محمد صديق المنشاوي

9

كتاب المسوى شرح الموطا

 المسوى شرح الموطا 

 ولي الله الدهلوي ، ت جماعة من العلماء بإشراف الناشر ، دار الكتب العلمية ، بيروت ،

 ط 1 ، 1403 هـ / 1983 م ، (مجلدان مدمجان برابط واحد = الأول 434 صفحة ،

 الثاني 537 صفحة) .




 إسم الكتاب
 المسوى شرح الموطا
 المؤلف
 الإمام ولي الله الدهلوي
 المحقق
 جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية
 عن الكتاب
  كتاب « المسوى شرح الموطا »، لحكيم الهند العلامة الفقيه المحدث « أحمد بن عبد الرحيم المعروف بالشيخ وليّ الله الدهلوي، العمري نسبا الدهلوي وطنا (1114 هـ - 1176 هـ)»، هو أحد شروح "موطأ الإمام مالك" التي صنّفت في شبه القارة الهندية، وهو شرح نفيس طيِّب وفيه نفع كبير، وهو كتابٌ فيه نُكات ولطائف وفوائد.
* وقد عرّف الإمام الدهلوي في مقدمته عن كتابه « المسوى شرح الموطا » قائلا: "هذا، وقد شرح الله صدري - والحمد لله - أن أرتب أحاديثه ترتيبا يسهل تناوله، وأترجم على كل حديث بما استنبط منه جماهير العلماء، وأضمّ إلى ذلك من القرآن العظيم ما لا بد للفقيه من حفظه، ومن تفسير ما لا بد له من معرفته، وأذكر في كل باب مذهب الشافعية والحنفية".
* أماّ عن سبب اختياره لموطأ الإمام مالك، فقد جاء في الصفحة 17 من مقدمة الكتاب، بعدما  ذكر حيرتَه بسبب اختلاف مذاهب الفقهاء وكثرة أحزاب العلماء وتجاذيهم كلّ واحد عن الآخر إلى جانب - فقال رحمه الله: "... فألهمت الاشارة إلى كتاب "الموطأ" تأليف الإمام ‏الهمام حجة الإسلام مالك بن أنس، وعظم ذلك الخاطر رويدا فرويدا، ‏وتيقنت أنه لا يوجد الآن كتاب ما، في الفقه أقوى من "موطأ الامام مالك"، لأنّ الكتب تتفاضل في ما بينها،  إمّا من جهة فضل المصنّف، أو من جهة التزام الصحة، أو من جهة شهرة أحاديثها، أو من جهة القبول لها من عامة المسلمين، أومن جهة حسن الترتيب واستيعاب المقاصد المهمة ونحوها، وهذه الأمور كلها موجودة في "الموطأ" على وجه الكمال بالنسبة الى جميع الكتب الموجودة على وجه الأرض الأن". 
عدد الأجزاء
 2  
 Pdf   تحميل

شارك:

خطاب الضمان حقيقته ، وحكمه

خطاب الضمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :
فإن من نوازل العصر وقضاياه جريان المعاملة بخطابات الضمان لدى
البنوك الأهلية مع المستفيد شخص اعتباري أو طبيعي أو حُكْمِي وتجلية
موقعها من الشريعة المطهرة يقتضي إعطاء التصور الكامل لطبيعة خطابات
الضمان وخطواتها الإجرائية وأنواعها وما جرى مجرى ذلك من القوالب التي
تسير عليها ثم تنزيل الفقه الشرعي عليها . فاقتضى الحال إدارة التقييد فيها
في مبحثين :





المبحث الأول : خطاب الضمان . تعريفه .. نوع الطرف المستفيد ..
الغرض منه .. خطواته الإجرائية ... أنواعه .
المبحث الثاني : الفقه الشرعي لخطاب الضمان . وبيان كل منها على
ما يلي :


المبحث الأول
خطاب الضمان (1)
وفيه الفروع الآتية :
1- حقيقته :
خطاب الضمان المصرفي : هو تعهد قطعي مقيد بزمن محدد غير
قابل للرجوع يصدر من البنك بناء على طلب طرف آخر (عميل له) بدفع
مبلغ معين لأمر جهة أخرى مستفيدة من هذا العميل لقاء قيام العميل
بالدخول في مناقصة أو تنفيذ مشروع بأداء حسن ليكون استيفاء المستفيد
من هذا التعهد (خطاب الضمان) متى تأخر أو قصر العميل في تنفيذ ما
التزم به للمستفيد في مناقصة أو تنفيذ مشروع ونحوهما ، ويرجع البنك بعد
على العميل بما دفعه عنه للمستفيد .
2- أركانه :
من هذا يتضح أن أركان خطاب الضمان أربعة وهي :
1- البنك : وهو الطرف (الضامن) . والضامن هو من التزم ما على
غيره .
__________
(1) صار الرجوع في هذا المبحث إلى مذكرة إيضاحية لمؤسسة النقد العربي السعودي
موجهة لوزارة العدل برقم 4646 / م / 444 في 28 / 3 / 1404هـ ، وكتاب المصارف
لغريب الجمال ، والبنك اللاربوي في الإسلام لمحمد باقر الصدر ، الربا
والمعاملات المصرفية للشيخ عمر المترك - رحمه الله تعالى - .



2- العميل : وهو الطرف (المضمون عنه) .
3- المستفيد : وهو الطرف (المضمون له) . وهو رب الحق الذي
التزمه الضامن .
4- قيمة الضمان : وهو (المبلغ المضمون) . والمضمون به هو الحق
الذي التزم الضامن . فإذا أطلق خطاب الضمان حوى هذه الأركان .
3- الشخص العميل (المضمون عنه) :
يكون شخصية حكمية (اعتبارية) كالشركة أو المؤسسة ممثلة في
(مديرها المسؤول) ، ويكون شخصاً طبيعياً .
4- المستفيد : (المضمون له) :
عادة لا يكون إلا شخصية اعتبارية كمصلحة حكومية أو مؤسسة أو
شركة معروفة ومن النادر أن يكون شخصاً طبيعياً .
5- أهدافه :
لخطاب الضمان أهمية كبيرة في حماية المستفيد (المضمون له)
حكومة أو شركة لضمان تنفيذ المشاريع أو تأمين المشتريات وفق شروطها
ومواصفاتها وفي أوقاتها المحددة . ففيها توفير الضمان للمستفيد عن أي
تقصير تنفيذي أو زمني من الطرف العميل إضافة إلى أن البنك لا يقبل
في استقبال خطاب الضمان ، وأن يكون طرفاً مع العميل لصالح المستفيد
إلا إذا توفرت لديه القناعة بكفاءة العميل المالية والمعنوية . ففي
هذا ضمان إضافي إلى سابقه أن لا يدخل في المشاريع والمناقصات إلا
شخص قادر على الوفاء بما التزم به .



6- طريقة إصدار خطاب الضمان :
يقدم طالب خطاب الضمان طلباً للبنك يحدد فيه مبلغ الضمان ومدته
والجهة المستفيدة والغرض من الضمان ، ويجب أن تكون لدى البنك قبل
إصداره الضمان المذكور القناعة بأن كفاءة العميل المالية والمعنوية كفيلة
بالوفاء بالتزامه فيما إذا طلب منه دفع قيمة الضمان أو تمديده ، وإذا كان
مبلغ الضمان كبيراً فإن البنك يطلب عادة تأمينات لقاء ذلك إما أن تكون
رهناً عقارياً مسجلاً أو رهن أسهم في شركات بإيداع أوراق مالية لدى البنك
يسهل تحويلها إلى نقد فيما لو طلب من البنك دفع قيمة مبلغ الكفالة مع
خطاب من مودعها ما يتنازل عنها إذا اقتضى الأمر أو كفالة بنك خارجي
معروف ، وإضافة إلى كل ذلك فإن البنك يحتفظ عادة بتأمينات نقدية
يودعها العميل بنسبة حوالي 25% من قيمة الضمان وقد تزيد هذه النسبة
أو تقل تبعاً لمركز العميل المالي والمعنوي ولطبيعة المشروع الذي قدم
الضمان من أجله ، وبعد كل هذه الإجراءات يقوم البنك بإصدار الضمان .
7- أنواع خطابات الضمان :
تجري المعاقدة عليها على أنواع :
أولاً : خطاب الضمان الابتدائي :
ويكون مقابل الدخول في مناقصات أو مشاريع ويكون مبلغ الضمان
مساوياً لـ 1% من قيمة المناقصة أو أكثر ، وساري المفعول لمدة معينة وعادة
تكون لثلاثة أشهر ، وهذا التعهد المصرفي (خطاب الضمان) يقدمه
العميل للمستفيد من مصلحة حكومية أو غيرها . ليسوغ له الدخول في



المناقصة مثلاً فهو كتأمين ابتدائي يعطي المستفيد الاطمئنان على قدرة
العميل على الدخول في المناقصة . ولا يسوغ إلغاء هذا الخطاب إلا
بإعادته بصفة رسمية من الجهة المقدم إليها (المستفيد) .
ثانياً : خطاب الضمان النهائي :
وهذا يكون مقابل حسن التنفيذ وسلامة الأداء في العملية من مناقصة
أو مشروع ونحو ذلك ويكون مبلغه بنسبة 5% من قيمة المشروع أو
المناقصة وهو مغياً بمدة عام كامل مثلاً قابل للزيادة . وهذا التعهد البنكي
(خطاب الضمان النهائي) يقدمه العميل للمستفيد من مصلحة حكومية أو
غيرها ليستحق المستفيد الاستيفاء منه عند تخلف العميل عن الوفاء بما
التزم به فهو كتأمين نهائي عند الحاجة إليه ، ولا يكون إلغاؤه إلا بخطاب
رسمي من الطرف المستفيد .
ثالثاً : خطاب الضمان مقابل غطاء كامل لنفقات المشروع أو
المناقصة :
(أي مقابل سلفة يقدمها العميل إلى البنك على حساب المشروع مثلاً
لصالح الطرف المستفيد والغاية منه كما في سابقه) ثانياً : - الخطاب
النهائي - .
رابعاً : خطاب الضمان : (ضمان المستندات) :
وهناك نوع رابع من خطابات الضمان يقدمه المصرف لصالح شركات
الشحن أو وكالات البواخر ، في حالة وصول البضاعة المستوردة إلى الميناء
المحدد وتأخر وصول مستندات الشحن الخاصة بالبضاعة إلى ذلك
المصرف الذي جرى الاستيراد عن طريقه . فخشية من أن يلحق بالبضاعة



تلف من جراء تأخر بقائها في جمرك الميناء يكون الضمان المذكور تعهداً
من المصرف بتسليم مستندات الشحن الخاصة بالبضاعة إلى وكلاء البواخر
فور وصولها . واستناداً إلى هذا الضمان يتم فسح البضاعة للمستورد .
ولإصدار مثل هذا الضمان يقدم العميل المستورد طلباً بذلك إلى المصرف
ويسدد قيمة اعتماد الاستيراد بالكامل (وهي قيمة البضاعة المستوردة) ومن
ثم يصدر المصرف خطاب الضمان ويسلمه إلى العميل فيقوم العميل
بتسليمه إلى وكلاء الباخرة المعنيين .
8- مدى استفادة البنك من خطاب الضمان :
هذا التعهد الذي ألزم البنك به نفسه مع العميل له بأن يدفع للطرف
المستفيد من عميله المبلغ الصادر بموجبه خطاب الضمان ووفق ما فيه من
شروط وإجراءات للبنك من وراء هذا مصلحة مادية وهي ما تسمى بالعمولة
بمعنى أن البنك يستحق بالشرط على العميل نسبة مئوية معينة مقابل هذا
التعهد وهذه الخدمة نحو 2% حسبما يتم الاتفاق عليه .
(وبهذا ينتهي المبحث الأول الذي يعطي التصور الكامل لخطابات
الضمان الجارية في المصارف مع عملائها أمام المستفيدين منهم) .



المبحث الثاني
الفقه الشرعي لخطاب الضمان
قد علم بأصل الشرع جواز الضمان وهو : ضم ذمة الضامن إلى ذمة
المضمون في التزام الحقوق المستحقة ، بمعنى التزام دين على آخر ، وهو
عقد إرفاق وإحسان جاء به الشرع مع ما فيه من توثيق للحقوق وحفظ لها .
وخلاصة ما تقدم في المبحث الأول لطبيعة خطاب الضمان تنحصر
في الفقرتين الأخيرتين منه وهما :
1- أنواعه .
2- عمولة البنك لقاءه .
أما أنواعه الأربعة المتقدمة فلم يظهر في ماهيتها ما يخرج عن
المنصوص عليه في أحكام الضمان شرعاً ، وتوفر شروطه فالضامن البنك
ممن يصح تبرعه ، ولوجود رضى الضامن وكون الحق معلوماً حالاً أو مآلاً
وأن أجله معلوم غير مجهول . سوى ما جاء في النوع الأول وهو خطاب
الضمان الابتدائي . فإنه من باب ضمان ما سيجب وضمان ما لم يجب
عقد معلق ، وقد علم أن الضمان عقد التزام لازم فلا يعلق كغيره من العقود
اللازمة ، ولأن الضامن التزم ما لم يلزم الأصيل المضمون عنه وهو (العميل)
بعد ، لكن الجمهور من أهل العلم على جوازه وهو مذهب الأئمة الثلاثة
- أبي حنيفة ، ومالك ، وأحمد ، والشافعي - في القديم والخلاف المذكور
للشافعي في الجديد وما ذهب إليه الجمهور ألصق بأصول الشرع لا سيما



إباحة التعامل في الأصل ما لم يعتوره مانع من غرر ونحوه ولا يظهر في
ضمان ما لم يجب بعد ما يمنع فيبقى على الأصل (1) . والله أعلم ، ولهذا قال
الحنابلة في تعريف الضمان : هو التزام ما وجب أو يجب على غيره مع
بقائه عليه . أو : هو ضم الإنسان ذمته إلى ذمة غيره فيما يلزمه حالاً أو
مآلاً (2) .
وقالوا في ضمان ما يؤول إلى الوجوب (يصح الضمان بالحق الذي
يؤول إلى الوجوب فيصح الضمان بما يثبت على فلان أو بما يقر به أو بما
يخرج بعد الحساب عليه أو بما يداينه فلان) .
أخذ العمولة عليه :
أي أخذ (الأجرة) لا (الجعالة) فإن الجعالة : أن يجعل جائز التصرف
شيئاً معلوماً لمن يعمل له عملاً معلوماً أو مجهولاً من مدة معلومة أو مجهولة
فلا يشترط العلم بالعمل ولا المدة ولا تعيين العامل للحاجة .
فهي إذن : التزام مال في مقابلة عمل لا على وجه الإجارة فليس ما
هنا مما هنالك إضافة إلى أن الجعالة : عقد جائز من الطرفين لكل من
العاقدين فسخها بخلاف الإجارة فهي عقد لازم ابتداء .
وإن كان وقع في عبارات بعضهم باسم الجعل على الضمان ففي هذا
__________
(1) انظر : فتح القدير 5 / 402 ، حاشية ابن عابدين 5 / 301 ، الشرح الكبير مع
الدسوقي 3 / 333 ، وقوانين ابن جزي ص 353 ، روضة الطالبين للنووي
4 / 244 ، والغاية القصوى للبيضاوي 4 / 592 ، كشف المخدرات للبعلي ص
252 ، بداية المجتهد 2 / 298 .
(2) شرح منتهى الإرادات 2 / 108 ، 110 .



تسامح في التعبير أو على سبيل النزول بمعنى : أنه إذا لم يجز الجعل
فالإجارة من باب أولى ، وإن كانت الجعالة في معنى الإجارة لكن الجعالة
أوسع من باب الإجارة فالجعالة كما علمت في تعريفها فلا يشترط العلم
بالعمل ولا المدة ويجوز فسخها من الطرفين بخلاف الإجارة فهي عقد
على منفعة أو عين لازم من الطرفين لا يملك أحدهما فسخها .
وعليه فإن جمهور أهل العلم على تقرير عدم الجواز لأخذ العوض
على الضمان كما في مجمع الضمانات على مذهب الإمام أبي حنيفة
للبغدادي ص / 282 . والشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي 3 / 404 .
والشرح الصغير 3 / 242 والفروع لابن مفلح الحنبلي 4 / 207 ، وكشاف
القناع 3 / 262 .
وغيرها مصرحة بالمنع وعدم الجواز ، وجماع تعليلهم للمنع فيما يلي :
1- إنه يؤول إلى قرض جر نفعاً وجه ذلك : إنه في حال أداء الضامن
للمضمون له يكون العوض مقابل هذا الدفع الذي هو بمثابة قرض في ذمة
المضمون عنه . وفي خطاب الضمان : أقوى في بعض أحواله لأن المستفيد
يستوفي عادة من البنك لا من العميل .
2- إن هذا العقد مبناه على الإرفاق والتوسعة والإحسان ففي أخذ
العوض لقاءه دفع لمقصد الشارع منه .
3- إنه في بعض حالات الضمان يستوفي المضمون له من المضمون
عنه فيكون أخذ الضامن للعوض بلا حق وهذا باطل ، لأنه من أكل المال
بالباطل . وفي خطاب الضمان الابتدائي أو المستندي مثلاً يستوفي
المضمون له المستفيد من العميل لا من البنك .



وههنا تنبيهان :
الأول : جرى في القواعد الفقهية قولهم : الأجر والضمان لا
يجتمعان . وهذه القاعدة ليست مما نحن فيه من أحكام الضمان ، لأن
الضمان هنا يقصد به (ضمان المتلفات) .
الثاني : جرى في القواعد الفقهية لهم قولهم : (ليس كل ما جاز فعله
جاز إعطاء العوض عليه) بل فيه ما يجوز كالجعالة على رد الآبق . وما
يمتنع كالعوض على الضمان واللهو المباح ونحو ذلك . كما جاء في فتاوي
شيخ الإسلام ابن تيمية 30 / 215 - 216 .



النتيجة
مما تقدم تُعلم الحقيقتان الآتيتان :
الأولى : إن خطاب الضمان من حيث الغطاء له من قبل العميل ثلاثة
أحوال :
1- خطاب ضمان ليس له غطاء البتة :
فهذا ينسحب عليه ما قرره جمهور العلماء من منع العوض على
الضمان فهكذا في هذه الحالة من خطابات الضمان .
2- خطاب ضمان له غطاء كامل من العميل :
فهذه الحالة والله أعلم لا يظهر في العوض عليها " أجرة المثل " ما
يمنع في حق الضامن أو المضمون عنه ، لأن هذا العوض (العمولة) مقابل
الخدمات الإجرائية ففي حال دفع المصرف للمستفيد فهو من مال
المضمون عنه ، وفي حال عدم دفعه فهو مقابل حفظه لماله وخدماته
لذلك .
3- خطاب ضمان قد صار الغطاء لنسبة منه :
فهذه تنسحب عليها أحكام الحالتين قبلها فيجوز فيما قابل المغطى
لا فيما لم يقابله - والله أعلم - .
وأختم هذا المبحث برأي رشيد للعلامة الشيخ عمر بن عبد العزيز
المترك في كتابه (الربا والمعاملات المصرفية) إذا قال - رحمه الله تعالى



وغفر له آمين - ص / 309 :
(والذي أرى أنه إذا كان الضمان مسبوقاً بتسليم جميع المبلغ
المضمون للمصرف أو كان له غطاء كامل فلا يظهر في أخذ الجعالة عليه
شيء ، لأن العمولة التي يأخذها المصرف في هذه الحالة مقابل خدماته
كالعمولة التي تؤخذ من قبله في عملية التحويل بالشيكات ، لأن هذه
العملية ليست مقابل عملية قرض ولا ما يؤول إلى قرض ، لأن المصرف
لا يدفع من ماله شيئاً ، وإنما يدفع ما التزمه بموجب الضمان من مال
المضمون عنه الموجود لديه ، أما إذا كان خطاب الضمان غير مغطى فلا
أرى جواز أخذ الجعالة عليه ، لأن هذا الضمان قد يؤدي إلى قرض فيكون
قرضاً جر فائدة ، والربا أحق ما حميت مراتعه وسدت الطرائق المفضية
إليه .
لذا فإني أرى أن على طالب الضمان أن يضع لدى الجهة الضامنة
له مبلغاً يساوي المبلغ المضمون وهذا إجراء متفق مع الأصول الائتمانية
المتبعة في بعض المصارف حيث تطلب من العميل المضمون أن يحجز
لديه مبلغاً مساوياً لقيمة خطاب الضمان ، وهو ما يسمى بالغطاء الكامل
يكون رهناً لكي يسدد منه فيما لو اضطر المصرف إلى تنفيذ التزامه ويفرج
عنه عندما يتحرر المصرف من ضمانه .
وفي هذا الإجراء من الفوائد مما لا يخفى منها :
1- عدم إفساح المجال لمن ليس لهم المقدرة على الوفاء بالتزاماتهم
في الدخول في المناقصات والعطاءات .
2- إن فيه حداً من التعامل الجشع والتوسع في الأعمال بما ليس في
استطاعة الإنسان القيام به مما يعود عليه بالضرر وتنعكس عليه آثاره السيئة



ذلك أن المناقص قد يقدم ضماناً مصرفياً بمبلغ ليس في استطاعته الوفاء
به مما قد يضطره في النهاية إلى الخضوع لما تفرضه عليه المصارف من
فوائد ربوية لقاء تسديده بمقتضى الضمان الذي التزمته) . اهـ . والله تعالى
أعلم .
شارك:

تحريف الكتاب المقدس

تحريف الكتاب المقدس مصداقاً

 لقول الله

وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا



مشاهدة طيبة 





شارك:

عند موتك لا تقلق

عند موتك لا تقلق




لا تقلق ولا تهتم عند موتك بجسدك فالمسلمون 

سيقومون باللازم:

 يجردونك من ملابسك

 يغسلونك

 يكفنونك

 ويخرجونك من بيتك إلى حفرتك (قبرك)

وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتك بل سيلغي الكثير

 منهم أعماله لأجل دفنك وقد يكون الكثير منهم

 لم يفكر في نصيحتك يوما..

اغراضك سيتم التخلص منها

 مفاتيحك

 كتبك شنطك

 احذيتك ملابسك

 وان كان اهلك موفقين فسوف يتصدقون بها لتنفعك

وتأكد بأن:

 الدنيا لن تحزن عليك!

 والعالم والإقتصاد سيستمر!

 عملك سيأتي غيرك ليقوم به!

 أموالك ستذهب حلالا للورثة

 وأنت ستحاسب عن النقير والقطمير!

الحزن أنواع:

 الناس الذين يعرفونك سطحيا سيقولون مسكين!

أصدقاؤك سيحزنون ساعات ثم يعودون

 إلى سوالفهم وضحكهم!

الحزن العميق في البيت!

 أهلك إسبوع إسبوعين شهر

 ومن ثم سيضعونك في الأرشيف

" إنتهت قصتك بين الناس "

 لن ينفعك مدح الناس يومئذ

 ولن يضرك ذم الناس يومئذ

وبدأت قصتك مع الآخرة

 والسؤال المطروح :

 ماذا أعددت لقبرك وآخرتك '̣

شارك:

من روائع الإعجاز العلمي في القرآن

من روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم




إن من اروع ما وصل إليه الانسان في الاعجاز

 العلمى لكتاب الله الكريم عن مادة : الميثالونيدز

هى مادة يفرزها مخ الإنسان والحيوان بكميات قليلة .

وهى مادة بروتينية بها كبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفسفور ...

وتعتبر هذه المادة هامة جدا لجسم الانسان ; ... (خفض الكلسترول – التمثيل الغذائى – تقوية القلب – وضبط التنفس )

ويزداد افراز هذه المادة من مخ الانسان تدريجيا بداية من سن 15 حتى سن 35 سنة ،... ثم يقل افرازها بعد ذلك حتى سن الستين .

لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الانسان
اما بالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة .

لذا اتجهت الانظار للبحث عنها فى النباتات
وقام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية والتى لها اكبر الاثر فى ازالة اعراض الشيخوخة ...

فلم يعثروا عليها الا فى نوعين من النباتات التين والزيتون .

وصدق الله العظيم اذ يقول فى كتابة العظيم :

{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ(2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ(3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ(4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
شارك:

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم


جاءت العقائد السماوية كافه بتقرير عقيدة واحدة هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية، وترك عبادة من سواه، فجميع الرسل نادوا في قومهم: {أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} (المؤمنون:32) إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى، قال تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه} (الحج:67). 

وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع، ومهيمنة عليها، واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكامًا لحكمة يعلمها، ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ، إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيراً، وأتم الله دينه، كما أخبر تعالى بقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} (المائدة:3). 

وقد بحث العلماء الناسخ والمنسوخ ضمن أبحاث علوم القرآن الكريم، وأفرده بعضهم بالكتابة. 

والنسخ هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي. وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد. 

ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال. 

ولمعرفة الناسخ والمنسوخ أهمية كبيرة عند أهل العلم، إذ بمعرفته تُعرف الأحكام، ويعرف ما بقي حكمه وما نُسخ.

وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ، منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابي، فمن أمثلة ما نُقل عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها) رواه مسلم.

ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه في قصة أصحاب بئر معونة: ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ (بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه) رواه البخاري

ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر. 

ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ. 

والنسخ على أنواع، فمنها نسخ القرآن بالقرآن، ومثاله نَسْخُ قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس} (البقرة:219) فقد نسختها آية: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} (المائدة:90) وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق. 

ومنها نَسْخُ السنة بالقرآن، كنسخ التوجُّه إلى قبلة بيت المقدس، الذي كان ثابتًا بالسنة بقوله تعالى: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام} (البقرة:144). ونَسْخُ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة، بصوم رمضان في قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة:185). 

ومن أنواع النسخ أيضاً، نَسْخُ السنة بالسنة، ومنه نسخ جواز نكاح المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها) رواه مسلم، وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله: باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً.

ويأتي النسخ في القرآن على ثلاثة أنحاء:

الأول: نسخ التلاوة والحكم معًا، ومثاله حديث عائشة قالت: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات) رواه مسلم

الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة، ومثاله قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} (الأنفال:66) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (الأنفال:65).

الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومنه ما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها: (ثم نسخن بخمس معلومات) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكمًا لا تلاوة. 

ووجود النسخ في الشريعة له حِكَمٌ عديدة، منها مراعاة مصالح العباد، ولا شك فإن بعض مصالح الدعوة الإسلامية في بداية أمرها، تختلف عنها بعد تكوينها واستقرارها، فاقتضى ذلك الحال تغيُّر بعض الأحكام؛ مراعاة لتلك المصالح، وهذا واضح في بعض أحكام المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وكذلك عند بداية العهد المدني وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. 

ومن حكم النسخ أيضًا ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال وعدمه، ومنها كذلك إرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها، لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب، وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر.
شارك:

كتاب الحجاب لماذا ؟؟

كتاب الحجاب لماذا ؟؟


لفضيلة الشيخ/ د.
محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم

بداية الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالكِ يوم الدين , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين .
اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعدُ:........

فقد لقيت المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عناية فائقة , كفيلة بأن تصون عفتها , وتجعلها عزيزة الجانب , سامية المكانة , وإن القيود التي فُرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة , فما صنعه الإسلام ليس تقيدًا لحرية المرأة , بل هو وقاية لها أن تسقط في دَرَكِ المهانة , وَوَحْل الابتذال , أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين 


نوع الكتاب DoC
حجم 115.5 KB
اضغط هنا لتنزيل الملف

أي مشكل على الروابط لا تنسى إعلامنا بذالك
شارك:

كتاب كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟

كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟

رابط تحميل الكتاب تحت الكتابة
كيف تدخل (جنة الدنيا)؟؟
القواعد الأربع لتحصيل (الحلاوة)

هل أدهشتك أخبارُ الصالحين الذين يحسنون الطمأنينة ويتقنون الخشوع في صلواتهم كمسلم بن يسار الذي كان في صلاة وانهدمت ناحية المسجد ففزع الناس وهربوا وهو في صلاته ما التفت أو كعمرو بن عتبة بن فرقد الذي كان في صلاة فسمعوا صوت أسد فهرب من كان حوله وهو قائم يصلي لم ينصرف؟؟

هل أعجبتك أحوال العابدين الذين يطيلون الصلاة دون مللٍ ويكثرون السجود دون كللٍ كعثمان رضي الله عنه الذي قرأ القرآن كله في ركعة أو كسفيان الذي سجدة بعد المغرب سجدة فما قام منها حتى نودي للعشاء أو كأحمد الذي كان يصلي في اليوم والليلة 300 ركعة؟

هل تاقتْ نفسك أن تكون ممن يثبتون على متابعة الطاعات دون انقطاع ويواصلون القربات دون هجر كسعيد بن المسيب الذي ما أذن المؤذن منذ 40 سنة إلا وهو في المسجد وكالأعمش الذي ما فاتته تكبيرة الإحرام 70 سنة وكسليمان التيمي الذي غبر 40 عاما يصوم يوما ويفطر يوما؟

هل ترغب أن تدخل جنة الدنيا التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة)؟؟

إننا عندما نقرأ مثل هذه (الصور) المضيئة ونسمع عن مثل هذه الأحوال (الرفيعة)
نرجع (الفكر) في أحوالنا السقيمة هل نرى في نفوسنا من الصبر على العبادة والاجتهاد في الطاعة كالذي كان عندهم ؟
ثم نرجع (الفكر) كرتين فينقلب (الفكرُ) خاسئاً وهو حسير

ما الذي جعلهم يبلغون في (الاجتهاد) منزلةً لا تبارى
ويصلون في (الإيمان) درجةً لا تسامى؟

ما الذي جعلهم يصبرون على (متابعة الطاعات) ويتحملون (شدائد الثبات) ويقامون (إغراءات الراحات)؟؟

السر يكمن في كلمةٍ واحدة (الحلاوة)
نعم إنها (حلاوةُ الإيمان) التي طعموها و(لذة العبادة ) التي ذاقوها

فالنفسُ لا تترك لذةً إلا إلى لـ(لذة) أعظم منها وأكمل
وأي لذة أعظم وأكمل وأكبر من (حلاوة الإيمان)!!؟؟
هذا هو السر إذاً!!

إنها (حلاوةُ الإيمان) التي تجعل المؤمن يستلذ بطاعته مهما طالت، ويهنأ بـ(عبادته) مهما صعبت، ويصبر على مفارقة اللذات الحسية والشهوات الدنيوية مهما قويت وكثرت

(حلاوة الإيمان) هي مفتاحُ الثبات على طاعة الله وسر الصمود أمام الفتن والشهوات وإن القلب متى ما خالطته بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وحيي بروح الوحي وتمهدت طبيعته بأنوار الشريعة =كملت له لذته وتناهت فيه سعادته

وقد تأملتُ في نصوص الوحيين أبحث عن سر اكتساب هذه اللذة ومفاتيح تحصيل هذه الحلاوة فوجدتُ أربعة قواعد ذهبية من طبقها بيقين ونفذها بتصديق واستعملها بخضوع =فاز باللذة العظيمة وحاز على الحلاوة التامة

القاعدة الأولى/ بقدر (محبتك) تكون (لذتك)

محبةُ الله هي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه فقد حلت بقلبه جميع الأسقام

وقانون الحب يقضي بأن اللذة تتبع الحب وتنبع منه
فلو سألتَ عاشقاً متيماً عن لذته عندما يكلم معشوقته أو يجالسها أو يسمع حديثها لقال لك :
وحديثها السحر الحلال لو أنهلم يجن قتل المسلم المتحرز
إن طال لم تملل وإن هي أوجزتود المحدث أنها لم توجز
وكذلك حال من أحب طعاماً فإن لذته تعظم إذا أكله، ومن أحب بلاداً فلذته تكبر إذا زارها، ومن أحب الدنيا فلذته لاتكون إلا في تحصيل متاعها
وحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)).متفق عليه
هذه الثلاث كلها في (المحبة)

وفي قانون الحب من أحب شيئا= أحب مايحبه ،وكره مايكره
فكلما عظمت محبةُ الله في قلبك وجدتَ اللذة في طاعته، وشعرت بالحلاوة في مناجاته، وذقت الطمأنينة في الاتصال به

وفي قانون الحب : أن المحبةَ العظيمة= تنتج شوقاً عظيماً
وأعظمُ لذة في الدنيا : أن تشتاق لله
كما أن أعظم لذة في الآخرة: أن تنظر لوجه الكريم
لذا جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه (وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك) رواه أحمد والنسائي

فإن سألتَ كيف تنمي حب الله في قلبك فالجواب بأمرين:
1-أن تعلمَ ضعفك وعجزك وقلةَ حيلتك
2-وأن تتفكر في سعة رحمة الله وإحسانه لك وتوالي نعمه عليك

القاعدة الثانية / كن (راضياً) تكن (مرضياً)

في قانون الحب: كل ما جاء من الحبيب (حبيب)
ومن لوازم المحبة الصادقة =الرضا بالمحبوب والرضا عنه
فالرضا بالله والرضا عن الله من أعظم مقامات الإيمان وأرفع مدراج السالكين

وينتج عن الرضا بالله والرضا عنه حلاوة لا يدرك كنهها إلا من ذاقها ولا يتصور حلاوتها إلا من جربها

في باب الرضا بالله يقول المصطفى عليه وسلم (ذاقَ طعمَ الإيمانِ ، من رضيَ باللَّهِ ربًّا ، وبالإسلامِ دينًا ، وبمحمَّدٍ رسولًا) رواه مسلم

وفي باب الرضا عن الله يقول عليه الصلاة والسلام (إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) رواه أبو داود والترمذي

فمن رضي بالله ربا حاز اللذة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ)
ومن رضي بالله إلها ومعبودا حصل السعادة (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون)
ومن رضي بالله محبوبا فقد نال الحلاوة (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا)
ومن رضي بدينه ونبيه وشرعه فقد تمت له الطمأنينة (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا )

والمحبة والرضا هما أكملُ مراتب الإيمان، وليسا كالخوف والرجاء فإن الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان المتلبس بهما في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة بخلاف الخوف والرجاء فإنهما يفارقان أهل الجنة لحصول ماكانوا يرجونه وأمنهم مما كانوا يخافونه

وإذا سألتَ كيف أصلُ لمقام الرضا فالجواب: أن تلزم ماجعل الله فيه رضاه فإنه يوصلك إلى إلى مقام الرضا ولابد

القاعدة الثالثة/ التزكية قبل (التحلية) 

لو أعطيتك إناءً متسخاً بالقاذورات وصببتُ لك فيه عسلاً صافياً وطعمته فهل ستشعر بحلاوة العسل ؟
كذلك القلب الذي امتلأ بقاذورات المعاصي وأدران الخطايا وأوساخ الشهوات لن يجد حلاوةَ الإيمان إلا عندما يطهر وينظف

وقد جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم (ثلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فقدْ طعِمَ طعْمَ الإيمانِ : مَنْ عبَدَ اللهَ وحْدَهُ وأنَّهُ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأعْطَى زكاةَ مالِهِ طيِّبَةً بِها نفْسُهُ ، ، وزَكَّى نفْسَهُ) صحيح الجامع 3041
وقد أقسم ربنا جل جلاله 11 قسما (أطول قسم في القرآن ) ليقرر حقيقة مهمة (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)
وتزكية النفس تكون: بكثرة الطاعات واجتناب المحرمات

فمن أوغل في مستنقعات المعاصي لن يجد اللذة ولن يهنأ بالحلاوة يقول بشر بن الحارث رحمه الله :
"لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطًا من حديد".

& وفي قانون الحب: الاقتراب من المحبوب لذة وحلاوة
لذا كان إمام العابدين صلى الله عليه وسلم يحد الراحة في الصلاة التي هي أمتن سبل القرب من الله (أرحنا بها يابلال)
ويجد فيها الحلاوةَ والنعيم (وجعلت قرة عيني في الصلاة)

فإذا أردتَ الحلاوة فاستكثر من الطاعات واحذر من أن تنخدع ببريق الشهوات وتنطلي عليك حيل الشيطان في أن اللذة في الهوى والعصيان (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب )

& فإذا سألتَ عن أكبر سبب يعين على تزكية النفس فالجواب في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: (أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان)رواه الطبراني وصححه الألباني

القاعدة الرابعة / دعاؤك=هناؤك

الدعاءُ سلاحُ المؤمن الذي لا ينبو، ومصباحه الذي لا يخبو، وفرسه الذي لا يكبو
فمن طلب الحلاوة فليستمطرها بالدعاء

فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل ربــّه حلاوةَ الإيمان ويسأله أسبابها
ففي سؤال الحلاوة يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرةَ عين لا تنقطع) رواه أحمد والنسائي
وقرة العين هي نعيم القلب وحلاوته

وسأل الله أسبابها
ففي الحب يقول (وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ) رواه أحمد وزالترمذي
وفي الرضا ( وأسألُك الرضا بالقضاءِ ) رواه أحمد والنسائي
وفي التزكية (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها . وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها . أنت وليُّها ومولاها ) رواه مسلم

فهذه قواعدٌ أربع تحصـّل بها لذةَ العبادة وتجد بتحقيقها حلاوةَ الإيمان فبادر لتطبيقها ونشرها وستجد من الحلاوة بعد ذلك مايجعلك تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر، وتتصدق فلا تضجر، وتقرأ القرآن فلا تهجر

عبدالله بن أحمد الحويل 


شارك:
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تلاوات خاشعة لمختلف القراء

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة