن يولى عمر بن
الخطاب الخلافة من بعده فرحبوا جميعًا، غير أن بعضهم اعترض على غلظة عمر،
فقال أبو بكر: " نعم الوالي عمر، أما إنه لا يقوى عليهم غيره، وما هو بخير
له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينـًا فاشتد، ولو كان واليًا للان
لأهل اللين على أهل الريب "، ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابًا باستخلاف
عمر.

 





أقوال أبى بكر الصدّيق:



كان أبو بكر إذا مدحه أحد قال: " اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم
بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا
تؤاخذني بما يقولون ".



لما بايعه الناس خليفة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، خطب فيهم، فقال: " أما
بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن
أخطأت فقوموني، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ألا إن الضعيف فيكم هو القوى
عندنا حتى نأخذ له بحقه، والقوى فيكم ضعيف عندنا حتى نأخذ الحق منه طائعًا
أو كارهًا، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ".



عندما امتنع بعض المسلمين عن أداء الزكاة، قرر أبو بكر قتالهم، فذهب عمر
إليه وقال له: " كيف تقاتلهم، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أمرت
أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإن قالوا ذلك عصموا منى
دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)، فقال أبو بكر: "والله
لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة من حق الله، والله لو
منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لقاتلتهم
على منعه، قال عمر: " فلما رأيت أن الله شرح صدر أبى بكر للقتال، عرفت أن
الحق معه".



من مواعظ الصدّيق:



إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زينة الدنيا مقته الله تعالى حتى يفارق
تلك الزينة.

يا معشر المسلمين استيحوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب
إلى الغائط في الفضاء متقنعًا حياءً من الله.



أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب
الخيانة.

وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول: " هذا الذي أوردني الموارد ".


أعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم
واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم، لا تفنى
عجائبه، فصدقوا قوله، وانصحوا كتابته، واستضيئوا منه ليوم الظلمة.



قبل موته دعا عمر بن الخطاب وقال له: " إني مستخلفك على أصحاب رسول
الله.... يا عمر: إن لله حقـًا في الليل لا يقبله في النهار، وحقـًا في
النهار لا يقبله في الليل، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما
ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق وثقله عليه، وحق لميزان لا يوضع
فيه إلا الحق غدًا أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينهم يوم
القيامة باتباعهم الباطل، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون
خفيفـًا، يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، وآية الشدة مع آية
الرخاء ليكون المؤمن راغبًا راهبًا، فلا ترغب رغبة فتتمنى على الله ما ليس
لك، ولا ترهب رهبة تلقى فيها ما بيديك، يا عمر إنما ذكر الله أهل النار
بأسوأ أعمالهم ورد عليهم ما كان من حسن فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجوا ألا
أكون من هؤلاء، وإنما ذكر الله أهل الجنة بأحسن أعمالهم لأنه تجاوز لهم ما
كان من سيء فإذا ذكرتهم قلت: أي عمل من أعمالهم أعمل؟ فإن حفظت وصيتي فلا
يكن غائب أحب إليك من الموت، وهو نازل بك، وإن ضيعت وصيتي فلا يكن غائب
أكره إليك من الموت، ولست تعجزه ".



وفاة أبى بكر الصدّيق:



توفي أبو بكر (رضى الله عنه) في شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة،
قيل : يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الآخرة، وقيل : مساء ليلة الثلاثاء
لثمان بقين من جمادى الآخرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب، وكان أبو بكر قد ولد
بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) بسنتين وأشهر، ومات بعده بسنتين وأشهر
مستوفيًاُ ثلاثة وستين عاما، وهو نفس العمر الذي مات عنه النبي(صلى الله
عليه وسلم)، واستمرت خلافة أبى بكر سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا. قال عمر في
حقه: رحمة الله على أبى بكر، لقد أتعب من بعده تعبًا شديدًا.



أبو بكر الصدّيق:



هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب
بن لؤي القرشى التميمي، كنيته: أبو بكر، ولقبه الصدّيق، وكنية أبيه أبو
قحافة، وأمه هي: أم الخير سلمى بنت صخر بن كعب بن سعد التميمية بنت عم أبى
قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضًا: عتيقًا، وقيل إن سبب هذه التسمية أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال له: (أنت عتيق من النار)، وقيل : إنه سمى كذلك
لحسن وجهه وجماله، ولقب بالصدّيق لتصديقه بكل ما جاء به النبي(صلى الله
عليه وسلم) وخاصة تصديقه لحديث الإسراء وقد أنكرته قريش كلها، وأبو بكر
الصدّيق أفضل الأمة مكانة ومنزلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو
أول من أسلم من الرجال، وهو رفيق الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هجرته،
وخليفته على المسلمين، يقول حسان بن ثابت في حقه:




إذا تذكرتَ شَجْوًا من أخي ثقــةٍ



فاذكر أخاك أبا بكر بما فعــــلا




خيرَ البريَّةِ أتقاها وأعدَلـــَهـا




بعد النبي وأوفاها بما حمــــلا



الثانيَ التاليَ المحمودَ مشهـــدُهُ




وأول الناسِ منهم صدَّق الرُسُـلا



وقد رثاه على بن أبى طالب يوم موته بكلام طويل منه: " رحمك الله يا أبا
بكر، كنت إلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنيسه ومكان راحته، وموضع
سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم إيمانـًا، وأحسنهم صحبة،
وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة،
وأشبههم برسول الله هديًا وسمتـًا... سماك الله في تنزيله صديقـًا فقال:
(والذي جاء بالصدق وصدق به) فالذي جاء بالصدق محمد (صلى الله عليه وسلم)
والذي صدق به أبو بكر، واسيته حين بخل الناس، وقمت معه على المكاره حين
قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة، وخلفته في دينه أحسن الخلافة، وقمت
بالأمر كما لم يقم به خليفة نبي...".





 إسلامه:


كان أبو بكر من رؤساء قريش وعقلائها، وكان قد سمع من ورقة بن نوفل
وغيره من أصحاب العلم بالكتب السابقة أن نبيًا سوف يبعث في جزيرة العرب،
وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلاته إلى اليمن حيث لقي هنالك شيخا عالمًا من
الأزد فحدثه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر وعن علاماته، فلما عاد إلى مكة
أسرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو
البخترى بن هشام، فلما رآهم قال لهم: هل نابتكم نائبة؟ قالوا: يا أبا بكر
قد عظم الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنه نبي مرسل ولولا أنت ما انتظرنا به
فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر وسأله عن خبره، فحكى
له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما حدث ودعاه إلى الإسلام فأسلم مباشرة،
وعاد وهو يقول: " لقد انصرفت وما بين لابَّتَيها أشد سرورًا من رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) بإسلامي"، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال.





 هجرته:

لما أذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة أمر النبي(صلى الله عليه
وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذنه في الهجرة والنبي (صلى الله
عليه وسلم) يمهله ويقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا)، حتى نزل
جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله،
وأمره ألا يبيت ليلته بمكة وأن يخرج منها مهاجرًا، فخرج النبي (صلى الله
عليه وسلم) وفتيان قريش وفرسانها محيطون ببيته ينتظرون خروجه ليقتلوه ولكن
الله أخذ أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنة من
التراب فنثرها على رؤوسهم وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى
بيت أبى بكر{وكان نائمًا فأيقظه} وأخبره أن الله قد أذن له في الهجرة، تقول
عائشة: " لقد رأيت أبا بكر عندها يبكى من الفرح "، ثم خرجا فاختفيا في غار
ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن
أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (فما ظنك
باثنين الله ثالثهما ؟!).



كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش، فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين،
ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل النبي
(صلى الله عليه وسلم) الكعبة واجتمع المشركون عليه وسألوه عن آلهتهم وهولا
يكذب فأخبرهم فاجتمعوا عليه يضربونه وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك
صاحبك فأسرع أبو بكر إليه وجعل يخلصه من أيديهم وهو يقول: " ويلكم أتقتلون
رجلاً أن يقول ربى الله "، فتركوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعلوا
يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته وقد غابت ملامحه من شدة الأذى.




جهاده:


كان أبو بكر رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه
بدرًا وأشار على النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًا
يراقب من خلاله المعركة ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلى الله عليه
وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو
ربه قائلاً: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد) فيقول له أبو بكر: " يا
رسول الله بعض مناشدتك ربك فإن الله موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر
أُحدًا وكان ممن ثبتوا مع النبي(صلى الله عليه وسلم) حين انكشف المسلمون
وشهد الخندق والحديبية والمشاهد كلها لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة،
ودفع إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر
ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة.





 روايته:

كان أبو بكر أكثر الصحابة ملازمة للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأسمعهم
لأحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن
أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلىّ بن
أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد
الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت {رضى الله عنهم أجمعين}،
ومما رواه على قال: حدثني أبو بكر {وصدق أبو بكر} أن النبي(صلى الله عليه
وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلى ركعتين
فيستغفر الله إلا غفر له).




