محمد صديق المنشاوي

9

هل تعرف .. أي أنواع القلوب قلبك ؟

هل تعرف .. أي أنواع القلوب قلبك ؟





قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ألا وإنَّ في

 الجسد مضغةً ، إذا صَلَحَتْ ، صَلَحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا

 فسدت فسد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلب ) 

.
فيه إشارةٌ إلى أنَّ صلاحَ حركاتِ العبدِ بجوارحه

 ، واجتنابه للمحرَّمات واتَّقاءه للشُّبهات

 بحسب صلاحِ حركةِ قلبِه .

فإنْ كان قلبُه سليماً ، ليس فيه إلا محبة الله ومحبة

 ما يُحبه الله ، وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه 

، صلحت حركاتُ الجوارح كلّها ، ونشأ عن ذلك اجتناب

 المحرَّمات كلها ، وتوقي للشبهات حذراً مِنَ 

الوقوعِ فيالمحرَّمات .

وإنْ كان القلبُ فاسداً ، قدِ استولى عليه

 اتِّباعُ هواه 

، وطلب ما يحبُّه ، ولو كرهه الله ، فسدت حركاتُ

 الجوارح كلها ، وانبعثت إلى كلِّ المعاصي والمشتبهات 

بحسب اتِّباع هوى القلب .

ولهذا يقال : القلبُ مَلِكُ الأعضاء ، وبقيَّةُ الأعضاءِ

 جنودُه ، وهم مع هذا جنودٌ طائعون له ،

 منبعثون في 

طاعته ، وتنفيذ أوامره ، لا يخالفونه في شيءٍ

 من ذلك 

، فإنْ كان الملكُ صالحاً كانت هذه الجنود صالحةً ، وإنْ

 كان فاسداً كانت جنودُه بهذه المثابَةِ فاسدةً ، ولا

 ينفع عند الله إلاّ القلبُ السليم . كما قال تعالى :

 { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ 

سَلِيمٍ } 

.
فالقلب السليم : هو السالم من الآفات والمكروهات

 كلِّها ، وهو القلبُ الذي ليس فيه سوى محبة الله

 وما يحبُّه الله ، وخشية الله ، وخشية ما يُباعد منه
 .
وفي مسند الإمام أحمد عن أنس ، عن النَّبيِّ - صلى الله 

عليه وسلم - ، قال :

 ( لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه ) 
.
- والمراد باستقامة إيمانه : استقامةُ

أعمال جوارحه 

، فإنَّ أعمالَ الجوارحِ لا تستقيمُ إلا باستقامة القلب 

، ومعنى استقامة القلب : أنْ يكونَ ممتلئاً مِنْ محبَّةِ

 الله ، ومحبَّة طاعته ، وكراهة معصيته .
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة