المسوى شرح الموطا ولي الله الدهلوي ، ت جماعة من العلماء بإشراف الناشر ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1 ، 1403 هـ / 1983 م ، (مجلدان مدمجان برابط واحد = الأول 434 صفحة ، الثاني 537 صفحة) .
إسم الكتاب
المسوى شرح الموطا
المؤلف
الإمام ولي الله الدهلوي
المحقق
جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية
عن الكتاب
كتاب « المسوى شرح الموطا »، لحكيم الهند العلامة الفقيه المحدث « أحمد بن عبد الرحيم المعروف بالشيخ وليّ الله الدهلوي، العمري نسبا الدهلوي وطنا (1114 هـ - 1176 هـ)»، هو أحد شروح "موطأ الإمام مالك" التي صنّفت في شبه القارة الهندية، وهو شرح نفيس طيِّب وفيه نفع كبير، وهو كتابٌ فيه نُكات ولطائف وفوائد.
* وقد عرّف الإمام الدهلوي في مقدمته عن كتابه « المسوى شرح الموطا » قائلا: "هذا، وقد شرح الله صدري - والحمد لله - أن أرتب أحاديثه ترتيبا يسهل تناوله، وأترجم على كل حديث بما استنبط منه جماهير العلماء، وأضمّ إلى ذلك من القرآن العظيم ما لا بد للفقيه من حفظه، ومن تفسير ما لا بد له من معرفته، وأذكر في كل باب مذهب الشافعية والحنفية".
* أماّ عن سبب اختياره لموطأ الإمام مالك، فقد جاء في الصفحة 17 من مقدمة الكتاب، بعدماذكر حيرتَه بسبب اختلاف مذاهب الفقهاء وكثرة أحزاب العلماء وتجاذيهم كلّ واحد عن الآخر إلى جانب - فقال رحمه الله: "... فألهمت الاشارة إلى كتاب "الموطأ" تأليف الإمام الهمام حجة الإسلام مالك بن أنس، وعظم ذلك الخاطر رويدا فرويدا، وتيقنت أنه لا يوجد الآن كتاب ما، في الفقه أقوى من "موطأ الامام مالك"، لأنّ الكتب تتفاضل في ما بينها،إمّا من جهة فضل المصنّف، أو من جهة التزام الصحة، أو من جهة شهرة أحاديثها، أو من جهة القبول لها من عامة المسلمين، أومن جهة حسن الترتيب واستيعاب المقاصد المهمة ونحوها، وهذه الأمور كلها موجودة في "الموطأ" على وجه الكمال بالنسبة الى جميع الكتب الموجودة على وجه الأرض الأن".
جاءت العقائد السماوية كافه بتقرير عقيدة واحدة هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية، وترك عبادة من سواه، فجميع الرسل نادوا في قومهم: {أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} (المؤمنون:32) إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى، قال تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه} (الحج:67).
وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع، ومهيمنة عليها، واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكامًا لحكمة يعلمها، ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ، إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيراً، وأتم الله دينه، كما أخبر تعالى بقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} (المائدة:3).
وقد بحث العلماء الناسخ والمنسوخ ضمن أبحاث علوم القرآن الكريم، وأفرده بعضهم بالكتابة.
والنسخ هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي. وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد.
ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال.
ولمعرفة الناسخ والمنسوخ أهمية كبيرة عند أهل العلم، إذ بمعرفته تُعرف الأحكام، ويعرف ما بقي حكمه وما نُسخ.
وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ، منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابي، فمن أمثلة ما نُقل عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها) رواه مسلم.
ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه في قصة أصحاب بئر معونة: ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ (بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه) رواه البخاري.
ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر.
ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ.
والنسخ على أنواع، فمنها نسخ القرآن بالقرآن، ومثاله نَسْخُ قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} (البقرة:219) فقد نسختها آية: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} (المائدة:90) وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق.
ومنها نَسْخُ السنة بالقرآن، كنسخ التوجُّه إلى قبلة بيت المقدس، الذي كان ثابتًا بالسنة بقوله تعالى: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام} (البقرة:144). ونَسْخُ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة، بصوم رمضان في قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة:185).
ومن أنواع النسخ أيضاً، نَسْخُ السنة بالسنة، ومنه نسخ جواز نكاح المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها) رواه مسلم، وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله: باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً.
ويأتي النسخ في القرآن على ثلاثة أنحاء:
الأول: نسخ التلاوة والحكم معًا، ومثاله حديث عائشة قالت: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات) رواه مسلم.
الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة، ومثاله قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} (الأنفال:66) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (الأنفال:65).
الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومنه ما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها: (ثم نسخن بخمس معلومات) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكمًا لا تلاوة.
ووجود النسخ في الشريعة له حِكَمٌ عديدة، منها مراعاة مصالح العباد، ولا شك فإن بعض مصالح الدعوة الإسلامية في بداية أمرها، تختلف عنها بعد تكوينها واستقرارها، فاقتضى ذلك الحال تغيُّر بعض الأحكام؛ مراعاة لتلك المصالح، وهذا واضح في بعض أحكام المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وكذلك عند بداية العهد المدني وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن حكم النسخ أيضًا ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال وعدمه، ومنها كذلك إرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها، لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب، وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر.
الحمد
لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالكِ يوم الدين , والعاقبة للمتقين , ولا
عدوان إلا على الظالمين .
اللهم
صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعدُ:........
فقد
لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة , كفيلة بأن تصون عفتها ,
وتجعلها عزيزة الجانب , سامية المكانة , وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها
وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة , فما صنعه
الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة , بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة ,
وَوَحْل الابتذال , أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين
كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟ القواعد الأربع لتحصيل (الحلاوة)
* هل أدهشتك أخبارُ الصالحين الذين يحسنون الطمأنينة ويتقنون الخشوع في صلواتهم كمسلم بن يسار الذي كان في صلاة وانهدمت ناحية المسجد ففزع الناس وهربوا وهو في صلاته ما التفت أو كعمرو بن عتبة بن فرقد الذي كان في صلاة فسمعوا صوت أسد فهرب من كان حوله وهو قائم يصلي لم ينصرف؟؟
* هل أعجبتك أحوال العابدين الذين يطيلون الصلاة دون مللٍ ويكثرون السجود دون كللٍ كعثمان رضي الله عنه الذي قرأ القرآن كله في ركعة أو كسفيان الذي سجدة بعد المغرب سجدة فما قام منها حتى نودي للعشاء أو كأحمد الذي كان يصلي في اليوم والليلة 300 ركعة؟
* هل تاقتْ نفسك أن تكون ممن يثبتون على متابعة الطاعات دون انقطاع ويواصلون القربات دون هجر كسعيد بن المسيب الذي ما أذن المؤذن منذ 40 سنة إلا وهو في المسجد وكالأعمش الذي ما فاتته تكبيرة الإحرام 70 سنة وكسليمان التيمي الذي غبر 40 عاما يصوم يوما ويفطر يوما؟
* هل ترغب أن تدخل جنة الدنيا التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة)؟؟
* إننا عندما نقرأ مثل هذه (الصور) المضيئة ونسمع عن مثل هذه الأحوال (الرفيعة) نرجع (الفكر) في أحوالنا السقيمة هل نرى في نفوسنا من الصبر على العبادة والاجتهاد في الطاعة كالذي كان عندهم ؟ ثم نرجع (الفكر) كرتين فينقلب (الفكرُ) خاسئاً وهو حسير
* ما الذي جعلهم يبلغون في (الاجتهاد) منزلةً لا تبارى ويصلون في (الإيمان) درجةً لا تسامى؟
* ما الذي جعلهم يصبرون على (متابعة الطاعات) ويتحملون (شدائد الثبات) ويقامون (إغراءات الراحات)؟؟
* السر يكمن في كلمةٍ واحدة (الحلاوة) نعم إنها (حلاوةُ الإيمان) التي طعموها و(لذة العبادة ) التي ذاقوها
* فالنفسُ لا تترك لذةً إلا إلى لـ(لذة) أعظم منها وأكمل وأي لذة أعظم وأكمل وأكبر من (حلاوة الإيمان)!!؟؟ هذا هو السر إذاً!!
* إنها (حلاوةُ الإيمان) التي تجعل المؤمن يستلذ بطاعته مهما طالت، ويهنأ بـ(عبادته) مهما صعبت، ويصبر على مفارقة اللذات الحسية والشهوات الدنيوية مهما قويت وكثرت
* (حلاوة الإيمان) هي مفتاحُ الثبات على طاعة الله وسر الصمود أمام الفتن والشهوات وإن القلب متى ما خالطته بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وحيي بروح الوحي وتمهدت طبيعته بأنوار الشريعة =كملت له لذته وتناهت فيه سعادته
* وقد تأملتُ في نصوص الوحيين أبحث عن سر اكتساب هذه اللذة ومفاتيح تحصيل هذه الحلاوة فوجدتُ أربعة قواعد ذهبية من طبقها بيقين ونفذها بتصديق واستعملها بخضوع =فاز باللذة العظيمة وحاز على الحلاوة التامة القاعدة الأولى/ بقدر (محبتك) تكون (لذتك) محبةُ الله هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه فقد حلت بقلبه جميع الأسقام
& وقانون الحب يقضي بأن اللذة تتبع الحب وتنبع منه فلو سألتَ عاشقاً متيماً عن لذته عندما يكلم معشوقته أو يجالسها أو يسمع حديثها لقال لك : وحديثها السحر الحلال لو أنه* * لم يجن قتل المسلم المتحرز إن طال لم تملل وإن هي أوجزت* * ود المحدث أنها لم توجز * وكذلك حال من أحب طعاماً فإن لذته تعظم إذا أكله، ومن أحب بلاداً فلذته تكبر إذا زارها، ومن أحب الدنيا فلذته لاتكون إلا في تحصيل متاعها * وحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).متفق عليه هذه الثلاث كلها في (المحبة)
& وفي قانون الحب من أحب شيئا= أحب مايحبه ،وكره مايكره * فكلما عظمت محبةُ الله في قلبك وجدتَ اللذة في طاعته، وشعرت بالحلاوة في مناجاته، وذقت الطمأنينة في الاتصال به & وفي قانون الحب : أن المحبةَ العظيمة= تنتج شوقاً عظيماً * وأعظمُ لذة في الدنيا : أن تشتاق لله كما أن أعظم لذة في الآخرة: أن تنظر لوجه الكريم لذا جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه (وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك) رواه أحمد والنسائي & فإن سألتَ كيف تنمي حب الله في قلبك فالجواب بأمرين: 1-أن تعلمَ ضعفك وعجزك وقلةَ حيلتك 2-وأن تتفكر في سعة رحمة الله وإحسانه لك وتوالي نعمه عليك القاعدة الثانية / كن (راضياً) تكن (مرضياً) & في قانون الحب: كل ما جاء من الحبيب (حبيب) ومن لوازم المحبة الصادقة =الرضا بالمحبوب والرضا عنه فالرضا بالله والرضا عن الله من أعظم مقامات الإيمان وأرفع مدراج السالكين
* وينتج عن الرضا بالله والرضا عنه حلاوة لا يدرك كنهها إلا من ذاقها ولا يتصور حلاوتها إلا من جربها
* في باب الرضا بالله يقول المصطفى عليه وسلم (ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضيَ باللَّهِ ربًّا ، وبالإسلامِ دينًا ، وبمحمَّدٍ رسولًا) رواه مسلم
* وفي باب الرضا عن الله يقول عليه الصلاة والسلام (إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) رواه أبو داود والترمذي
* فمن رضي بالله ربا حاز اللذة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) ومن رضي بالله إلها ومعبودا حصل السعادة (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) ومن رضي بالله محبوبا فقد نال الحلاوة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا) ومن رضي بدينه ونبيه وشرعه فقد تمت له الطمأنينة (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا )
* والمحبة والرضا هما أكملُ مراتب الإيمان، وليسا كالخوف والرجاء فإن الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان المتلبس بهما في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة بخلاف الخوف والرجاء فإنهما يفارقان أهل الجنة لحصول ماكانوا يرجونه وأمنهم مما كانوا يخافونه
& وإذا سألتَ كيف أصلُ لمقام الرضا فالجواب: أن تلزم ماجعل الله فيه رضاه فإنه يوصلك إلى إلى مقام الرضا ولابد القاعدة الثالثة/ التزكية قبل (التحلية) لو أعطيتك إناءً متسخاً بالقاذورات وصببتُ لك فيه عسلاً صافياً وطعمته فهل ستشعر بحلاوة العسل ؟ كذلك القلب الذي امتلأ بقاذورات المعاصي وأدران الخطايا وأوساخ الشهوات لن يجد حلاوةَ الإيمان إلا عندما يطهر وينظف
* وقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم (ثلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فقدْ طعِمَ طعْمَ الإيمانِ : مَنْ عبَدَ اللهَ وحْدَهُ وأنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأعْطَى زكاةَ مالِهِ طيِّبَةً بِها نفْسُهُ ، ، وزَكَّى نفْسَهُ) صحيح الجامع 3041 وقد أقسم ربنا جل جلاله 11 قسما (أطول قسم في القرآن ) ليقرر حقيقة مهمة (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا) وتزكية النفس تكون: بكثرة الطاعات واجتناب المحرمات
* فمن أوغل في مستنقعات المعاصي لن يجد اللذة ولن يهنأ بالحلاوة يقول بشر بن الحارث رحمه الله : "لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطًا من حديد".
&وفي قانون الحب: الاقتراب من المحبوب لذة وحلاوة لذا كان إمام العابدين صلى الله عليه وسلم يحد الراحة في الصلاة التي هي أمتن سبل القرب من الله (أرحنا بها يابلال) ويجد فيها الحلاوةَ والنعيم (وجعلت قرة عيني في الصلاة)
* فإذا أردتَ الحلاوة فاستكثر من الطاعات واحذر من أن تنخدع ببريق الشهوات وتنطلي عليك حيل الشيطان في أن اللذة في الهوى والعصيان (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب )
&فإذا سألتَ عن أكبر سبب يعين على تزكية النفس فالجواب في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: (أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان)رواه الطبراني وصححه الألباني القاعدة الرابعة / دعاؤك=هناؤك الدعاءُ سلاحُ المؤمن الذي لا ينبو، ومصباحه الذي لا يخبو، وفرسه الذي لا يكبو فمن طلب الحلاوة فليستمطرها بالدعاء
* فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل ربــّه حلاوةَ الإيمان ويسأله أسبابها ففي سؤال الحلاوة يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرةَ عين لا تنقطع) رواه أحمد والنسائي وقرة العين هي نعيم القلب وحلاوته
* وسأل الله أسبابها ففي الحب يقول (وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ) رواه أحمد وزالترمذي وفي الرضا ( وأسألُك الرضا بالقضاءِ ) رواه أحمد والنسائي وفي التزكية (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها . وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها . أنت وليُّها ومولاها ) رواه مسلم
* فهذه قواعدٌ أربع تحصـّل بها لذةَ العبادة وتجد بتحقيقها حلاوةَ الإيمان فبادر لتطبيقها ونشرها وستجد من الحلاوة بعد ذلك مايجعلك تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر، وتتصدق فلا تضجر، وتقرأ القرآن فلا تهجر