 



 




//-->



شارك:

تحميل القرآن الكريم كاملاََ بصوت عبد الرحمن السيدس

القرآن الكريم كاملاََ 

تحميل القران الكريم كاملا MP3 برابط واحد




إضغط على الصورة أسفل للتحميل المباشر

لا تنسى المشاركة وشاركنا الأجر إن شَاء الله

شارك:

أختاه... لا تكوني منهن

أختاه... لا تكوني منهن


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء» فلا تكوني منهن.
عن جابر، قال: شهدت الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، فلما قضى الصلاة قام متوكئًا على بلال، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ الناس وذكرهم، وحثّهم على طاعته، ثم مضى إلى النساء ومعه بلال، فأمرهن بتقوى الله ووعظهن، وحمد الله وأثنى عليه، وحثهن على طاعته، ثم قال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم» فقالت امرأة من سفلة(ليست ذات حسب ونسب) النساء سعفاء(خدها فيه سواد) الخدين، لم يا رسول الله؟ قال: «إنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير» فجعلن ينزعن حليهن وقلائدهن، وقرطتهن، وخواتيمهن يقذفن به في ثوب بلال، يتصدقن به(مسند الإمام أحمد).

أختاه:

إنها دعوة صادقة لك أن تنجي بنفسك من هذا المصير السيئ، أن تنجي بنفسك من النار، فالله تعالى نفسه قد دعاك إلى أن تتقي حرها الشديد، وعذابها الأليم، واعتبر سبحانه أن الفوز كل الفوز هو النجاة منها، فقال: }فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ{ الآية «آل عمران 185»، وبين سبحانه بشاعة عذابها ودوامه ليتقيها العاقل، ويهرب منها ذو اللب الرشيد فقال: }نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ{«سورة الهمزة»، وقال: }وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ{«سورة المدثر»، وقال: }كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا{«الإسراء 97».

وسكان جهنم طعامهم الزقوم والغسلين، وشرابهم ماء حميم يقطع أمعاءهم، وسرابيلهم من قطران – وهو النحاس المذاب.
إن شدة النار وعذابها، وهول سعيرها وقسوته، تفقد الإنسان صوابه، وتجعله يجود بكل أحبابه لينجو منها، ولا نجاة يومئذ }يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ{ «المعارج».
أختاه


إن أكثر أهل النار من النساء، وهناك فريق منهن غير قليل في الجنة، وهذه دعوة لك أن تجدي في السعي لكي لا تكوني مع الفئة الهالكة، وأن تكوني مع الفريق الناجي منهن، في جنة عرضها السماوات والأرض، جنة قال عنها الحق سبحانه وتعالى في حديثه القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا إن شئتم فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين»، وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها».
فالنجاة.. النجاة.. أختاه، وانقلي نفسك من نار الجحيم إلى جنة النعيم، من أكل الزقوم إلى }وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ{ومن طعام من غسلين إلى }وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ{ومن شراب الحميم إلى }كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا{.
قد تسألين أختاه: وكيف النجاة؟


والإجابة: ارجعي فاقرئي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدي الإجابة، تجدي أطواق النجاة التي تنجيك من لهيب جهنم وعذابها الشديد، وتأخذك إلى الجنة ونعيمها الدائم.
أطواق النجاة


1- لا تكثري الشكاة:


أختاه.. تجنبي كثرة الشكاة، فقد عدها رسول الله من أسباب دخول النار، والشكاة ضعف في الإيمان، وعدم رضا بقدر الله تعالى وقضائه، وأنت عندما تشتكين إنما تشتكين ربك للناس، تشتكين من ينفعك إلى من لا يملك لك ضرًا ولا نفعًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» وإذا رأى ما يكره قال: «الحمد لله على كل حال»(رواه ابن ماجة). وقال لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك عن سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئًا وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت. واعلمي أختاه: أن في الصبر على ما تكرهين خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا.

2- إياك وكفران العشير


وطوق النجاة الثاني هو أن تتجنبي نكران العشير – أي نكران أفضال زوجك عليك – فذلك ليس من الدين، ولا من المروءة، بل اعتبره الإمام الذهبي من الكبائر، لأن كل من وُعد فاعله بعذاب النار يعتبر من الكبائر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ورأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن» قيل: أيكفرن بالله؟ قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط»(رواه البخاري). وكفران النعمة من أي إنسان سيئة كبيرة، ولكن نكران العشير أكبر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها»، والمرأة العاقلة تشكر لزوجها كل معروف –حتى وإن كان صغيرًا– لأن ذلك يحببها إليه، كما أنه يدفعه لعطاء المزيد وهو منشرح الصدر، فالله نفسه يقول: }لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ{، فأقل جزاء من الزوجة لزوجها أن تثني عليه وتشكره على كل عطية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فليجزه، فإن لم يجد ما يجزه، فليثن عليه، فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره» الحديث. ونكران النعمة من اللؤم، كما أنه نكران لنعمة الله تعالى لأن كل نعمة وإن كانت في ظاهرها من بشر فهي في حقيقتها من الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
أختاه:
إن كنت حقًا تريدين النجاة من النار، وتخافين غضب الجبار، فاحذري كفران العشير. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه».

3- تصدقي

وهذا هو طوق النجاة الثالث، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالتصدق اتقاء النار حيث قال: «تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم»، وقد أمر الله تعالى بالصدقة فقال: }وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ{ [المنافقون 10] وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» - وهو يشمل النساء أيضًا – ولا شك أن من أظلّه الله بظله فقد نجا من النار، وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار»(رواه الترمذي). وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»(متفق عليه).

4- احذري اللعن


وطوق النجاة الرابع أختاه: اجتنبي اللعن، فإنه يكثر عند النساء، وهو ذنب عظيم، وطريق يؤدي إلى النار، عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير» الحديث(رواه البخاري).

فاحذري أختاه من اللعن فقد تُعَوَّدُ كثير من النساء لعن أولادهن، وحياتهن، وخادماتهن، وكل شيء، فاحذري ذلك فهو ذنب عظيم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن اللعنة ترجع إلى صاحبها إذا كان الذي لعن لا يستحقها، واللعنة قد تقع على الشيء الذي لعنتيه فيكون وبال لعنته عليك أنت، عن عمران بن الحصين قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة»، قال عمران: "فكأني الآن أراها تمشي في الناس ما يعرض لها أحد"(رواه مسلم). – أي لم يعد أحد يحاول الاستفادة منها خوف اللعنة التي نزلت بها.


واحذري أختاه أن تلعني نفسك أو أبناءك، فقد يوافق ذلك لحظة إجابة فتقع اللعنة، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم»(رواه مسلم). فاحذري أختاه اللعن فإنه مضرة في الدنيا مهلكة في الآخرة.
شارك:

هذا ما يحصل عند وضع البصل في أذنيك لليلة كاملة!

هذا ما يحصل عند وضع البصل في أذنيك لليلة كاملة!

هل كنت تعلم أن البصل له استعمالات عديدة عدا إعداد الطعام في المطبخ؟ إذ يمكن استعمال البصل في تنظيف الشوايات وتخفيض درجة حرارة الجسم أو الأفضل من ذلك، المساعدة على التئام الجروح والوقاية من نزلات البرد والحمى عبر وضعه في الأذن قبل النوم!


الجميع يعلم أن للبصل أهمية وقائية كبيرة فهو قادر على محاربة العديد من الأمراض وأعراض الانفلونزا، لذلك نجد أن أمهاتنا يُكثرن من وضعه في الطعام خاصة في فصل الشتاء للوقاية من نزلات البرد والحمى، لكن البصل أثبت أنه رقم واحد في الوقاية وعلاج العديد من الأوجاع خاصة آلام الأذن التي كثيرا ما تنزع النوم من عيوننا جراء التهابات داخلية في الأذن وأجزائها، وأثبتت التجربة ان وضع قطعة من قلب البصل داخل فتحة الأذن قبل النوم تساعد على اختفاء الآلام وعلاجها والاستيقاظ بتحسن كبير في اليوم التالي!


فأخذ قلب بصلة صغيرة بعد تقشيرها ووضعها في فتحة الأذن الخارجية قبل النوم يساعد على تليين أي تراكم شمعي وسهولة إزالته، كما أنه يعمل على تقليل الالتهابات الداخلية المسببة للآلام والأوجاع، ولعلنا لسنا ببعيدين عن الطب الصيني القديم الذي أثبت أن وضع شريحة بصل داخل جوارب ولبسها قبل النوم في الأقدام يساعد على شفاء العديد من الأوجاع والآلام بسبب مواجهة إنزيمات البصل لنقاط عصبية ترتبط بالأعضاء الداخلية والجهاز العصبي الرئيسي في الجسم، ويمكنك التعرف على فوائد وضع البصل بالجوارب عبر قراءة “وش الفايدة من وضع البصل في الشراب قبل النوم؟!”



فحمض الفوسفوريك المتواجد في البصل يدخل إلى مجرى الدم ويساعد على تنقيته ومحاربة العدوى سواء كانت بكتيرية أو فيروسية، ذلك لأن البصل يمتلك خصائص طبيعية مضادة للبكتيريا والفيروسات والجراثيم بشكل عام، فوضعه في أذنك أو جواربك ليلا أرخص وأفضل طريقة لمحاربة الأمراض والالتهابات التي تعجز العديد من العلاجات والعقاقير الثمينة على علاجها!
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة