محمد صديق المنشاوي

9

أقسام التوحيد ~عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

التوحيد موضوع عظيم هو أساس الملة وأساس جميع ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم.

ولا ريب أن هذا المقام جدير بالعناية، وإنما ضل من ضل وهلك من هلك بسبب إعراضه عن هذا الأصل وجهله به وعمله بخلافه، وكان المشركون قد جهلوا هذا الأمر من توحيد العبادة الذي هو الأساس الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب وخلق من أجله الثقلان ( الجن، والإنس ) وظنوا أن ما هم عليه من الشرك دين صالح وقربة يتقربون بها إلى الله مع أنه أعظم الجرائم وأكبر الذنوب، وظنوا بجهلهم وإعراضهم وتقليدهم لآبائهم ومن قبلهم من الضالين أنه دين وقربة وحق، وأنكروا على الرسل وقاتلوهم على هذا الأساس الباطل كما قال سبحانه:  اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ  [الأعراف:30]، وقال جل وعلا:  وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ  [يونس:18]، وقال سبحانه:  وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ  [الزمر:3]، وأول من وقع في هذا البلاء واعتقد هذا الشرك قوم نوح عليه الصلاة والسلام فإنهم أول الأمم الواقعة في الشرك، وقلدهم من بعدهم، وكان سبب ذلك الغلو في الصالحين وأنهم غلوا في ود وساع ويفوث ويعوق ونسر، وكان هؤلاء رجالاً صالحين فيهم، فماتوا في زمن متقارب؛ فأسفوا عليهم أسفاً عظيماً، وحزنوا عليهم حزناً شديداً، فزيّن لهم الشيطان الغلو فيهم وتصويرهم ونصب صورهم في مجالسهم، وقال لعلكم بهذا تسيرون على طريقتهم، وفي ذلك هلاكهم وهلاك من بعدهم، فلما طال عليهم الأمر عبدوهم. وقال جماعة من السلف: فلما هلك أولئك وجاء من بعدهم عبدت هذه الأصنام وأنزل الله فيهم جل وعلا قوله سبحانه:  وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً  [نوح:23-25].
فالغلو في الصالحين من البشر وفي الملائكة والأنبياء والجن والأصنام هو أصل هذا البلاء، والله بيّن على أيدي الرسل أن الواجب عبادته وحده سبحانه وأنه الإله الحق وأنه لا يجوز اتخاذ الوسائط بينه وبين عباده، بل ويجب أن يعبد وحده مباشرة من دون واسطة، وأرسل الرسل وأنزل الكتب بذلك، وخلق الثقلين لذلك، قال تعالى:  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وقال سبحانه:  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ  [البقرة:21]، وقال عز وجل:  وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً  [الإسراء:23]، وقال سبحانه:  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  [الفاتحة:5]، وقال عز وجل:  وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ  [النحل:36].
وهذا المقام ـ أعني مقام التوحيد ـ دائماً وأبداً يحتاج إلى مزيد من العناية بتوجيه الناس إلى دين الله وتوحيده، وإخلاص العبادة له؛ لأن الشرك هو أعظم الذنوب وقد وقع فيه أكثر الناس قديماً وحديثاً، فالواجب بيانه للناس والتحذير منه في كل وقت وذلك بالدعوة إلى توحيد الله سبحانه والنهي عن الشرك وبيان أنواعه للناس حتى يحذروه، وقد قام خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بذلك أكمل قيام في مكة والمدينة ومع هذا فقد ملئت الدنيا من هذا الشرك بسبب علماء السوء ودعاة الضلالة وإعراض الأكثر عن دين الله وعدم تفقههم في الدين وعدم إقبالهم على الحق وحسن وظنهم بدعاة الباطل ودعاة الشرك إلا من رحم الله، كما قال سبحانه:  وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ  [يوسف:103]، وقال تعالى:  وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20]، وقال عز وجل:  وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ  [الأنعام:116]، فلهذا انتشر الشرك في الأمم بعد نوح في عاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم شعيب وقوم لوط ومن بعدهم من سائر الأمم وصاروا يقلد بعضهم بعضاً يقولون:  بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ  [الزخرف:22].
وإذا كان هذا البلاء قد عمّ وطمّ ولم يسلم منه إلا القليل، فالواجب على أهل العلم أن يقدموه على غيره ـ أعني بيان التوحيد وضده ـ وأن تكون عنايتهم به أكثر من كل أنواع العلم؛ لأنه الأساس فإذا فسد هذا الأساس وخرب بالشرك بطل غيره من الأعمال، كما قال سبحانه:  وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  [الأنعام:88]، وقال سبحانه:  وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ  [الزمر:66،65] والصوم والحج وغير ذلك من العبادات لا تنفع.
وأقسام التوحيد ثلاث، بالاستقراء، والنظر والتأمل في الآيات والأحاديث وما كان عليه أهل الشرك اتضح أنها ثلاثة أقسام؛ اثنان أقرّ بهما المشركون، والثالث جحده المشركون وقام النزاع بينهم وبين الرسل في ذلك، والقتال والولاء والبراء منهم والعداوة والبغضاء.
ومن تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية وأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم عرف ذلك، وقد زاد بعضهم قسماً رابعاً سماه ( توحيد المتابعة ) يعني وجوب اتباع الرسل والتمسك بالشريعة، فليس هناك متّبع آخر غير الرسول فهو الإمام الأعظم وهو المتّبع، فلا يجوز الخروج عن شريعته، بل يجب على جميع الثقلين الجن والإنس أن يخضعوا لشريعته، وأن يسيروا على منهاجه في التوحيد، وفي جميع الأوامر والناوهي، وهذا القسم الرابع معلوم، وهو داخل في قسم توحيد العبادة، لأن الرب سبحانه أمر عباده باتباع الكتاب والسنة، وهذا هو توحيد المتابعة، وقد أجمع العلماء على وجوب اتباع الرسول والسير على منهاجه، وأنه لا يسع أحد الخروج عن شريعة موسى؛ فإن الخضر نبي مستقل على الصحيح ليس تابعاً لموسى، وقد كان الأنبياء والرسل قبل محمد كثيرين كل له شريعة كما قال الله سبحانه:  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً  [المائدة:48].
أما هذه الأمة فليس لها إلا نبي واحد وهو محمد عليه الصلاة والسلام، فالواجب على هذه الأمة من حين بعث الله نبيها محمداً وإلى يومنا هذا إلى يوم القيامة اتباع هذا النبي وحده والسير على شريعته المعلومة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد الخروج عن ذلك، ليس لأحد أن يقول أنا أتبع التوراة أو الإنجيل، وفلاناً أو فلاناً. بل يجب على الجميع اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن زعم أنه يجوز لأحد الخروج عنها فهو كافر ضال بإجماع المسلمين.
وقد علمنا مما سبق أن أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
فتوحيد الربوبية وهو الإيمان بأفعال الرب سبحانه وانه فعال لما يريد، وأنه الخلاق والرزاق، وهذا القسم ما أنكره المشركون بل أقروا به، وهو يستلزم توحيد العبادة ويلزمهم بذلك، فمن كان بهذه الصفة من كونه هو الخلاق، الرزاق، المحيي، المميت ومدبر الأمور، ومصرف الأشياء وجب أن يُعبد وأن يُخضع له فإنه يقول سبحانه:  قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ  [يونس:31]، والمعنى ما دمتم تعلمون أن هذا الله أفلا تتقون الله في توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به، وهم مقرون بهذا أنه ربهم وخالقهم ورازقهم، ولكنهم اعتقدوا أن تقربهم إليه بعبادة الأوثان والأصنام أنه شيء يرضيه، كما قال الله سبحانه:  وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِند الله  [يونس:18]، هذا اعتقادهم الباطل  فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ  [الأعراف:30]، الشياطين زينت لهم السوء وزينت عبادة الأصنام، والملائكة والأنبياء، والأشجار والأحجار وغير ذلك، فاحتج الله عليهم بما أقروا به من توحيد الربوبية، والأسماء والصفات على ما أنكروه من توحيد العبادة؛ لأن الذي يخلق ويرزق ويدبر الأمر ويحيي ويميت هو المستحق لأن يعبد ويطاع سبحانه وتعالى وهكذا أسماؤه كلها دليل ظاهر على أنه هو المستحق للعبادة، فهو الرحمن الرحيم، الرزاق العليم المدبر للأمور، مالك الملك، العلم بكل شيء، والقادر على كل شيء، وهو الفعال لما يريد فمن كان بهذه المثابة وجب أن يعبد وحده دون ما سواه، وهذه الأسماء كلها دالةعلى معان عظيمة: الرحمن يدل على الرحمة، العزيز يدل على العزة، الرؤوف يدل على الرأفة، السميع يدل على أنه يسمع دعوات عباده وكلامهم، والبصير الذي يراهم ويشاهد أحوالهم، إلى غير ذلك، فهي أسماء عظيمة حسنى دالة على معان عظيمة كلها حق، وكلها ثابتة لله سبحانه على وجه يليق به سبحانه، لا شبيه له فيها ولا نظير، كما قال تعالى:  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ  [الشورى:11]، وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ  [الإخلاص:4].
والصحابة رضوان الله عليهم وأتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كلهم مجمعون على إثبات الأسماء والصفات، وأنها حق ثابتة الله تعالى على وجه يليق به، بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وأن الاستواء، والنزول والسمع والبصر والكلام وسائر الصفات كلها حق، وهكذا سائر الأسماء حق، ولهذا قال تعالى:  وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  [الأعراف:180] أي إسألوه بها فهو يُدعى ويسأل بأسمائه: يا رحمن يا رحيم، يا عزيز يا غفور، اغفر لي، ارحمني، فرج كربتي، إلى غير ذلك. كما أنه يدعى أيضاً بتوحيده والإيمان به، كما قال تعالى:  رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا  [آل عمران:193].
وكما جاء في الحديث: { اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت؛ الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } [رواه الترمذي] فهو يسأل بتوحيده والإيمان به. واعتراف العبد بأنه ربه وإلهه ومعبوده الحق. وهكذا يسأل بالأعمال الصالحات، ويتوسل إليه بها فهذا كله من أسباب الإجابة كما سأله أصحاب الغار بأعمالهم الصالحة وهم قوم دخلوا غاراً للمبيت فيه والاتقاء من المطر، فأنزل الله عليهم صخرة سدت الغار عليهم، فلم يستطيعوا رفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن يخلصكم من هذه الصخرة إلا الله بسؤالكم الله بأعمالكم الصالحة، فتوسل أحدهم ببره لوالديه، والآخر بعفته من الزنا، والثالث بأدائه الأمانة، ففرج الله عنهم الصخرة فخرجوا، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من آياته العظيمة، فهو يحب من عباده من يتوسل إليه بأسمائه وصفاته وأعمالهم الطيبة، أما التوسل بجاه فلان، أو بحق فلان، أو بذات فلان، فهذا بدعة.
ولهذا لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يتوسلون بدعائه في حياته، فيقولون يا رسول الله ادع لنا، ويدعو لهم صلى الله عليه وسلم كما وقع في أيام الجدب وكان على المبنر، فطلبوا أن يدعو الله لهم، فدعا الله لهم واستجاب الله له، وفي بعض الأحيان كان يخرج إلى الصحراء فيصلي ركعتين ثم يخطب ويدعو. فلما توفي صلى الله عليه وسلم عدل عمر إلى عمه العباس، فقال: ( اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا فاسقنا )، فقام العباس ودعا فأمّنوا على دعائه فسقاهم الله. ولو كان التوسل بالذات أو الجاه مشروعاً لما عدل عمر والصحابة رضي الله عنهم إلى العباس، ولتوسل الصحابة بذاته، لأن ذاته عظيمة عليه الصلاة والسلام حياً وميتاً.
والمقصود من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم صان هذا التوحيد وحماه، وبيّن أن الواجب على الأمة إخلاص العبادة لله وحده، وأن يتوجهوا إليه جل وعلا بقلوبهم وأعمالهم في عبادتهم، وألا يعبدوا معه سواه لا نبياً ولا ملكاً ولا جنياً ولا شمساً ولا قمراً ولا غير ذلك.
والله سبحانه أوجب على عباده ذلك في كتابه الكريم، وعلّم الأمة ذلك أن يعبدوه وحده، ويتوجهوا إليه وحده، والرسول صلى الله عليه وسلم أكمل ذلك وبلّغ البلاغ المبين، وحمى حمى التوحيد، وحذّر من وسائل الشرك، فوجب على الأمة أن تخلص لله العبادة، فالعبادة حق لله وليس لأحد فيها نصيب، كما قال الله سبحانه:  فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ  [الزمر:3،2]، وقال سبحانه:  فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر:14]، وقال تعالى:  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ  [الفاتحة:5]، وقال سبحانه:  وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء  [البينة:5] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم{ حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً } [رواه البخاري] متفق على صحته. وهذا أمر معلوم بالنصوص من الكتاب والسنة وبالضرورة، ولهذا يجب على علماء الحق أن يبذلوا وسعهم في تبيان هذا الحق بالكتب والرسائل ووسائل الإعلام، والخطب والمواعظ، وبسائر الوسائل الممكنة؛ لأنه أعظم حق وأعظم واجب؛ ولأنه أصل الدين وأساسه كما تقدم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شارك:

شرح متن الورقات في أصول الفقه -باب المفتي والمستفتي والاجتهاد

أبو محمد الحسن بن علي الكتاني المغربي

https://www.youtube.com/channel/UCSlsboVNDLiKbE5sf9MVH7g
قناة المهاجر


للإستمـــــــــــــــــــــــــــــاع 

شارك:

هنيئاً يا أهل الفجر

بينما الناس نائمون وعلى الفرش يستمتعون .. إذا بهم قد جاء الامتحان والبلاء .. بينما نادى مُنادي من جنبات بيوت الله ..
موجه دعوة من الله إلى عبادة لزيارة بيوته لمساجده قائلاً : حي على الصلاة، حي على الفلاح ..
ومعلناً أن الصلاة خير من النوم .. وما هي إلا لحظات التي تسمع أبواب بيوت تفتح .. وسيارات تتحرك .. فهذا شاب جاء من هذه الناحية.. وذاك رجلاً كبيراً أتى من تلك الجهة .. وصوته مفعم بالإيمان يردد: أصبحنا وأصبح الملك بالله ..
وجمع ثلث أجتمعوا في بيوت الله من عباده الصالحين وصغار لا تكليف عليهم ولكنهم حتى رعاية آباء عرفوا معنى المسؤولية
وحملوا معنى الرعاية .. إنهم رجال الفجر .. أولئك الذي أجابوا مُنادي الشوق إذ نادى بهم حي على الفلاح ..

يا أهل الفجر .. من الذي أيقظكم والناس نائمون ؟
ومن الذي حرككم والناس هامدون ؟
من الذي زهدكم في لذيذ الفراش ؟
من الذي أخرجكم من الفرش الوفيرة ؟
آلا والله لو شأتكم لنطقتم وقلتم إنه الإيمان بالله ..
لو شئتم لقلتم و لصدقتم أخرجنا من الفراش الوفير الطمع في موعود الله عز وجل ..
أيقظنا وعيد الله على لسان رسوله: ( بأن من نام حتى أصبح فإنما بال في أذنه الشيطان ) ..
لو شئتم لقلتم ولصدقتم أيقظنا لصلاة الفجر إسلامنا ..

هنيئاً يا أهل الفجر .. دقائق معدودة قضيتموها وأورثتكم قيام ليله كامله
( فمن صلى الفجر في جماعه فكأنما صلى الليل كله )

أنا صلاة الفجر اليوم أشكو ..
و من يا ترى أشكو !؟ ..
أشكو عبادا لله ينعمون بأمن في الوطن ..
وصحة في البدن و رغد في العيش ..
بيوتهم ملاصقة للمساجد يسمعون حتى همس المصلين ..
ومع هذا إذا دعا داعي الله لا يجيبون ..
أنا صلاة الفجر أبث من خلال هذه الكلمات وعلى لسان كل خطيب
وداعية وعبر كل إمام واعظ أنا أناشد المتخلفين عني ..
لعل أن تجد كلماتي أذاناً صاغية ..
وقلوباً واعية تخشى الله وتتقي ..
أنا يا عباد الله عند سلفكم كنت الميزان الذي يوزن بها الرجال ..
فمن حضرني وثقوه، ومن غاب عن اساؤوا به الظن ..
بالله كيف حال المتخلفين عني وقد ناموا ملئ الجفون ..
وأغمضوا الطرف عن القيام للحي القيوم ..
كيف يقابلون الله و بما يرثون على حساب أليم ..
انتبه أيها المتخلف عني فالصلاة هي الخير في الحال
و المآل في الصحة و المال في الدنيا و الآخرة ..
كم من نائم يرتب أمره على موعد عمله لا موعد صلاته
وبالله هل سيبارك له في عمله وفي ماله وفي صحته ..


مفرغ من
إصدار روائع العبر 1000 دقيقة شيقة
جوال الخير
@Jawalk1
00966558118112


جوال الخير
شارك:

خدمات مجانية

نعلن عن إطلاق خدمات مجانية
وهذه الخدمات خاصة لاصحاب المدونات الإسلامية
والخدمات هي كالتالي تعاول على انجاح مدونتك
تعاون على نشر منشوراتك
تعاون مشاركة مدونتك 
والكثير 
وستلاحظ الفرق عندما نقدم لك هذه الخدمة 
كل ما عليك هو ترك رابط مدونتك 
في تعليق أسفل هذه الخدمة
شارك:

لا يذكرون الله

قال صلى الله عليه وسلم :
" ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة"
شارك:

تغريدات تويتر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله أربع ؛ سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . لا يضرك بأيهن بدأت . رواه مسلم

_____________________________________
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم :كيف أقول حين أسأل ربي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم قل: (اللهم اغفرلي، وارحمني وعافني ، وارزقني، فإن هؤلاءتجمع لك دنياك وآخرتك ). رواه مسلم.
--------------------------------------------------
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " الآيتانِ من آخر سورةِ البقرةِ من قرأهما في ليلةٍ ، كفتاه " . متفق عليه

شارك:

دروس و محاضرات الشيخ الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى





آثار الصيام والقيام على المؤمن




آثار زلزال البحر على المؤمن



أخطار تهدد وجود المسلمين في الغرب






أدب السؤال






ادعوني أستجب لكم






أزمة حوادث السير






أسرار تنزيل الكتاب







شارك:

قناة اﻷنس المغربية

قناة اﻷنس المغربية اﻹسلامية المستقلة
تردد القناة على قمر النايل سات
التردد 11096
معدل الترميز27500



شارك:

علاج المثانة وما حوت إلى القدمين

.علاج المثانة وما حوت إلى القدمين:
قال عبد الملك: سمعت أهل البصر بالطب والعلل يقولون: إذا استقبل الداء المثانة واجتمع إليها فإن من ماهية ذلك انصراف النفس عن الطعام، ونوم ثقيل، وقشعريرة، وأوجاع كأوجاع القرح فيما بين القرن إلى القدمين، وتقطير البول غير سريع وبثر يخرج تحت الخصيتين، فإذا أحس الإنسان بشيء من ذلك فإن من أنفع دواء به أن يأخذ شيئا من كرفس بأصوله وشيء من بسباس بأصوله فيغسلهما من ترابهما، ثم يطبخهما بماء وعسل، ثم يشرب منهما كل غداة بعد أن يفتره كأسا تامة على الريق، وليحتم من البطنة والوطئ حتى يتفرغ ذلك عنه. فمن توانى عنه أو عجز عن علاجه فإن ذلك يسبب من الأوجاع: أن يستغشي البطن منه غاشية من الكبد، وإسراف من البول، وأرق شديد، وفساد في اللون، وسقوط من ماء البطن في الأنثيين، وقرحة تخرج في غشي المثانة. قال عبد الملك: ومن علاج المثانة إذا أرقت واسترخت وأبردت فلم تحبس البول أن تأخذ الضومران المنقى. فتر منه، ثم تصب الماء عليه فتطبخه، ثم تعصره فتسقيه ذلك الماء فاترا فهو يرده بإذن الله.
ومن علاج المثانة إذا اعتلت وسلس بولها أن يطبخ الحمص الأسود ويقشر فيؤكل ويحتسى مرقه فإنه يصلح المثانة، ويذيب الحصاة التي تصير فليها، ويدر البول، ويقطع حصيره، ويزيد في مني الرجل وفي لبن المرأة، وينزل الحيضة إذا ارتفعت، ويفتح السدد التي تكون في المعدة والكبد، ويخرج الدود وحب القرع من البطن. وإذا طحن فصنع منه شديد المرهم يوضع على الورم الذي يكون في أصل الأربيتين وفي الأنثيين. ألان ذلك وحلله، وإذا عجن بالعسل ووضع على القرحة نفعها وأذهب رطوبتها. ومن علاج المثانة إذا اعتلت أن يطبخ حليبا من لبن المعز، ثم يشربه سخنا بالغد وعلى الريق فإنه ينفع بإذن الله من قروح المثانة، ومن قروح الكليتين والرئة، وقروح الأمعاء، ومن السعال والسل، وطبخه على وجهين أحدهما في قدر ويحمى له الحصباء، أو الحديدة ثم يجعل في اللبن فيغلي بها حتى يشق بعض لدونته. الثاني أن تأخذ مكيالا من اللبن ومكيالا من الماء فتجمعهما في القدر، ثم توقد تحته بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى اللبن، ثم يسقى منه المحتاج إليه بقدر حاجته. قال: ولبن الضأن شبيه بلبن المعز في دوائه إلا أنه أغلظ وأسمن من لبن المعز. ومما ينفع ما تحت السرة من المثانة والكليتين أكل الحبة الخضراء، وهي حب البطم، وحب الضرو وإذا طاب واسود وهو جيد للمعدة وتذهب الحصاة وينفض البول ويدره ويقطع حصره. ومما يصلح المثانة أكل التين الأخضر واليابس فإنه حار لدن وهو يدر البول وينقي الفضول من المثانة ويلين الأورام الصلبة التي تكون في الكبد والطحال ويفتح سددهما. ومما يصلح ما تحت السرة من المثانة والكليتين شرب الرب الذي يصنع من عصير العنب حتى يذهب ثلثاه فإنه حار لين وهو جيد للصدر والسعال، ويزيد في المني، وينزل البول، ويقطع حصره ويلين البطن. ومما يصلح المثانة وينفعها أكل البطيخ فإنه بارد رطب لين ينقي الصدر والمثانة وينزل البول والحيضة، وحبه جيد للصدر والسعال والكليتين والقرح الذي يكون في المثانة إذا طبخ وشرب ماؤه. قال عبد الملك: ومثله أكل اللوز مما يصلح المثانة، ويذيب الحصاة أكل اللوز وشرب سويقه فإنه معتدل وفيه شيء من البرودة وهو ينزل البول ويقطع حصره، وينفع القولنج، ويقتل الدود في البطن، وينفع من لدغ العقارب إذا أكل بالتين، أو بالتمر، أو بالعسل، ويشد الإنسان حلوا كان أو مرا، والمر أقوى. ومما يصلحها أكل الصنوبر وأكل الفستق، وينفع مما ينفع له اللوز إذا وضع على لدغ العقرب. ومما يصلح لها ولما ذكر معها أكل النعنع وهو بلسان الأندلس المنتة، وينفع من الريح الغليظ التي تكون في المعدة والأمعاء ويقطع القيء ويسكنه لطيب ريحه.
ومما ينفع المثانة أن تيبس الورد ثم تدقه وتشربه بماء فاتر على الريق فإنه مجرب نافع إن شاء الله. قال عبد الملك: ومما ينفع من قطر البول أن تأخذ وردا يابسا فتسحقه، ثم تعجنه بدقيق الشعير مغربلا بالخل والعسل وتبسطه على خرقة وتضعه على المثانة، وهي العانة، فإنه يقطع القطر بإذن الله. ومما ينفع من الخاصرة أو الحصاة أن تأخذ أصول الحريق فتغسلها من ترابها وتقطعها تقطيع العجل، ثم تلقيها في العسل النقي الطيب فتدعها فيه ثلاثة أيام، ثم تلعق منها كل غدوات ثلاثة أيام على الريق ملعقة وما زدت من الأيام كان أنفع. ومما ينفع من الخاصرة والحصاة أن تأخذ أصول القصب فتمزع قشره الأعلى ثم تيبسه في غير الشمس ثم تدقه حتى يصير بمنزلة الفلفل وتغربله بغربال شعر، ثم تجعله ذرورا على كل مرق أو مشوي أو بيضة. ومما ينفع من الخاصرة والحصاة أيضا رماد الضرو يشرب بالزيت أو رماد الأصاص يشرب بالماء الساخن الساكب، أو لبن حليب يطبخ بالرضف، ثم يعمد إلى مثله من الزيت فيسكبه عليه في حرارته فيخلطهما جميعا، ثم يشربهما صاحب الحصاة، أو الخاصرة فكل واحد من الثلاثة نافع بإذن الله. ومما ينفع من الحصاة ويخرج النفخة أن تسحق الحرف، ثم تسقيه إياه بماء وعسل على الريق وكذلك تسقيه السنبل بعد سحقه بماء فاتر، وكذلك طبخ أصل السوسن بالزيت ثم تشربه نافع منهما وكذلك شرب زريعة الثوم بماء فاتر نافع منهما. ومما ينفع الحصاة أن يطبخ أطراف الإكليل بماء وعسل أو رب طيب، ثم تشرب منه بقدر شريكه على الريق. ومما ينفع المثانة ويصلحها ويذهب الحصاة الكرفس وهو مثل النعنع في حرارته، وينفع ورقه إذا أكل رطبا من المعدة، ومن الكبد الباردة، وينفع عصير ورقه من الحمى النافض وحبه أقوى وأحر من ورقه، وفيه من الدواء ما في ورقه. ومما ينفع من الخاصرة أن تدق ورق الكرنب حسنا، ثم تعصر من مائه قدر كأس ويجعل من الرب مثله، ثم يشربه في الحمام أو في قصرية. ومما ينفع منها أن تأخذ وزن درهمين من الشب اليماني فتسحقه ناعما ثم تشربه به في ماء سكب غداوة خميس على الريق فإنه نافع بإذن الله. ومما ينفع ويدبغ المثانة ويغلظها ويدر البول منها أكل الرمان بشحمه، وأكل القسطل والبلوط نيا ومشويا، وأكله مشويا أفضل من أكله نيا. وقد يصنع منهما أو من أحدهما سويق كسويق اللوز، ويشرب بالعسل، أو بالسكر فيصلح به المثانة. وقد يطبخ بالماء بعد نزع قشره، ثم يشرب مائه فيصلح المثانة ويدبغها. ومما ينفع من ورم الخصى أن تأخذ السلق فترضه حسنا وتعجنه بالعسل، ثم تقصبه عليه. ومما ينفع منه أيضا أن تغطيه برغوة الماء. ومما ينفع من وجع الشرج أن يكثر من أكل اللوز، ويشرب سويقه وأن يسحق الحرف ويخلط بشيء من دقيق، ثم تعجنه بالخل السخن، وتجعل منه لصوقا فتركبه على الشرج. قال عبد الملك: ومما ينفع من وجع الصلب والوركين أن تأخذ قضبان الزرجون فتقطعها، ثم تحفر في الأرض حفرة فتلقي ذلك الزرجون فيها، ثم تشعلها نارا ثم ترشها فإذا افترت فخذ تبن الشعير فغطها به حسنا، ثم اطرح عليها كساء من صوف، ثم ادهن الذي به وجع الصلب والوركين بزيت، ثم أضجعه على الكساء في الحفرة وغطه حتى يعرق فإنه يرقه بإذن الله. ومما ينفع من وجع الركبة أن تأخذ من ورق التين، ومن ورق الجوز فتسحقه حسنا بشحم اللوز، ثم تعصبه عليها في يوم حار يوكأ به أو تأخذ بعر تيس فحل فتعجنه بالخل، ثم تجعله على خرقة وهي فاتر، ثم تعصبه على الركبة أو تأخذ أصل الحريق فيدق حسنا، ثم يلقى في زيت ويعصب على الركبة والورك أو تفعل بأطراف الأصاص مثل ذلك، أو يعجن خثي البقر بخل حاذق، ثم يعصبها على الركبة والورك فكل ذلك نافع بإذن الله. ومما ينفع من وجع الصلب حيث كان أن تدهنه بزيت طبخ الشبة، أو يدق البلشاقية بورقها وتعصبها عليه أو تأخذ أصل السوسن فترضه بورقه، وتستخرج ماءه فتعجنه بلباب الخبز، ثم تعصبه عليه. ومما ينفع من وجع القدمين أن تر ض الرجلة، ثم تعصبها عليه، أو تأخذ فرث شاة سخونة فتدخل فيه قدميك فإنه نافع بإذن الله.
.ما جاء في السحر وعلاجه:
وعن محمد بن المنكدر أن امرأة قالت لعائشة: يا أم المؤمنين، هل علي من جناح أقيد جملي؟ فقالت: اخرجوا عني الساحرة. ثم أمرت بمكانها فصب عليه ماء وملح. قال عبد الملك: تعني بقولها أقيد جملي أن تسحر زوجها: وكانت عائشة تأمر بدفن الأظفار والشعر، ودم المحاجم مخافة أن يسحر فيه. وروت عمرة أن عائشة رضي الله عنها كانت برت جارية لها ثم إن عائشة اشتكت بعد ذلك ما شاء الله. ثم دخل عليها رجل سندي فقال: إنك مطبوبة. قالت: ومن طبني؟ قال: امرأة من نعتها كذا وكذا. فوصفها لها في حجرها صبي قد بال عليها. قالت عائشة: أي فلانة، لجارية كانت تخدمها. فوجدتها عند جيران لها وفي حجرها صبي قد بال فلما غسلت بول صبيها جاءت فقالت لها عائشة: سحرتني؟ قالت: نعم. قالت: ولم؟ قالت: أحببت العتق. قالت عائشة: أحببت العتق والله لا تعتقين أبدا. ثم أمرت عائشة ابن أخيها أن يبيعها من الأعراب ممن يسيء ملكها فباعها. قالت عائشة: ثم ابتع بثمنها رقبة حتى اعتقها ففعل. قالت عمرة: فلبث ما شاء الله من الزمان، ثم إنها رأت في المنام أن تغتسل من ثلاث آبار يمد بعضها بعضا فإنك تشفين. قالت عمرة: فدخل على عائشة ابن أخيها وعبد الرحمن بن سعيد بن زرارة فذكرت عائشة لهما ذلك فانطلقا إلى قباء فوجدا آبارا ثلاثا يمد بعضها بعضا فاستقيا من كل بئر ثلاثة سحب حتى ملأ السحب من جميعهن، ثم أتوا به عائشة فاغتسلت به فشفيت. وكانت عائشة تأمر المسحور أن يستقبل جرية الماء فيغطس فيه رأسه سبع مرات. وقالت عائشة: من استقبل جرية الماء النهري فغطس فيه رأسه إحدى وعشرين مرة، ثم يغيره في عامه ذلك سحر. وروي أن بنات لبيد بن أعصم اليهودي سحرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى شكية شديدة حتى خيف عليه، ومكث أربعين يوما في شكايته وقد تغير جسمه ودهنه وخامره النسيان، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا محمد أنت مطبوب، يعني مسحور. قال: «ومن طبني؟» قال: بنات لبيد بن أعصم اليهودي. قال: «وفيما؟» قال: في خف طلع ذلك. قال: «وأين وضعته؟» قال: في راعوفة بئر ذروان. قال: «فما دوائه. يا جبريل؟» قال: تنزع ماء البئر حتى تبدوا الراعوفة فتستخرج من تحتها. وكانت البئر في بني بياضة من الأنصار فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستخراج ذلك من البئر وأحضر لذلك أبا بكر وعمر فنزعوا الماء فوجدوه قد تغير كهيئة ماء الحناء، ثم استخرجوا الخف من تحت الراعوفة فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدوا في عقدا معقدا ونزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين فقال له: اقرأ يا محمد! فقال: «وما أقرأ؟» قال: اقرأ: {قل أعوذ برب الفلق} [الفلق: 1]. فكل ما قرأ آية انحلت عقدة إلى آخر المعوذتين. فبرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح. وقال صلوات الله عليه: «ما تعوذت بمثلها». ثم أمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانا فبال على العقد والخف، ثم أحرقا بالنار، وألقيا بعد احتراقهما في حفرة وواروهما بالتراب، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببنات لبيد بن أعصم فاعترفن بما عملن، وكن ثلاثا أو أربعا. قال عبد الملك: والخف حيث يكون الطلع، ثم يذهب الطلع ويبقى موضعه فهو من الخف، والراعوفة الصخرة التي تكون في أسفل البئر يجلس عليها عند تنقيتها. وسئل يحيى بن سعيد عن العبد أبق فيعقد بغير سحر فيغمى عليه الطريق ويمتنع من البول والخلا فيشتد ذلك عليه فيرجع إلى أهله فقال: رأيت كثيرا ممن أدركنا يكره ذلك كراهية شديدة وينهي عنه. قال عبد الملك: هو من السحر ما هو، ولا يحل فعله.
شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة