محمد صديق المنشاوي

9
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتاب. إظهار كافة الرسائل

ما لا يسع المسلم جهله كتاب

ما لا يسع المسلمَ جهلُه: يتناول هذا الكتاب ما يجب على كل مسلم تعلُّمه من أمور دينه؛ فذكر مسائل مهمة في باب العقيدة، وما قد يعتري عليها من الفساد إذا ما جهل المسلم محتوياتها، وما يتطلبها من أخذ الحيطة والحذر عما يخالفها، كما تحدَّث عن أهمية متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل ما يعمله المسلم في باب العبادات والمعاملات، ويحمل أهمية بالغة لكل من يريد معرفة الإسلام بإيجاز وبصورة صحيحة.


بداية الكتاب 

شارك:

أسباب المغفرة

بسم الله الرحمن الرحيم




عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: )يا ابن آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِى وَرَجَوتَنِى غَفَرتُ لَكَ عَلى مَا كَانَ مِنكَ وَلاَ أُبَالِى.
يَا ابنَ آدَمَ لَو بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّماءِ ثُمَّ استَغفَرتَنِى غَفَرتُ لَكَ.
يَا ابنَ آدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيتَنِى بِقُرَابِ الأَرضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِى لا تُشرِكُ بِى شَيئاً لأَتَيتُكَ بقُرَابِها مَغفِرَةً(. رواه الترمذى وقال: حديث حسن صحيح.
هذا الحديث تفرد به الترمذى خرجه من طريق كثير بن فائدة: حدثنا سعيد بن عبيد سمعت بكر بن عبدالله المزنى يقول حدثنا أنس فذكره.
وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى.
وإسناده لا بأس به، وسعيد بن عبيد هو الهنائى. قال أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان فى الثقات ومن زعم أنه غير الهنائى فقد وهم وقال الدارقطنى: تفرد به كثير بن فائد عن سعيد مرفوعا ورواه مسلم بن قتيبة عن سعيد عن عبيد فوقفه أنس.
قلت: قد روى عنه مرفوعا وموقوفا وتابعه على رفعه أبو سعيد أيضا مولى بنى هاشم فرواه عن سعيد بن عبيد مرفوعا أيضا وقد روى أيضا من حديث ثابت عن أنس مرفوعا ولكن قال أبو حاتم: لو منكر.
شواهد الحديث
وقد روى أيضا عن سعيد بن عبيد مرفوعا أيضا من حديث أبى ذر خرجه الإمام أحمد من رواية شهر بن حوشب عن معد يكرب عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه تعالى فذكره بمعناه.
ورواه بعضهم عن شهر عن عبدالرحمن بن غنم عن أبى ذر.
وقيل عن شهر عن أم الدرداء عن أبى الدرداء عن النبى صلى الله عليه وسلم. ولا يصح هذا القول.
وروى حديث ابن عباس. خرجه الطبرانى من رواية قيس بن الربيع عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم.
وروى بعضه من وجوه آخر: فخرج مسلم فى صحيحه من حديث معزوز بن سويد عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: (مَن تَقَرَّبَ مِنّى شِبراً تقرَّبتُ منهُ ذِرَاعاً، وََمن تَقَرَّبَ مِنّى ذِرَاعاً تَقَرَّبتُ مِنهُ بَاعاً، وَمَن أَتَانِى يمشِى أَتَيتُهُ هَروَلةً، وَمَن لقِيِنى بِقرابِ الأَرضِ خَطِيَئةً لاَ يُشرِكُ بِى شَيئاً لَقِيتُهً بِقُرَاِبهَا مَغفِرَةً).
وخرج الإمام أحمد من رواية أخشن السدوسى قال: )دخلت على أنس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذى نفسى بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم(.
وقد تضمن حديث أنس المبدوء بذكره أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة.
السبب الأول
الدعاء مع الرجاء
أحدهم: الدعاء مع الرجاء فإن الدعاء مأمور به وموعود عليه بالإجابة كما قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُونِى أَستَجِب لَكُم).)سورة غافر: آية 60( وفى السنن الأربعة عن النعمان بن بشير عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )إن الدعاء هو العبادة( ثم تلا هذه الآية.
وفى حديث آخر خرجه الطبرانى مرفوعا: من أعطى الدعاء أعطى الإجابة لأن الله تعالى يقول: (أُدعُونِى أَستَجِب لَكُم).)سورة غافر: آية 60( وفى حديث آخر: )ما كان الله ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة(.
لكن الدعاء سبب مقتض للاجابة مع استكمال شرائطه وانتقاء موانعه، وقد تتخلف الإجابة لانتقاء بعض شروطه أو وجود بعض موانعه وآدابه وقد سبق ذكر بعض شرائطه وموانعه وآدابه فى شرح الحديث العاشر.
من أعظم شرائطه
حضور القلب ورجاء الإجابة
من الله تعالى
كما خرجه الترمذى من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )ادعو الله و أنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه(.
وفى المسند عن عبدالله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )إن هذه القلوب أوعية فبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب لعبد دعاء من ظهر قلب غافل(.
ولهذا نهى العبد أن يقول فى دعائه: )اللهم اغفر لى إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له(.

نهى أن يستعجل ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة وجعل ذلك من موانع الإجابة حتى لا يقطع العبد رجاءه من إجابة دعاءه.
الله يحب الملحين فى الدعاء
ولو طالت المدة فإنه سبحانه يحب الملحين فى الدعاء وجاء فى الآثار )إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدى فإنى أحب أن اسمع صوته(.
قال تعالى: (وَادعُوهُ خَوفَاً وَطَمَعَاً إِنَّ رَحمَتَ الله قَرِيبٌ مِّنَ اٌلمُحسِنِينَ). سورة الأعراف: آية 56 فما دام العبد يلح فى الدعاء، ويطمع فى الإجابة غير قاطع الرجاء فهو قريب من الإجابة، ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وفى صحيح الحاكم عن أنس مرفوعا: )لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد(.
من أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه
ومن أهم ما يسأل العبد ربه مغفرة ذنوبه وما يستلزم ذلك كالنجاة من النار ودخوله الجنة.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: )حولها ندندن( يعنى حول سؤال الجنة والنجاة من النار.
وقال أبو مسلم الخولانى: )ما عرضت لى دعوة فذكرت النار إلا صرفتها إلى الإستعاذة منها(.
سبب صرف الإجابة عن العبد
ومن رحمة الله تعالى بعبده أن العبد يدعوه بحاجة من الدنيا فيصرفها عنه يعوضه خيرا منها: - إما أن يصرف عنه بذلك سوءا.
- أو يدخرها له فى الآخرة.
- أو يغفر له بها ذنبا.
كما فى المسند والترمذى من حديث جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم(.
وفى المسند وصحيح الحاكم عن أبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )ما من مسلم يدعو بدعوة ليس له فيها إثم أو قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: - إما أن يعجل له دعوته.
- وإما أن يدخرها له فى الآخرة.
- وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها.
قالوا: إذا نكثر؟ قال: الله أكثر(.
وخرجه الطبرانى وعنده: )أو يغفر له بها ذنبا قد سلف(.
بدل قوله: )أو يكشف عنه من السوء مثلها(.
وخرج الترمذى من حديث عبادة مرفوعا نحو حديث أبى سعيد أيضا.
من أعظم أسباب المغفرة
أن العبد إذا أذنب ذنبا لم يرجح مغفرته ألا من الله
وبكل حال فالإلحاح بالدعاء بالمغفرة مع رجاء الله تعالى موجب للمغفرة.
والله تعالى يقول: (أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِى بِى فَليَظُنَّ بِى مَا شَاءَ).
وفى رواية )فلا تظنوا بالله إلا خيرا(.
ويروى من حديث سعيد بن جبير عن ابن عمر مرفوعا: )يأتى الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه حتى يجعله فى حجابه من جميع الخلق فيقول: لم أقرأ فيعرفه ذنبا ذنبا أتعرف؟ أتعرف؟ فيقول: نعم نعم، ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة. فيقول الله تعالى: )لا بأس عليك يا عبدى أنت فى سترى من جميع خلقى، ليس بينى وبينك أحد يطلع على ذنوبك غيرى غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتنى به.
قال: ما هو يا رب؟ قال: كنت لا ترجو العفو من أحد غيرى(.
فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبا لم يرج مغفرته من غير ربه ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره.
وقد سبق ذكر ذلك فى شرح حديث أبى ذر: )يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى(.
ذنوب العبد وإن عظمت
عفو الله أعظم منها
وقوله: )إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك ما كان منك ولا أبالى(.
يعنى على كثرة ذنوبك وخطاياك ولا يعاظمنى ذلك ولا استكثره.
وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )إذا دعا أحد فليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شئ(.
فذنوب العبد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم، فهى صغيرة فى جنب عفو الله ومغفرته.
وفى صحيح الحاكم عن جابر: )أن رجلا جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول: واذنوباه، مرتين أو ثلاثا. فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبى، ورحمتك أرجى عندى من عملى، فقالها ثم قال له: عد، فعاد، ثم قال له: عد، فعاد، فقال له: قم قد غفر الله لك(.
وفى هذا المعنى يقول بعضهم: يا كثير الذنب عفو الله من ذنبك أكبر ذنبك أعظم الأشياء فى جانب عفو الله تغفر وقال آخر:

يَا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنُوبِى كَثرَةً ... فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِنٌ ... فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
مَا لِى إِلَيكَ وَسِيلَةٌ إِلاَّ الرَّجَا ... وَجَمِيلُ عَفوِكَ ثُمَّ إِنِّى مُسلمُ
السبب الثانى
الاستغفار لو عظمت الذنوب
السبب الثانى للمغفرة: الاستغفار ولو عظمت الذنوب وبلغت العنان وهو السحاب. وقيل ما انتهى إليه البصر منها.
وفى الرواية الأخرى: )لو أخطأتم حتى بلغت خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم(.
بيان معنى الاستغفار
والاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة هى وقاية شر الذنوب مع سرها وقد كثر فى القرآن ذكر الاستغفار.
فتارة يؤمر به.
كقوله تعالى: (وَاستَغفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمُ). سورة المزمل: آية 20 وقوله: (وَأَنِ استَغفِرُوا رَبَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ). سورة هود: آية 3 وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: (وَاٌلمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ). سورة آل عمران: آية 17 وقوله تعالى: (وَاٌلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَو ظَلَمُوا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللهَ فَاستَغفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنُوب إِلاَّ اللهُ). سورة آل عمران: آية 135 وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى: (وَمَن يَعمَل سُوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستغفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَّحِيماً). سورة النساء: آية 110
الاستغفار يقرن بالتوبة
وكثيرا ما يقرن الإستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
والتوبة: عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح وتارة يفرد الإستغفار ويرتب عليه المغفرة كما ذكر الحديث وما أشبهه.
فلو قيل إنه أريد به الإستغفار المقترن بالتوبة.
وقيل إن نصوص الإستغفار كلها المفردة مطلقة تقيد بما ذكر فى آية آل عمران من عدم الإصرار.
فإن الله وعد فيها بالمغفرة لمن استغفر من ذنوبه ولم يصر على فعله فتحمل النصوص المطلقة فى الاستغفار كلها على هذا القيد.
ومجرد قول القائل: )اللهم اغفر لى( طلب منه للمغفرة ودعائها فيكون حكمه حكم سائر الدعاء فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، ولا سيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات.
ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: )يا بنى عود لسانك اللهم اغفر لى. فإن الله ساعات لا يرد فيها سائلا(.
وقال الحسن: )أكثروا من الاستغفار فى بيوتكم، وعلى موائدكم، وفى طرقكم، وفى أسواقكم، وفى مجالسكم، وأينما كنتم فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة(.
وخرج ابن أبى الدنيا فى كتاب )حسن الظن( من حديث أبى هريرة مرفوعا: )بينما رجل مستلق إذ نظر إلى السماء وإلى النجوم فقال: إنى لأعلم أن لك ربا خالقا، اللهم اغفر لى فغفر له(.
وعن مورق قال: )كان رجل يعمل السيئات فخرج إلى البرية فجمع تراب فاضطجع مستلقيا عليه، فقال: رب اغفر لى ذنوبى، فقال: )إن هذا ليعرف أن له رب يغفر ويعذب فغفر له(.
وعن مغيث بن سمى قال: )بينما رجل خبيث فتذكر يوما اللهم غفرانك اللهم غفرانك ثم مات فغفر له(.
ويشهد لهذا ما فى الصحيحين عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم: )إن عبدا أذنب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لى، قال الله تعالى: علم عبدى أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدى. ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا آخر فذكر مثل الأول مرتين أخريين(.
وفى رواية لمسلم أنه قال فى الثالثة: )قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء(.
والمعنى: ما دام على هذا الحال كلما أذنب استغفر والظاهر أن مراده الاستغفار المقرون بعدم الإصرار.
ولهذا فى حديث أبى بكر الصديق عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )ما أصر من استغفر وإن عاد فى اليوم سبعين مرة( خرجه أبو داود والترمذى
قد يكون الاستغفار مانعا من الاجابة
والإستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب فهو دعاء مجرد إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وقد يكون الإصرار مانعا من الإجابة.
وفى المسند من حديث عبدالله بن عمر مرفوعا:

)ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون(.
وخرج ابن أبى الدنيا من حديث ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا: )التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه(.
ورفعه منكر ولعله موقوف.
قال الضحاك: )ثلاثة لا يستجاب لهم: فذكر منهم: رجل مقيما على امرأة زنا كلما قضى منها شهوته قال: رب اغفر لى ما أصبت من فلانة، فيقول الرب: تحول عنها وأغفر لك، وأما ما دمت عليها مقيما فإنى لا اغفر لك، ورجل عنده مال قوم يرى أهله فيقول: رب اغفر لى ما آكل من فلان فيقول تعالى: رد إليهم ما لهم وأغفر لك، وأما ما لم ترد إليهم فلا أغفر لك(.
الاستغفار التام الموجب للمغفرة
هو ما قارن عدم الاصرار
وقول القائل: )أستغفر الله(. معناه: اطلب مغفرته فهو كقوله: )اللهم اغفر لى(.
فالإستغفار التام الموجب للمعجزه هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة.
قال بعض العارفين: )من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب فى استغفاره(.
وكان بعضهم يقول: )استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير(.
وفى ذلك يقول بعضهم:
استَغفِرُ اللهَ مِن اَستَغفِرُ اللهَ ... مِن لَفظَةٍ بَدَرَت خالَفتُ مَعناها
وَكَيفَ أَرجُو إِجَابَاتِ الدُّعَاءِ وَقَد ... سَدَدتُ بِالذَّنبِ عِندَ اللهِ مَجراها
فأفضل الاستغفار ما قرن به ترك الإصرار وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحا وإن قال بلسانه: )استغفر الله( وهو غير مقلع بقلبه فهو داع لله بالمغفرة كما يقول: )اللهم اغفر لى( وهو حسن وقد يرجى له الاجابة.
وأما من تاب توبة الكذابين فمراده أنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق. فإن التوبة لا تكون مع الإصرار.
هل يجوز أن يزيد العبد فى استغفاره
بقوله وأتوب إليه؟
وإن قال: استغفر الله وأتوب إليه فله حالتان: إحداها: أن يكون مصرا بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله )وأتوب إليه( لأنه غير تائب فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير تائب.
والثانية: أن يكون مقلعا عن المعصية بقلبه.
فاختلف الناس فى جواز قوله وأتوب إليه: فكرهه طائفة من السلف وهو قول أصحاب أبى حنيفة. حكاه عنهم الطحاوى.
وقال الربيع بن خثيم: )يكون قوله )وأتوب إليه( كذبة وذنبا ولكن ليقل: )اللهم إنى أستغفر فتب على( وهذا قد يحمل على من لم يقلع بقلبه وهو بحالة أشبه.
وكان محمد بن سوقه يقول فى استغفاره: )أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم، وأسأله توبة نصوحا(.
وروى عن حذيفة أنه قال: )يحسب من الكذب أن يقول أستغفر الله ثم يعود(.
وسمع مطرف رجلا يقول: )أستغفر الله وأتوب إليه(.
)فتغيظ عليه وقال: لعلك لا تفعل(.
وهذا ظاهره يدل على أنه إنما كره أن يقول )وأتوب إليه( لأن التوبة النصوح أن لا يعود إلى الذنب أبدا. فمتى عاد كان كاذبا فى قوله )وأتوب إليه(.
وكذلك سئل محمد بن كعب القرظى عمن عاهد الله أن لا يعود إلى معصية أبدا فقال: )من أعظم منه إثما؟ يتألى على الله أن لا ينفذ قضاءه(. ورجح قوله فى هذا أبو الفرج ابن الجوزى.
وروى عن سفيان نحو ذلك، وجمهور العلماء على جواز أن يقول التائب )أتوب إلى الله( وأن يعاهد العبد ربه على أن لا يعود إلى المعصية، فإن العزم على ذلك واجب فى الحال.
لهذا قال: )ما أصر من استغفر ولو عاد فى اليوم سبعين مرة(.
وقال فى المعاود للذنب: )قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء(.
وفى حديث كفارة المجلس: )أستغفرك اللهم، وأتوب إليك(.
وقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدى سارق ثم قال له: )استغفر الله وتب إليه. فقال: أستغفر الله وأتوب إليه فقال: اللهم تب عليه( أخرجه أبو داود
الزيادة على قوله
استغفر الله وأتوب إليه
واستحب جماعة من السلف الزيادة على قوله: )أستغفر الله وأتوب إليه(.
فروى عن عمر رضى الله عنه أنه سمع رجلا يقول: )أستغفر الله وأتوب إليه( فقال له: قل يا حميق. قل توبة من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا(.

وسئل الأوزاعى عن الإستغفار: يقول )أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى وأتوب إليه( فقال: )إن هذا لحسن ولكن يقول: )اغفر لى حتى يتم الإستغفار(.
أفضل أنواع الاستغفار
وأفضل أنواع الإستغفار: - أن يبدأ العبد بالثناء على ربه.
- ثم يثنى بالإعتراف بذنبه.
- ثم يسأل الله المغفرة.
كما فى حديث شداد بن أوس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )سيد الإستغفار أن يقول العبد: )اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت( خرجه البخارى وفى الصحيحين عن عبدالله بن عمرو أن أبا بكر الصديق قال: يا رسول الله علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى قال: قل )اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم(.
من انواع الاستغفار
ومن أنواع الاستغفار أن يقول العبد: )أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه(.
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم: )أن من قاله غفر له وإن كان فر من الزحف( خرجه أبو داود والترمذى وفى كتاب عمل اليوم والليلة للنسائى عن خباب بن الأرت قال: قلت يا رسول الله كيف نستغفر؟ قال: قل )اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم(.
وفيه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: )ما رأيت أحدا أكثر أن يقول: )أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم( وفى الأربعة عن ابن عمر قال: )إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة يقول: )رب اغفر لى وتب على إنك أنت التواب الغفور(
كم يستغفر فى اليوم؟
وفى صحيح البخارى عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة(.
وفى صحيح مسلم عن الأغر المزنى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )إنه ليغان على قلبى وإنى لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة( وفى المسند عن حذيفة قال: قلت يا رسول الله إنى ذرب اللسان وإن عامة ذلك على أهلى فقال: أين أنت من الإستغفار؟ إنى لأستغفر الله فى اليوم والليلة مائة مرة(.
وفى سنن أبى داود عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب(.
قال أبو هريرة: )إنى لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم ألف مرة وذلك على قدر ديتى( وقالت عائشة رضى الله عنها: )طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفار كثيرا(.
قال أبو المنهال: )ما جاور عبد فى قبره من جار أحب إليه من استغفار كثير(
دواء الذنوب الاستغفار
وبالجملة فدواء الذنوب الإستغفار.
وروينا من حديث أبى ذر مرفوعا: )إن لكل داء دواء، وإن دواء الذنوب الإستغفار(.
قال قتادة: )إن هذا القرأن يدلكم على دائكم ودوائكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالإستغفار( وقال بعضهم: )إنما معول المذنبين البكاء والإستغفار فمن أهمته ذنوبه أكثر لها من الإستغفار(.
قال رياح القيسى: )لى نيف وأربعون ذنبا قد استغفرت الله لكل ذنب مائة ألف مرة(.
وحاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه فإذا زلاته لا تجاوز ستا وثلاثين فاستغفر الله لكل زلة مائة ألف مرة، وصلى لكل زلة ألف ركعة، وختم فى كل ركعة منها ختمة. قال: ومع ذلك فإنى غير آمن من سطوة ربى أن يأخذنى بها فأنا على خطر من قبول التوبة(.
طلب الاستغفار ممن قلت ذنوبه
ومن زاد اهتمامه بذنوبه فربما تعلق بأذيال من قلت ذنوبه فالتمس منهم الاستغفار وكان عمر يطلب من الصبيان الإستغفار ويقول: )إنكم لم تذنبوا(.
وكان أبو هريرة يقول لغلمان الكتاب قولوا: )اللهم اغفر لأبى هريرة(.
فيؤمن على دعائهم.
قال بكر المزنى: )لو كان رجل يطوف على الأبواب كما يطوف المسكين يقول: استغفروا لى لكان قبوله أن يفعل(.
ومن كثرت ذنوبه وسيئاته حتى فاقت العدد والإحصاء فليستغفر الله مما علم. فإن الله قد كتب كل شئ وأحصاه كما قال تعالى:

(يَومَ يَبعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنِبّئُهُم بِماَ عَمِلُوا أَحصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ) سورة المجادلة: آية 6 وفى حديث شداد بن أوس عن النبى صلى الله عليه وسلم: )أسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب(.
وفى مثل هذا يقول بعضهم:
استَغفِرُ الله مِمَّا يَعلَمُ اللهُ ... إِنَّ الشَّقِىَّ لَمَن لاَ يَرحَمُ اللهُ
مَا أَحلَمَ اللهَ عَمَّن لاَ يُرَاقِبُهُ ... كُلٌّ مُسِىءٌ ولَكَنِ يَحلُمُ اللهُ
فاستَغفِر اللهَ مِمَّا كَانَ مِن زَلَلٍ ... طُوَبى لِمن كَفَّ عَمَّا يَكرَهُ اللهُ
طُوبَى لِمَن حَسُنَت سَرِيَرَتُهُ ... طَوبَى لِمَن يَنتَهِى عَمَّا نَهَى اللهُ
السبب الثالث
التوحيد
السبب الثالث من أسباب المغفرة: التوحيد وهو السبب الأعظم فمن فقده فقد المغفرة، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة.
قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لاَ يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيغفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) سورة النساء: آية 48 فمن جاء مع التوحيد بقراب الأرض، وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها خطايا لقيه الله بقرابها مغفرة، لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل، فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه ثم كان عاقبته أن لا يخلد فى النار بل يخرج منها ثم يدخل الجنة.
قال بعضهم: )الموحد لا يلقى فى النار كما يلقى الكفار، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار(.
تحقيق التوحيد يوجب مغفرة الذنوب
فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية.
فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيما وإجلالا ومهابة وخشية ورجاء وتوكلا.
وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر وربما قلبتها حسنات كما سبق ذكره فى تبديل السيئات حسنات فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والخطايا لقلبها حسنات.
كما فى المسند وغيره عن أم هانى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: )لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل(.
وفى المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: )ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: )الحمد لله اللهم بعثتنى بهذه الكلمة وأمرتنى بها ووعدتنى الجنة عليها وإنك لا تخلف الميعاد، ثم قال:ابشروا ،فان الله قد غفر لكم( قال الشبلى: )من ركن إلى الدنيا أحرقته بنارها فصار رمادا تذروه الرياح ومن ركن إلى الآخرة أحرقته بنورها فصار ذهبا أحمر ينتفع به، ومن ركن إلى الله أحرقه بنور التوحيد فصار جوهرا لا قيمة له(.
التوحيد يطهر القلب
إذا علقت نار المحبة بالقلب أحرقت منه كل شئ ما سوى الرب عز وجل فطهر القلب حينئذ من الأغبار وصلح غرسا للتوحيد.
)ما وسعنى سمائى ولا أرضى، ولكن وسعنى قلب عبدى المؤمن(
غَصَنِى الشَّوقُ إِلَيهِم بِرِيِقى ... وَاحَرِيقى فِى الهَوَى وَاحرِيقِى
قَد رَمَانِى الحُبُّ فِى لُجِّ بَحرٍ ... فَخُذُوا بِاللهِ كَفَّ الغَرِيقِ
حَلَّ عِندِى حُبُّكُم فِى شَغَلفِى ... حَلَّ مِنّى كُلَّ عَهدٍ وَثيِق 
 عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي رحمه الله (المتوفى : 795هـ)
شارك:

اكثر من ٢٠ كتاب في جميع المجالات للتحميل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أقدم لكم مكتبة اسلامية




للتحميل اكثر من ٢٠ كتاب في جميع المجالات كتب الكل 

يحتاجها والكل يريد التفقه في الدين لذالك عليك بتحميل

هذه الكتب من هذا الموقع بعد التحميل تحاتج كود 



هذا هو كود فك الضغط بعد التحميل


salaty-tv.blogspot.com


شارك:

كلمات... على طريق الحياة




 








كلمات... على
طريق الحياة


 


 



01   

تستطيع أن تغني
للحياة وتبتهج لها، وترى كل الأشياء من حولك جميلة وواعدة، وتستطيع أيضا أن تكره
الدنيا وتكتئب لها ولا ترى فيها إلا كل ما هو رديء ومحزن وباعث على التشاؤم

 



02   

لا
تمضوا في طريق اليأس، ففي الكون آمال، ولا تتجهوا نحو الظلمات، ففي الكون شموس

 



03   


لماذا تعذب نفسك بلا مبرر، والحياة لن تتأخر عن القيام بهذه المهمة أفضل منك حين
توجد الأسباب الحقيقية للتعاسة والعذاب

 



04   

إن
لكل منا شمسين، واحدة في السماء والثانية في داخله، فإذا غربت شمس السماء، أضاءت
شمسه الداخلية روحه

 



05   


أعتقد أن هذا العالم هو أفضل عالم يحتمل أن يكون موجود في الكون كله، حتى ولو ساءنا
منه ما نراه فيه من بعض صور الشر والظلم


 



06   


عاشر الأحباب .. وابتعد عن عشرة الحاقدين وناكري الجميل واللحميين الذين ينهشون
لحوم الناس نهشا، وابتعد عن ذوي النفوس المظلمة التي لا ترى في الآخرين إلا كل نقص
وعيب

 



07   

إن
أفضل وسيلة للتعامل مع ذوي النفوس المظلمة هؤلاء هي الاحتفاظ دائما بمسافة كافية
بينك وبينهم ولا تسمح لهم بالاقتراب من دائرة التنفس عندك إيمانا بأن البعد عنهم
غنيمة ، ولو كانت كل عطايا الدنيا تنتظرك معهم


 



08   


عليك أنت أيضا أن تعرف أهمية القيم في حياتك لتكون صديقا غاليا على الآخرين وأن
تختار أصدقائك في البداية على أساسها


 



09   

إن
في الحياة أشياء كثيرة لا تشترى بالمال، ولا تعوضها كل ثروات الأرض كالصحة والسعادة
والصداقة المخلصة والعشرة الجميلة، والاطمئنان النفسي وراحة القلب والضمير


 









 

 

//-->



شارك:

كيف نزيد إيماننا ؟

كيف نزيد إيماننا ؟

قال الإمام بن القيم: (إذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الإخلاص ومتابعة سيد الناس

أثمرت كل أنواع الثمار وأتت أكلها كل حين بإذن ربها، فهي شجرة أصلها ثابت في قرار قلب المؤمن

وفرعها متصل بسدرة المنتهى).


يعتبر الإيمان كالشجرة المثمرة إذا سقيت بالماء الحسن والطيب نبتت وترعرعت إما إذا سقيت بكل ما

هو خبيث فلن تنمو أو تكبر، فكما قال بعض الصالحين: " إنه لتمرُّ على القلب ساعات إن كان أهل

الجنة في مثلها إنهم لفي عيش طيب "، إنها ساعات صفاء القلب وإشراقه وسعادته بقربه من ربه، عند

قيامه بطاعته، ومثوله بين يديه.


كيف يكون حال المؤمن ؟

لقد وضح لنا القرآن الكريم حال المؤمن حين قال في كتابه الكريم: { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله

وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً }(الأنفال:2)، وقوله سبحانه: { وإذا ما أنزلت

سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون } (التوبة)

124


فهذا هو حال المؤمن حينما يستمع لآيات القرآن وذكر الله يخشع قلبه ويشعر بالقلق والخشية إذا ما

قصر في عبادته.


صفات المؤمنين:
وقد دلنا الله سبحانه وتعالى على صفات المؤمنين في سورة المؤمنون حينما ذكر في كتابه الكريم : {قد

أفلحَ المؤمنونَ * الذينَ هُم في صلاتِهِم خاشعونَ * والذينَ هُم عن اللغوِ مُعرضونَ * والذينَ هُم للزكاة

فاعلونَ * والذينَ هُم لِفُروجهم حافظونَ * إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانُهُم فإنّهم غيرُ ملومين *

فمن ابتغى وراءَ ذلك فأولئكَ هُمُ العادون * والذينَ هُم لأماناتِهم وعَهدِهِم راعونَ * والذينَ هُم على

صلواتِهم يُحافظون * أولئكَ هُمُ الوارثونَ * الذينَ يرثونَ الفِردَوسَ هُم فيها خالدون}

كيف نزيد الإيمان؟

• البعد عن المعاصي والذنوب.

• المداومة على الاستغفار والتوبة.

• قراءة القرآن بتفكر وتدبر.

• الاجتهاد في الطاعات من صلاة وصيام وزكاة.

• الدعاء باستمرار بأن يجعلنا الله من عباده المؤمنين.


بعد أن استعرضنا صفات وحال المؤمنين علينا أن نسأل انفسنا: هل هذه الصفات متواجدة بداخلنا

حقاً أم لا؟ لنعرف مدى صدق إيماننا.


ونسأل الله أن يجعلنا دوماً من عباده الصالحين المؤمنين.
شارك:

حديث ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلبُ مسلم

مجموعة فتاوى إبن تيمية
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور في السنن من رواية فقيهى الصحابة، عبداللّه بن مسعود، وزيد بن ثابت‏:‏ ‏(‏ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلبُ مسلم‏:‏ إخلاص العمل للّه، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم‏)‏‏.‏ وفي حديث أبي هريرة المحفوظ‏:‏ ‏(‏إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لكم ثلاثا‏:‏ أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تَعْتَصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تَنَاصَحوا من ولاَّه الله أمركم‏)‏ 
فقد جمع في هذه الأحاديث بين الخصال الثلاث، إخلاص العمل للّه، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين‏.‏ وهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده، وتجمع الحقوق التي للّه ولعباده، وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة‏.‏ 
وبيان ذلك أن الحقوق قسمان‏:‏ حق للّه، وحق لعباده‏.‏ فحق الله أن نعبده ولا نشرك به شيئًا، كما جاء لفظه في أحد الحديثين، وهذا معنى إخلاص العمل للّه، كما جاء في الحديث الآخر‏.‏ وحقوق العباد قسمان‏:‏ خاص وعام؛ أما الخاص فمثل‏:‏ برّ كل إنسان والديه، وحق زوجته، وجاره، فهذه من فروع الدين، لأن المكلف قد يخلو عن وجوبها عليه؛ ولأن مصلحتها خاصة فردية‏.‏ 
وأما الحقوق العامة فالناس نوعان‏:‏ رعاة ورعية؛ فحقوق الرعاة مناصحتهم، وحقوق الرعية لزوم جماعتهم، فإن مصلحتهم لا تتم إلا باجتماعهم، وهم لا يجتمعون على ضلالة، بل مصلحة دينهم ودنياهم في اجتماعهم واعتصامهم بحبل اللّه جميعا، فهذه الخصال تجمع أصول الدين‏.‏ 
وقد جاءت مفسرة في الحديث الذي رواه مسلم عن تَمِيم الدَّارِىّ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ لمن يا رسول اللّه‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏للّه، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم‏)‏‏.‏ فالنصيحة للّه ولكتابه ولرسوله تدخل في حق اللّه وعبادته وحده لا شريك له، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم، فإن لزوم جماعتهم هي نصيحتهم العامة، وأما النصيحة الخاصة لكل واحد منهم بعينه، فهذه يمكن بعضها ويتَعذَّر استيعابها على سبيل التعيين‏.

شارك:

كتاب المسوى شرح الموطا

 المسوى شرح الموطا 

 ولي الله الدهلوي ، ت جماعة من العلماء بإشراف الناشر ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،

 ط 1 ، 1403 هـ / 1983 م ، (مجلدان مدمجان برابط واحد = الأول 434 صفحة ،

 الثاني 537 صفحة) .




 إسم الكتاب
 المسوى شرح الموطا
 المؤلف
 الإمام ولي الله الدهلوي
 المحقق
 جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية
 عن الكتاب
  كتاب « المسوى شرح الموطا »، لحكيم الهند العلامة الفقيه المحدث « أحمد بن عبد الرحيم المعروف بالشيخ وليّ الله الدهلوي، العمري نسبا الدهلوي وطنا (1114 هـ - 1176 هـ)»، هو أحد شروح "موطأ الإمام مالك" التي صنّفت في شبه القارة الهندية، وهو شرح نفيس طيِّب وفيه نفع كبير، وهو كتابٌ فيه نُكات ولطائف وفوائد.
* وقد عرّف الإمام الدهلوي في مقدمته عن كتابه « المسوى شرح الموطا » قائلا: "هذا، وقد شرح الله صدري - والحمد لله - أن أرتب أحاديثه ترتيبا يسهل تناوله، وأترجم على كل حديث بما استنبط منه جماهير العلماء، وأضمّ إلى ذلك من القرآن العظيم ما لا بد للفقيه من حفظه، ومن تفسير ما لا بد له من معرفته، وأذكر في كل باب مذهب الشافعية والحنفية".
* أماّ عن سبب اختياره لموطأ الإمام مالك، فقد جاء في الصفحة 17 من مقدمة الكتاب، بعدما  ذكر حيرتَه بسبب اختلاف مذاهب الفقهاء وكثرة أحزاب العلماء وتجاذيهم كلّ واحد عن الآخر إلى جانب - فقال رحمه الله: "... فألهمت الاشارة إلى كتاب "الموطأ" تأليف الإمام ‏الهمام حجة الإسلام مالك بن أنس، وعظم ذلك الخاطر رويدا فرويدا، ‏وتيقنت أنه لا يوجد الآن كتاب ما، في الفقه أقوى من "موطأ الامام مالك"، لأنّ الكتب تتفاضل في ما بينها،  إمّا من جهة فضل المصنّف، أو من جهة التزام الصحة، أو من جهة شهرة أحاديثها، أو من جهة القبول لها من عامة المسلمين، أومن جهة حسن الترتيب واستيعاب المقاصد المهمة ونحوها، وهذه الأمور كلها موجودة في "الموطأ" على وجه الكمال بالنسبة الى جميع الكتب الموجودة على وجه الأرض الأن". 
عدد الأجزاء
 2  
 Pdf   تحميل

شارك:

كتاب الحجاب لماذا ؟؟

كتاب الحجاب لماذا ؟؟


لفضيلة الشيخ/ د.
محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم

بداية الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالكِ يوم الدين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعدُ:........

فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة , كفيلة بأن تصون عفتها , وتجعلها عزيزة الجانب , سامية المكانة , وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة , فما صنعه الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة , بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة , وَوَحْل الابتذال , أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين 


نوع الكتاب DoC
حجم 115.5 KB
اضغط هنا لتنزيل الملف

أي مشكل على الروابط لا تنسى إعلامنا بذالك
شارك:

كتاب كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟

كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟

رابط تحميل الكتاب تحت الكتابة
كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟
القواعد الأربع لتحصيل (الحلاوة)

هل أدهشتك أخبارُ الصالحين الذين يحسنون الطمأنينة ويتقنون الخشوع في صلواتهم كمسلم بن يسار الذي كان في صلاة وانهدمت ناحية المسجد ففزع الناس وهربوا وهو في صلاته ما التفت أو كعمرو بن عتبة بن فرقد الذي كان في صلاة فسمعوا صوت أسد فهرب من كان حوله وهو قائم يصلي لم ينصرف؟؟

هل أعجبتك أحوال العابدين الذين يطيلون الصلاة دون مللٍ ويكثرون السجود دون كللٍ كعثمان رضي الله عنه الذي قرأ القرآن كله في ركعة أو كسفيان الذي سجدة بعد المغرب سجدة فما قام منها حتى نودي للعشاء أو كأحمد الذي كان يصلي في اليوم والليلة 300 ركعة؟

هل تاقتْ نفسك أن تكون ممن يثبتون على متابعة الطاعات دون انقطاع ويواصلون القربات دون هجر كسعيد بن المسيب الذي ما أذن المؤذن منذ 40 سنة إلا وهو في المسجد وكالأعمش الذي ما فاتته تكبيرة الإحرام 70 سنة وكسليمان التيمي الذي غبر 40 عاما يصوم يوما ويفطر يوما؟

هل ترغب أن تدخل جنة الدنيا التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة)؟؟

إننا عندما نقرأ مثل هذه (الصور) المضيئة ونسمع عن مثل هذه الأحوال (الرفيعة)
نرجع (الفكر) في أحوالنا السقيمة هل نرى في نفوسنا من الصبر على العبادة والاجتهاد في الطاعة كالذي كان عندهم ؟
ثم نرجع (الفكر) كرتين فينقلب (الفكرُ) خاسئاً وهو حسير

ما الذي جعلهم يبلغون في (الاجتهاد) منزلةً لا تبارى
ويصلون في (الإيمان) درجةً لا تسامى؟

ما الذي جعلهم يصبرون على (متابعة الطاعات) ويتحملون (شدائد الثبات) ويقامون (إغراءات الراحات)؟؟

السر يكمن في كلمةٍ واحدة (الحلاوة)
نعم إنها (حلاوةُ الإيمان) التي طعموها و(لذة العبادة ) التي ذاقوها

فالنفسُ لا تترك لذةً إلا إلى لـ(لذة) أعظم منها وأكمل
وأي لذة أعظم وأكمل وأكبر من (حلاوة الإيمان)!!؟؟
هذا هو السر إذاً!!

إنها (حلاوةُ الإيمان) التي تجعل المؤمن يستلذ بطاعته مهما طالت، ويهنأ بـ(عبادته) مهما صعبت، ويصبر على مفارقة اللذات الحسية والشهوات الدنيوية مهما قويت وكثرت

(حلاوة الإيمان) هي مفتاحُ الثبات على طاعة الله وسر الصمود أمام الفتن والشهوات وإن القلب متى ما خالطته بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وحيي بروح الوحي وتمهدت طبيعته بأنوار الشريعة =كملت له لذته وتناهت فيه سعادته

وقد تأملتُ في نصوص الوحيين أبحث عن سر اكتساب هذه اللذة ومفاتيح تحصيل هذه الحلاوة فوجدتُ أربعة قواعد ذهبية من طبقها بيقين ونفذها بتصديق واستعملها بخضوع =فاز باللذة العظيمة وحاز على الحلاوة التامة

القاعدة الأولى/ بقدر (محبتك) تكون (لذتك)

محبةُ الله هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه فقد حلت بقلبه جميع الأسقام

وقانون الحب يقضي بأن اللذة تتبع الحب وتنبع منه
فلو سألتَ عاشقاً متيماً عن لذته عندما يكلم معشوقته أو يجالسها أو يسمع حديثها لقال لك :
وحديثها السحر الحلال لو أنهلم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم تملل وإن هي أوجزتود المحدث أنها لم توجز
وكذلك حال من أحب طعاماً فإن لذته تعظم إذا أكله، ومن أحب بلاداً فلذته تكبر إذا زارها، ومن أحب الدنيا فلذته لاتكون إلا في تحصيل متاعها
وحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).متفق عليه
هذه الثلاث كلها في (المحبة)

وفي قانون الحب من أحب شيئا= أحب مايحبه ،وكره مايكره
فكلما عظمت محبةُ الله في قلبك وجدتَ اللذة في طاعته، وشعرت بالحلاوة في مناجاته، وذقت الطمأنينة في الاتصال به

وفي قانون الحب : أن المحبةَ العظيمة= تنتج شوقاً عظيماً
وأعظمُ لذة في الدنيا : أن تشتاق لله
كما أن أعظم لذة في الآخرة: أن تنظر لوجه الكريم
لذا جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه (وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك) رواه أحمد والنسائي

فإن سألتَ كيف تنمي حب الله في قلبك فالجواب بأمرين:
1-أن تعلمَ ضعفك وعجزك وقلةَ حيلتك
2-وأن تتفكر في سعة رحمة الله وإحسانه لك وتوالي نعمه عليك

القاعدة الثانية / كن (راضياً) تكن (مرضياً)

في قانون الحب: كل ما جاء من الحبيب (حبيب)
ومن لوازم المحبة الصادقة =الرضا بالمحبوب والرضا عنه
فالرضا بالله والرضا عن الله من أعظم مقامات الإيمان وأرفع مدراج السالكين

وينتج عن الرضا بالله والرضا عنه حلاوة لا يدرك كنهها إلا من ذاقها ولا يتصور حلاوتها إلا من جربها

في باب الرضا بالله يقول المصطفى عليه وسلم (ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضيَ باللَّهِ ربًّا ، وبالإسلامِ دينًا ، وبمحمَّدٍ رسولًا) رواه مسلم

وفي باب الرضا عن الله يقول عليه الصلاة والسلام (إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) رواه أبو داود والترمذي

فمن رضي بالله ربا حاز اللذة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ)
ومن رضي بالله إلها ومعبودا حصل السعادة (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون)
ومن رضي بالله محبوبا فقد نال الحلاوة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا)
ومن رضي بدينه ونبيه وشرعه فقد تمت له الطمأنينة (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا )

والمحبة والرضا هما أكملُ مراتب الإيمان، وليسا كالخوف والرجاء فإن الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان المتلبس بهما في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة بخلاف الخوف والرجاء فإنهما يفارقان أهل الجنة لحصول ماكانوا يرجونه وأمنهم مما كانوا يخافونه

وإذا سألتَ كيف أصلُ لمقام الرضا فالجواب: أن تلزم ماجعل الله فيه رضاه فإنه يوصلك إلى إلى مقام الرضا ولابد

القاعدة الثالثة/ التزكية قبل (التحلية) 

لو أعطيتك إناءً متسخاً بالقاذورات وصببتُ لك فيه عسلاً صافياً وطعمته فهل ستشعر بحلاوة العسل ؟
كذلك القلب الذي امتلأ بقاذورات المعاصي وأدران الخطايا وأوساخ الشهوات لن يجد حلاوةَ الإيمان إلا عندما يطهر وينظف

وقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم (ثلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فقدْ طعِمَ طعْمَ الإيمانِ : مَنْ عبَدَ اللهَ وحْدَهُ وأنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأعْطَى زكاةَ مالِهِ طيِّبَةً بِها نفْسُهُ ، ، وزَكَّى نفْسَهُ) صحيح الجامع 3041
وقد أقسم ربنا جل جلاله 11 قسما (أطول قسم في القرآن ) ليقرر حقيقة مهمة (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)
وتزكية النفس تكون: بكثرة الطاعات واجتناب المحرمات

فمن أوغل في مستنقعات المعاصي لن يجد اللذة ولن يهنأ بالحلاوة يقول بشر بن الحارث رحمه الله :
"لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطًا من حديد".

& وفي قانون الحب: الاقتراب من المحبوب لذة وحلاوة
لذا كان إمام العابدين صلى الله عليه وسلم يحد الراحة في الصلاة التي هي أمتن سبل القرب من الله (أرحنا بها يابلال)
ويجد فيها الحلاوةَ والنعيم (وجعلت قرة عيني في الصلاة)

فإذا أردتَ الحلاوة فاستكثر من الطاعات واحذر من أن تنخدع ببريق الشهوات وتنطلي عليك حيل الشيطان في أن اللذة في الهوى والعصيان (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب )

& فإذا سألتَ عن أكبر سبب يعين على تزكية النفس فالجواب في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: (أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان)رواه الطبراني وصححه الألباني

القاعدة الرابعة / دعاؤك=هناؤك

الدعاءُ سلاحُ المؤمن الذي لا ينبو، ومصباحه الذي لا يخبو، وفرسه الذي لا يكبو
فمن طلب الحلاوة فليستمطرها بالدعاء

فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل ربــّه حلاوةَ الإيمان ويسأله أسبابها
ففي سؤال الحلاوة يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرةَ عين لا تنقطع) رواه أحمد والنسائي
وقرة العين هي نعيم القلب وحلاوته

وسأل الله أسبابها
ففي الحب يقول (وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ) رواه أحمد وزالترمذي
وفي الرضا ( وأسألُك الرضا بالقضاءِ ) رواه أحمد والنسائي
وفي التزكية (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها . وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها . أنت وليُّها ومولاها ) رواه مسلم

فهذه قواعدٌ أربع تحصـّل بها لذةَ العبادة وتجد بتحقيقها حلاوةَ الإيمان فبادر لتطبيقها ونشرها وستجد من الحلاوة بعد ذلك مايجعلك تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر، وتتصدق فلا تضجر، وتقرأ القرآن فلا تهجر

عبدالله بن أحمد الحويل 


شارك:

شرح رياض الصالحين-كتاب الصلاة-01

1-باب فضل الصلوات قال الله تعالى:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" العنكبوت أستمع حفظ
2-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء "قالوا: لا يبقى من درنه شيء قال:" فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا "متفق عليه. أستمع حفظ
3-وعن جابر رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات "رواه مسلم ."الغمر" بفتح الغين المعجمة الكثي. أستمع حفظ
4-وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله تعالى وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات فقال الرجل ألي هذا قال لجميع أمتي كلهم متفق عليهوعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله تعالى" وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات " فقال الرجل ألي هذا? قال لجميع أمتي كلهم. متفق عليه أستمع حفظ
5-وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر"رواه مسلم . أستمع حفظ
6-وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله" رواه مسلم. أستمع حفظ
7-باب صلاة الصبح والعصر .عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى البردين دخل الجنة" متفق عليه البردان الصبح والعصر. أستمع حفظ
8-وعن أبي زهير بن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال سمعت :رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها "يعني الفجر والعصر. رواه مسلم. أستمع حفظ
9-وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من صلى الصبح فهو في ذمة الله فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمته بشيء" رواه مسلم. أستمع حفظ
10-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون" متفق عليه أستمع حفظ
11-وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا متفق عليه وفي رواية فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم:" فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "متفق عليه. وفي رواية :"فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة". أستمع حفظ
12-وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله ".رواه البخاري أستمع حفظ
13-باب فضل المشي إلى المساجد أستمع حفظ
14-عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح" متفق عليه . أستمع حفظ
15-وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة "رواه مسلم . أستمع حفظ
16-وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدا أبعد من المسجد منه وكانت لا تخطئه صلاة فقيل له لو اشتريت حمارا لتركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قد جمع الله لك ذلك كله" رواه مسلم. أستمع حفظ
17-وعن جابر رضي الله عنه قال :خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم:" بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد قالوا نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك فقال بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم فقالوا ما يسرنا أنا كنا تحولنا" رواه مسلم وروى البخاري معناه من رواية أنس. أستمع حفظ
18-وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام" متفق عليه أستمع حفظ
19-وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" رواه أبو داود والترمذي. أستمع حفظ
20-وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط" رواه مسلم.أستمع حفظ
21-وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله عز وجل إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر " الآية رواه الترمذي وقال حديث حسن أستمع حفظ



موقع alathar
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة