ما هي إقامة الصلاة
.
.
﴿ ﺍﻟّﺬِﻳﻦَ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥَ ﺍﻟﺼّﻠﺎﺓَ ﻭَﻳﺆْﺗﻮﻥَ
.
.
﴿ ﺍﻟّﺬِﻳﻦَ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥَ ﺍﻟﺼّﻠﺎﺓَ ﻭَﻳﺆْﺗﻮﻥَ
ﺍﻟﺰَّﻛﺎﺓَ ﻭَﻫﻢْ بالآﺧﺮَﺓِ ﻫﻢْ ﻳﻮﻗﻨﻮن):
1– ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ:
ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠّﻪ ﻓﻲ
ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ: ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ،
ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻱ: ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺼﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺇﻻ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺃﻥ ﻧﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﻤﺠﺮَّﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻣﺘﻮﺿِّﺌﺎً، ﻭﻳﺘَّﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﻭﻳﻜﺒِّﺮ
ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻳﻘﺮﺃ ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ
ﻭﺳﻮﺭﺓ، ﻭﻳﺮﻛﻊ، ﻭﻳﺴﺠﺪ، ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ
ﻫﺬﻩ ﺻﻼﺓٌ ﻭﻛﻔﻰ، ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻷﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ:
﴿ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥَ ﺍﻟﺼَّﻠﺎﺓَ ﴾
ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻚ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻻﺑﺪَّ ﻣﻦ ﺟﻬﻮﺩٍ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺗﺴﺒﻖ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻣﺼﻠﻴﺎً ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎً ﻋﻠ
ﻰ ﺃﻣﺮﻩ، ﺇﻥَّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺟﻮﻓﺎﺀ،
ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻣﺼﻠﻴﺎً ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺩﺧﻠﻚ
ﺣﻼﻻً، ﻓﻬﺬﻩ ﺻﻼﺓٌ ﺟﻮﻓﺎﺀ، ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻣﺼﻠﻴﺎً ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻀﺒﻂ ﺟﻮﺍﺭﺣﻚ، ﻓﻬﺬﻩ
ﺻﻼﺓٌ ﺟﻮﻓﺎﺀ، ﻟﺬﻟﻚ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻊ
ﺗﻘﺪُّﻡ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻘﺎﻝ:
﴿ﻓﺨﻠﻒَ ﻣﻦْ ﺑعدﻫﻢْ خلفٌ ﺃَﺿﺎﻋﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻼﺓَ ﴾
( ﺳﻮﺭﺓ ﻣﺮﻳﻢ: ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 59)
2– ﻣﻌﻨﻰ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ:
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥَّ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻟﻴﺲ ﺗﺮﻛﻬﺎ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺿﺎﻋﺘﻬﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﺨﺸﻊ ﻓﻴﻬﺎ،
ﻭﻣﺘﻰ ﻻ ﻧﺨﺸﻊ
ﻓﻴﻬﺎ ؟ ﺇﺫﺍ ﺗﺨﻠَّﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ؛ ﺩﺧﻠﻪ ﺣﺮﺍﻡ،
ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻀﺒﻄﺔ، ﺟﻮﺍﺭﺣﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻀﺒﻄﺔ، ﻻ
ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ
؟ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺻﻔﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ:
﴿ ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺇِﻟﻰ ﺍﻟﺼَّﻼﺓِ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﻛﺴﺎﻟﻰ ﴾
( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 142)
الدكتور محمد راتب النابلسي